تواصلت الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على السلطة الفلسطينية بهدف منعها من تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، حيث هددت إسرائيل بوقف تحويل الضرائب إلى السلطة بينما لوحت الولايات المتحدة بوقف مساعداتها للفلسطينيين، إلا أن لهجة الفلسطينيين بقت واثقة من الحصول على اعتراف المنظمة الدولية.
وعبر وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى عن ثقته فى أن الوفد الفلسطينى سيحصل على الأصوات الـ9 التى تمثل الحد الأدنى المطلوب لكسب تأييد مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة للدولة الفلسطينية.
وتحتاج قرارات المجلس كى تصدر إلى تسعة أصوات على الأقل من بين 15 صوتا، على ألا يعترض أى عضو ممن يملكون حق النقض (الفيتو)، ولكن الولايات المتحدة قالت بالفعل إنها ستستخدم الفيتو لمنع صدور قرار بالموافقة على عضوية الدولة الفلسطينية فى المنظمة الدولية.
وتمنى المالكى أن تعدل الولايات المتحدة عن موقفها وأن تكون فى جانب أغلبية الدول أو البلدان التى تريد تأييد الحق الفلسطينى فى تقرير المصير والاستقلال.
وفى المقابل، حذر وزير المالية الإسرائيلى يوفال شتاينتز من عواقب مالية خطيرة إذا نفذ الرئيس الفلسطينى محمود عباس خطته لطلب عضوية دولة فلسطينية فى الأمم المتحدة هذا الاسبوع، وقال شتاينتز -وهو حليف وثيق لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو- إن حكومته قد توقف تحصيل ضرائب القيمة المضافة والرسوم والجمارك التى تمثل 40% من عائدات ميزانية السلطة الفلسطينية.
وأضاف، «إنه رأيى فلا يوجد قرار للحكومة (الإسرائيلية) أنه إذا خالف الفلسطينيون المبادئ الأساسية لاتفاق السلام فيجب أن نعيد النظر فى تسليم عائدات الضرائب لهم».
وذكر وزير المالية الإسرائيلى أنه إذا اتخذ عباس خطوة أحادية بإعلان الدولة الفلسطينية فإنه يأمل أن تفشل المحاولة وعبر عن تشككه فى استطاعة السلطة الفلسطينية إدارة دولة مستقرة تشكل فيها التبرعات والمعونات الدولية 40% من الميزانية.
واستمراراً للضغوط الاقتصادية على السلطة الفلسطينية، أثار عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى إمكانية إعادة تقييم المساعدة الأمريكية للفلسطينيين فى حال أصر هؤلاء على طلبهم الحصول على اعتراف بدولتهم فى الأمم المتحدة، وقال الرجل الثانى فى الغالبية الجمهورية فى الكونجرس إريك كانتور «لا نعتقد أن هذا الأمر سيكون مفيدا للسلطة الفلسطينية عبر الإصرار بطريقة أحادية فى الأمم المتحدة».
وعلى صعيد متصل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مجددا الفلسطينيين إلى استئناف مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، عوضا عن طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة.
يأتى هذا بينما تظاهر آلاف الفلسطينيين فى عدد من مدن الضفة الغربية تأييدا لمساعى إعلان الدولة الفلسطينية.