مثلما هو الحال في السنوات الماضية، جذبت بطولة جائزة «بورش» الكبرى للتنس العديد من اللاعبات البارزات المصنفات في المراكز العشرة الأولى على العالم، ومن بينهن الألمانية أنجليك كيربر، المصنفة الثانية عالميًا، والفائزة بلقب البطولة مرتين سابقتين.
ولكن الاهتمام الأكبر في نسخة هذا العام سينصب على مشاركة الروسية ماريا شارابوفا، العائدة إلى الملاعب بعد انتهاء فترة إيقافها، بسبب خرق قواعد مكافحة المنشطات.
وتتصدر «كيربر» قائمة المصنفات في البطولة، التي تشهد مشاركة ثمان لاعبات من المصنفات في المراكز العشرة الأولى على العالم.
ولكن «شارابوفا»، 30 عامًا، غير المصنفة حاليًا، هي من تستحوذ على الاهتمام الأكبر، حيث ينتهي إيقافها، الثلاثاء، لتعود إلى الملاعب بداية من الأربعاء، بعد انتهاء فترة الإيقاف، التي امتدت على مدار 15 شهرًا.
وتدربت «شارابوفا» في شتوتجارت، الاثنين، بعيدًا عن عيون الجماهير.
وقدم منظمو البطولة بطاقة دعوة «وايلد كارد» إلى «شارابوفا»، التي تخوض أولى مبارياتها أمام الإيطالية روبرتا فينشي.
وسبق لـ«شارابوفا» التتويج بلقب البطولة ثلاث مرات متتالية، بين عامي 2012 و2014، كما أصبحت سفيرة لهذه البطولة.
وخاضت «شارابوفا» آخر مباراة سابقة لها في البطولة، بالدور الثاني في نسخة 2015، وخسرت خلالها أمام «كيربر»، فيما كانت آخر مباراة خاضتها «شارابوفا»، قبل تطبيق عقوبة الإيقاف في مواجهة الأمريكية سيرينا وليامز، بدور الثمانية، في بطولة استراليا المفتوحة، خلال يناير 2016.
وتسلط وسائل الإعلام العالمية الأضواء على بطولة شتوتجارت هذا العام، لمراقبة العودة المنتظرة لـ«شارابوفا» إلى الملاعب، حيث تشهد البطولة هذا العام حضور نحو ضعف عدد المراسلين الذي اعتاد متابعة البطولة في الأعوام السابقة، كما ينطبق هذا على كم شبكات التلفزيون المتابعة للبطولة، ومنها شبكة «سي.إن.إن»، والتلفزيون الروسي.
ورغم مشاركتها ببطاقة دعوة وعدم وجودها ضمن المصنفات، تحظى «شارابوفا» باهتمام كبير لمسيرتها الرائعة من قبل في عالم التنس، حيث سبق لها أن تصدرت التصنيف العالمي للمحترفات، كما فازت بأكثر من لقب في بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى.
كذلك، يسود الاعتقاد بأن «شارابوفا» تتصدر قائمة أعلى الرياضيات جنيًا للمال، والذي يأتي معظمه من عقود الرعاية، وكذلك من مكاسب منتجات خط الحلويات الخاص بها، «شوجاروفا»، حيث تقدر العائدات بنحو 20 مليون دولار سنويًا.
وأظهر اختبار للكشف عن المنشطات تعاطي «شارابوفا» لعقار «ميلدونيوم»، الذي أضيف إلى قائمة المنشطات المحظورة مع بداية 2016، لتفرض عقوبة على اللاعبة بالإيقاف عامين، قبل أن تقلص المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «كاس» العقوبة إلى 15 شهرًا.
وأبدت بعض اللاعبات، من بينهن «كيربر»، تحفظًا على بطاقة الدعوة الموجهة لـ«شارابوفا»، سواء في هذه البطولة أو في بطولتي روما ومدريد، المقررتين في الأسابيع المقبلة.
واشتعل الجدل مطلع هذا الأسبوع، لعدم حصول جوليا جورجيس، الفائزة بلقب البطولة عام 2011، على بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة، رغم أن انتصاريها في مباريات الفردي خلال المواجهة مع أوكرانيا، على نفس الملعب، حافظ لألمانيا على مكانها في المجموعة العالمية لبطولة كأس الاتحاد.
كما أعربت «فينشي»، الإثنين، عن انتقادها وتحفظاتها تجاه مشاركة «شارابوفا» في البطولة، حيث قالت، في مؤتمر صحفي: «شخصيًا، لا أوافق على منح شارابوفا بطاقة دعوة... إنها لاعبة رائعة بالفعل، ليس لدي أي خلاف شخصي معها، وقد دفعت ثمن خطأها ويمكنها العودة للعب، ولكن ليس ببطاقة دعوة».
وفي المقابل، دافع ماركو جوينتهارد، مدير البطولة، مجددًا عن توجيه بطاقة دعوة لـ«شارابوفا»، وقال: «اتخذنا القرار المناسب».
وتدربت «شارابوفا» بجدية استعدادًا لعودتها إلى الملاعب، ولكنها التزمت الصمت والهدوء، منذ الإعلان، في مارس 2016، عن تعاطيها المنشطات.
وفي ظل استمرار عقوبة الإيقاف حتى الثلاثاء، لم تظهر «شارابوفا» في حفل افتتاح البطولة، الإثنين، كما لم تجر أي مقابلات رسمية، ولم تتدرب على ملعب البطولة.
وذكرت «شارابوفا»، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الشهر الماضي: «تدريباتي في الشهور القليلة الماضية كانت جيدة بالفعل».
وتمثل عودة «شارابوفا» إلى البطولات، دفعة رائعة لعالم التنس على مستوى السيدات، خاصة مع إعلان «سيرينا»، الأسبوع الماضي، عن حملها، مما يعني غيابها عن الملاعب حتى نهاية العام الحالي.
وقالت «فينشي»: «أعلم أنها مهمة بالنسبة لعالم التنس، ستكون البطولة حدثًا كبيرًا ومهمًا بالنسبة لها، وبالنسبة للتنس».
ولم يكن الفوز بلقبي أستراليا المفتوحة وأمريكا المفتوحة «فلاشينج ميدوز»، أو اعتلاء صدارة محترفات التنس، كافيًا لتحظى «كيربر» بمكانة مماثلة لوضع لاعبة مثل «شارابوفا».
ولم تفز «كيربر» بأي لقب في 2017، كما فقدت صدارة التصنيف العالمي لمحترفات التنس، لصالح «سيرينا»، في النسخة الصادرة من التصنيف، الإثنين، ولكنها تستطيع استعادة هذه الصدارة، في حالة الوصول إلى المربع الذهبي في البطولة الحالية.
وقالت «كيربر»: «أسبوع جديد وبطولة جديدة».
وجنبت القرعة «كيربر» اللعب في الدور الأول، مثل باقي المصنفات في المراكز الأولى بتصنيف هذه البطولة.