x

عزام الأحمد لـ«المصرى اليوم»: متفائلون بالتوجه لمجلس الأمن.. وليست لدينا أوهام

الأربعاء 21-09-2011 19:54 | كتب: أميرة عبد الرحمن |
تصوير : اخبار

رغم الطقس غير المواتى، وهطول الأمطار بغزارة فى سماء نيويورك منذ ساعات الصباح الأولى، شهد الوفد الفلسطينى المرافق للرئيس محمود عباس (أبومازن) حراكا دبلوماسيا واسعا بين مقر الأمم المتحدة، ومقار الاجتماعات التى تعقد فيها العديد من اللقاءات الفلسطينية مع مختلف الأطراف المعنية باستحقاق أيلول (سبتمبر).

عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينى (فتح)، ورئيس كتلتها البرلمانية، بدا غير عابئ بالطقس. التقته «المصرى اليوم» وكان يعبر الشارع الفاصل بين المنظمة الدولية وشارع «42» الأشهر فى مانهاتن، حيث مقر الوفد الفلسطينى برئاسة محمود عباس (أبومازن)، فكان هذا الحوار:

تبدو نشطا ومتحمسا.. ألهذا الحد أنتم متفائلون سيد عزام؟

ـ متفائلون. متفائلون. متفائلون. لكن ليس لدينا أى أوهام. لم نكن أبدا واهمين وليس لدينا أى وهم الآن بأنه بعد تسليم طلب العضوية للأمم المتحدة ستكون لدينا فى اليوم التالى دولة مستقلة. نحن نخوض معركة سياسية شرسة لتصحيح مسار عملية السلام التى تجمدت بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة، على مدار سنوات طويلة مضت، فضلا عن محاباة الولايات المتحدة الأمريكية لسياسات إسرائيل، وعدم تحمل المجتمع الدولى مسؤولياته.

كان الحديث منذ بضعة أسابيع فقط يدور حول طلب اعتراف.. الآن تحدث أبومازن بوضوح عن طلب عضوية.. هل يمثل ذلك تصعيدا فلسطينيا لمطلبهم المشروع فى تحد للولايات المتحدة وإسرائيل؟

ـ هناك أطراف روجت لتلك الفكرة. نحن نسعى لعضوية كاملة فى الأمم المتحدة، هذه هى المعركة التى نخوضها. معركتنا ليست مجرد طلب اعتراف بالدولة، لأننا حصلنا على هذا الاعتراف بالفعل عام 1988، أما الآن فنريد ترجمة ذلك إلى انضمام فعلى للأمم المتحدة.

وما القيمة الحقيقية على الأرض لهذا الإجراء إذا ما أردنا ترجمته بلغة القانون؟

ـ فى هذه الحالة ستتحول صفتنا من أراض «متنازع عليها» إلى أراض «محتلة»، وهو ما يغير معادلة التفاوض كليا. كما أن منظمة التحرير الفلسطينية، التى هى عضو مراقب فى الأمم المتحدة منذ عام 1974 وتشارك فى اجتماعات الهيئة الدولية منذ ذلك التاريخ، ستتحول إلى دولة تخوض معارك سياسية ودبلوماسية وقضائية لتنال استقلالها بجميع الوسائل المشروعة التى تتيحها الأمم المتحدة وهيئاتها التابعة.

هناك حالة من الغموض تكتنف موقف القيادة الفلسطينية.. بخلاف ما أعلنه أبومازن ما الذى يعتزم الفلسطينيون عمله يوم الجمعة تحديدا؟

ـ الرئيس أبومازن قابل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، واتفقا على أنه سيقوم بتسليمه طلب العضوية رسميا يوم الجمعة، وهو اليوم المقرر أن يلقى فيه كلمته الساعة 12 ظهرا. بان كى مون بدوره أبلغ «عباس» بأنه سيسلم الطلب فورا إلى لجنة العضوية التابعة لمجلس الأمن الدولى لدراستها وتحديد موعد للتصويت عليها.

معنى ذلك أن التصويت لن يتم فى اليوم نفسه، وأن أبومازن لن يرفق خطاب العضوية بطلب التصويت؟

ـ لم يحدث أبدا أن قام مجلس الأمن بالتصويت على طلب فى اليوم نفسه. لم يحدث ذلك مع الولايات المتحدة نفسها. الأردن استغرقت نحو 6 أعوام قبل أن تتم الموافقة على انضمامها عام 1955، بعد استخدام الفيتو ضدها عدة مرات. أسرع دولة حصلت على العضوية كانت جنوب السودان.

يوم الجمعة إذا سيقتصر على كلمة أبومازن وعلى إجراء تسليمه الطلب إلى بان كى مون.

ـ نعم أبومازن سيكرر فى كلمته مقتطفات من الخطاب الشهير للزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات. وسيوجه للمجتمع الدولى سؤالا عما إذا كان قد تخلى عن السلام وأسقط غصن الزيتون.

ألم يخاطب الرئيس الفلسطينى الجمعية العامة؟

ـ لا. لم نخاطب الجمعية لأن مسألة العضوية الكاملة من صلاحيات مجلس الأمن فقط.

لكن مجلس الأمن موقفه شبه محسوم سلفا فى ضوء الفيتو الأمريكى. ماذا ستفعلون بعد رفض الطلب؟

ـ من السابق لأوانه الحديث عما سيجرى عند رفض الطلب. لأن هناك سيناريوهات عديدة للرفض، إما بسبب الفيتو الأمريكى، أو لعدم الحصول على الأغلبية الكافية. لذلك، سيتحدد رد فعلنا، على ضوء المعطيات التى ستحدث.

أفهم من حديثك أنكم مازلتم غير واثقين فى الحصول على الأصوات الـ 9 المطلوبة من الأعضاء غير الدائمين.

ـ (بتحفظ) لا يوجد فى السياسة شىء اسمه ضمانات. كل المواقف قابلة للتفاوض والبحث والتغيير والضغط.

الفلسطينيون مروا بتجربة الكفاح المسلح وكان لها مؤيدوها ومنتقدوها، ثم مرحلة المفاوضات السياسية والتى لم تأت بنتائجها المرجوة حتى الآن.. كيف ترى المرحلة المقبلة؟

ـ الكفاح المسلح لم يكن تجربة، إنما استراتيجية ثابتة. النضال عمل تكاملى يضم الشقين السياسى والعسكرى. لذا فإن الكفاح شكل من أشكال النضال التى لم نسقطها. أما عملية السلام فلم تستغرق 20 عاما كما يقول البعض، بل تخللتها فترات توقف كثيرة. نحن نختار بين الشقين السياسى والعسكرى وفق المعطيات القائمة لحين تحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية.

ماذا عن حركة «حماس» كيف تفسر موقفها الرافض لاستحقاق أيلول؟

ـ أنا التقيت الدكتور موسى أبومرزوق فى بيروت وأكد لى أنهم ليسوا ضد التوجه للأمم المتحدة لكنهم يعتبون علينا باعتبار أنهم كانوا يريدون أن يكونوا طرفا مشاركا فى القرار بعد التشاور معنا.

ولماذا لم تبحثوا الأمر معهم من البداية؟

ـ لأن منظمة التحرير هى من بادر بالخطوة. وحركة «حماس» ليست عضواً فى المنظمة. كما أننا فى حركة «فتح» من طالب بهذا الإجراء، ومنذ ذلك الحين، قادت المنظمة الحملة، ولأن «حماس» اختارت ألا تكون فى المنظمة منذ تأسيسها 1964 كانت بعيدة عن كل هذه الترتيبات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية