قال ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث لشؤون تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، إن العدد النهائي لاستادات البطولة سيتحدد في وقت لاحق من العام الحالي، وذلك من خلال عملية التفاوض الجارية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
وقبل 5 أعوام ونصف العام على موعد انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، تسير الاستعدادات على قدم وساق من أجل تهيئة الأجواء والإعدادات لاستضافة مونديال تاريخي في أول ظهور للبطولة بمنطقة الشرق الأوسط.
وعن الاستعدادات الجارية، قال الخاطر، في مقابلة: «الاستعدادات تسير كما خططنا منذ أن فزنا بحق استضافة نهائيات كأس العالم 2022. وفقا للخطة، هناك 8 استادات يعكف المقاولون الرئيسيون على تجهيزها وستكون جاهزة قبل نهاية عام 2020. ويبقى العدد النهائي للملاعب قيد التفاوض مع الاتحاد الدولي (فيفا)، وسيتضح لاحقا خلال هذا العام».
وأوضح الخاطر: «بالنسبة للبنية الأساسية التي يتم تجهيزها لاستضافة الحدث بالتعاون مع شركائنا في الدولة فإن زملاءنا في شركة قطر للسكك الحديدية (الريل) انتهوا بالفعل من أعمال حفر الأنفاق كما أنجز قدر كبير من عمليات إنشاء المحطات لتكون قادرة على العمل بداية من عام 2020».
وأشار: «بلغنا مرحلة متقدمة جدا في إنشاء شبكة الطرق المطلوبة لاستضافة بطولة كأس عالم متقاربة الملاعب وأهمها الطريق السريع وذلك بالتعاون مع الزملاء في هيئة الأشغال العامة».
وعن مفهوم البطولة المتقاربة ولماذا ستكون كأس العالم في قطر مختلفة عن باقي نسخ البطولة، قال الخاطر: «يمثل عامل التقارب بين الملاعب إحدى أبرز السمات المميزة لبطولة كأس العالم 2022 في قطر حيث سيكون له تأثير كبير على اللاعبين والمشجعين. سيكون بإمكان المشجعين مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما سيتجنبون مشقة السفر في رحلات طويلة كما حدث في بطولات كأس العالم السابقة التي استضافتها بلدان كبيرة المساحة حيث كانت تجرى بعض المباريات على بعد آلاف الأميال».
وأضاف: «الجمهور سيتنقل بسهولة ويسر بفضل استثمارات البنية الأساسية الجارية حاليا والتي تتضمن شبكة مترو حديثة. وتقدم دولة قطر منصة عظيمة تتيح للمشجعين استكشاف المنطقة عبر مطار حمد الدولي الذي سيتمكن من استيعاب 50 مليون مسافر سنويا».
وأكد الخاطر: «المنتخبات المشاركة ستكون أكثر الفئات استفادة من عامل التقارب بالطبع حيث لن تضطر إلى تغيير مكان الإقامة أثناء البطولة لأن الاستادات قريبة وملاعب التدريب على بعد دقائق فقط. لذا، سيستمتع اللاعبون بالاستعداد المثالي للمباريات أثناء البطولة»، وأعلن المنظمون في قطر حتى الآن عن خمسة فقط من الاستادات المقرر أن تستضيف البطولة.
وعن موعد الإعلان عن الاستادات الثلاثة الباقية، قال الخاطر: «بالفعل، تم الإعلان عن خمسة استادات هي استاد الوكرة واستاد البيت في الخور واستاد خليفة واستاد الريان واستاد المدينة التعليمية. تتبقى ثلاثة ملاعب سيتم الإعلان عنها في عام 2017 وهي استاد لوسيل واستاد راس بوعبود واستاد الثمامة. ولكن أعمال الإنشاء قائمة بالفعل في الثمانية مواقع».
ولدى سؤاله عن الخطوات التي قطعتها قطر في مجال رعاية العمال، قال الخاطر: «تؤمن اللجنة العليا للمشاريع والإرث بأن لجميع العمال الذين يعملون في مشاريعها أو مشاريع البنية الأساسية الأخرى في قطر الحق في العمل والعيش في ظروف تضمن لهم الرفاهية والأمن والسلامة وصون الكرامة في جميع الأوقات. اتخذنا بالفعل إجراءات صارمة من أجل حماية العمال».
وأوضح: «في فبراير 2014، نشرنا النسخة الأولى من معايير رعاية العمال والتي صيغت بالتشاور مع منظمات غير حكومية ومع الفيفا والشركاء الآخرين بصورة تتماشى مع القوانين القطرية وأفضل الممارسات العالمية. وتبين تلك المعايير بوضوح الإرشادات التي تحمي حقوق العمال عبر دورة التعاقد الكاملة بدءا من التوظيف وانتهاء بعودة العمال إلى أوطانهم».
وأضاف: «في عام 2016، تقدمنا خطوة أخرى إلى الأمام في هذا الصدد من خلال نشر نسخة محدثة من المعايير وإصدار تقريرنا الأول حول تقدم رعاية العمال الذي يبرز نجاحاتنا ومجالات جديدة تستحق التركيز عليها في المستقبل. وفي شباط/فبراير الماضي، كانت أول جولة تفتيشية مشتركة بين الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ليكون ذلك بمثابة الانطلاقة الرسمية لمذكرة التفاهم التي وقّعها الطرفان في تشرين ثان/نوفمبر 2016».
وأشار الخاطر: «تعاقدنا في 2016 مع شركة إمباكت المتخصصة في المعايير العمالية وحقوق الإنسان كمدقق خارجي لمراقبة تطبيق معايير رعاية العمال. وباتت الشركة الآن جزءا من فريق المراقبة وأصدرت مؤخرا تقريرها السنوي الأول حول تطبيق معايير اللجنة العليا لرعاية العمال».
وعن كون مونديال 2022 بطولة للشرق الأوسط والمنطقة والخليج والعالم العربي وعن الإرث الذي سيتركه للمنطقة، قال الخاطر: «تعتبر قطر أن مونديال 2022 فرصة استثنائية لتحفيز عملية التنمية وإطلاق القدرات وتشجيع ثقافة الابتكار والإبداع في منطقتنا وهو ما دفعنا في المقام الأول للتقدم بملف الاستضافة. ولم نتبن هذه الرؤية مؤخرا فقط. فمهما بلغ حجم وأهمية أي حدث في العالم فإنه يبقى حدثا عابرا إن لم نستثمر الفرص التي يقدمها لترك إرث يستمر طويلا بعد انتهائه».
وأضاف: «حققنا بالفعل خلال السنوات الست الماضية إنجازات مهمة في هذا المجال إذ حققت ثلاث من مبادرتنا الإقليمية الرائدة أثرا إيجابيا في المنطقة بدءا بمعهد جسور للتفوق الرياضي والذي درب حتى الآن مئات من أبناء المنطقة من العاملين في المجال الرياضي وفي مجال استضافة الأحداث الكبرى».
وأضاف: «تمكنا عبر برنامج المسؤولية الاجتماعية (الجيل المبهر) من المساهمة في تحقيق تغيير إيجابي في حياة الآلاف من الأطفال والفتيان في دول عدة حول العالم مثل نيبال وباكستان ولبنان والأردن من خلال استثمار الطاقة الإيجابية لكرة القدم وتطوير وصقل المهارات القيادية للمشاركين في هذا البرنامج. أما تحدي 22 فقد فتح الفرصة أمام مبتكري ومبدعي العالم العربي على مواجهة التحديات التي تواجه تنظيم مونديال 2022 وسائر الأحداث الرياضية الكبرى حول العالم. تقدم الفائزون بأفكار لامعة لمنتجات فعلية وتطبيقات يجري تطويرها الآن في مجموعة من حاضنات الأعمال في قطر لتغدو حلولا واقعية يراها العالم عام 2022».
وأكد: «سنستمر في إطلاق ورعاية المبادرات الإيجابية التي تضمن إشراك كل دول المنطقة في استضافة مونديال 2022 وفي قطف ثمار الإرث الذي ستحققه هذه البطولة».
ولدى سؤاله عن الرؤية القطرية لاختلاف الثقافات بالنسبة لمشجعي المنتخبات المشاركة مثل تناول الكحوليات وما إذا كان سيسمح بها مثلما هو الحال في البطولات الأخرى أم ستفرض عليها قيود وضوابط، أجاب الخاطر: «بما أن المشروبات الكحولية ليست جزءا من الثقافة القطرية، لن تكون تلك المشروبات متوفرة في كل مكان بل سيخصص لها مناطق معينة تكون متاحة فيها. سيعمل الفيفا مع اللجنة المنظمة على تحديد مدى توفرها كما هو الحال مع باقي البلدان التي استضافت كأس العالم سابقا، وذلك للتوصل إلى حل يرضي جميع الشركاء في الداخل والخارج».
ومع المشاكل التي شهدها الفيفا في العامين الماضيين والتغيير الكبير الذي حدث والاتهامات التي وجهت للملفين القطري والروسي، قال الخاطر: «نؤكد أننا قدمنا ملف استضافتنا للبطولة بنزاهة ووفقا للمعايير الأخلاقية مع الالتزام التام بجميع القواعد واللوائح الخاصة بعملية التقدم لاستضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022».
وأوضح: «نجزم بأن استضافة مونديال 2022 في منطقة الشرق الأوسط تزداد أهميته أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى المناخ السياسي العالمي؛ حيث سيجتمع الناس من شتى بقاع العالم على أرض العرب من أجل الاحتفال بأكبر بطولة رياضية على مستوى العالم والاستمتاع بها. نرى في ذلك فرصة غالية لتعزيز التفاهم الثقافي بين أصحاب الثقافات والخلفيات المختلفة بالإضافة إلى اتحادهم على حب كرة القدم. لم نشك للحظة واحدة في استضافتنا البطولة بل كنا نركز طيلة الفترة الماضية على تنفيذ الوعود التي أطلقناها حين تقدمنا بملفنا لاستضافة البطولة. وها هي مشاريع الاستضافة بدأت تظهر للجميع».
وفيما يتعلق بانطباع المنظمين في قطر عن السويسري جياني إنفانتينو الرئيس الجديد للفيفا، قال الخاطر: «سعدنا بالتزام رئيس الفيفا جياني إنفانتينو ودعمه لفكرة إقامة المونديال لأول مرة في الشرق الأوسط. زار إنفانتينو قطر أكثر من مرة واطلع على تقدم العمل في المشاريع كما عبر في أكثر من مناسبة عن إعجابه بالإرث الذي سيتركه كأس العالم للمنطقة والانطباع الجيد حول قطر والمنطقة بأكملها».
وعن كيفية الاستعداد لمواجهة شغب الجماهير إذا حدث في مونديال 2022 خاصة من قبل الهوليجانز والمشجعين المتعصبين من مختلف أنحاء العالم في حال تأهلت هذه المنتخبات كالمنتخب الإنجليزي، قال الخاطر: «قامت قطر ممثلة باللجنة الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالعمل وإعداد الخطط والكوادر عن طريق تفعيل الشراكات الاستراتيجية مع كل دول العالم والمنظمات الدولية ومنها منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) ومشروع ستاديا الممول من قطر والذي يهدف إلى وضع مركز امتياز لكل الخبرات في تنظيم الأحداث الكبرى كما ينظم تبادل الخبرات وتنظيم ورش عمل. وفي ذات السياق، تمكنت اللجنة الأمنية في اللجنة اللعليا للمشاريع والإرث من الحصول على عضوية بصفة مراقب في اللجنة الدائمة لمكافحة العنف في الملاعب بالاتحاد الأوروبي. بالإضافة لذلك، توجد لدينا شراكة مع المركز الدولي للأمن الرياضي».
وأضاف: «لدينا مشاريع إضافية قائمة مثل مشروع وحدة شرطة كرة القدم ومركز التعاون الشرطي الدولي على غرار كل الدول المنظمة للأحداث الكبرى. أما من ناحية التطبيق الميداني، قمنا بالعديد من الخطوات خلال السنوات القليلة الماضية ومنها إرسال عدد من الضباط للعمل في يورو 2016 بفرنسا وشاركوا في إدارة مباريات مهمة أبرزها مباراة إنجلترا وروسيا واكتسبوا خبرات ميدانية عالية».
وأكد: «تم عقد عدة اجتماعات دولية لخبراء الأمن والسلامة الرياضية تم خلالها مناقشة أفضل السبل والدروس المستفادة في مجال مكافحة الشغب في الملاعب عن طريق مشروع ستاديا. وخلال كأس السوبر الإيطالي في قطر، تمت الاستعانة بكادر تنسيقي أمني من وحدة شرطة كرة القدم الإيطالية والتي عملت ميدانيا مع قوات الأمن في تأمين الحدث. كما تم إرسال عدد من الضباط للعمل في بطولة كأس آسيا لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي».
وعن إمكانية استعانة قطر بعناصر أمنية من دول الخليج أو من دول مختلفة أسوة بما يحدث في الألعاب الأولمبية، قال الخاطر: «الكوادر الأمنية القطرية كوادر شابة وأثبتت كفاءتها في العديد من المحافل على المستويات المحلي والإقليمي والدولي في إدارة الأحداث الرياضية. على مستوى الدولة، ننظم أحداثا دولية على مدار العام بالإضافة لمشاركة فرقنا الأمنية خلال تنظيم الأحداث العالمية خارجيا».
وأضاف: «فيما يختص بالاستعانة بعناصر أمنية خارجية، هي قيد الدراسة ويمكن الاستعانة بهم في مهام خاصة عند الحاجة. ونؤكد أننا جاهزون أمنيا وتنظيميا لاستقبال والاحتفاء بالضيوف وتنظيم مونديال متميز واستثنائي يعكس مدى تطور دولة قطر».
وفيما يتعلق ببطولة كأس القارات، وهل تستضيفها دولة أخرى؟ وهل يكون لقطر أي دور في هذه البطولة في حالة استضافتها ببلد آخر ؟، قال الخاطر: «في أعقاب قرار إقامة مونديال 2022 في تشرين ثان/نوفمبر وكانون أول/ديسمبر، تقرر أن قطر لن تستضيف كأس القارات 2021 كي نضمن ألا يحدث اضطراب في جدول البطولات العالمية».
وعن البطولة البديلة مع عدم استضافة قطر لكأس القارات 2021 لتكون تجربة وبروفة جادة للمونديال، أشار الخاطر: «من ناحية البطولات البديلة التي سيتم استضافة إحداها لتكون بروفة للاستادات، وتساعدنا على الإعداد الجيد لاستضافة المونديال، لم يتم اتخاذ قرار نهائي لكننا جاهزون لاستضافة أي بطولة نجد أنها ستكون أفضل تحضير لاستضافة تاريخية لكأس العالم ولأول مرة في الشرق الأوسط».