قطع مئات المواطنين من أهالي حي الجناين وأقارب المتوفى، محمد علي عبد الباقي، 26 سنة، الشهير بـ«حمادة السواحلي» طريق «السويس- الإسماعيلية» الصحراوي في الخامسة والنصف من صباح الأربعاء, لاتهامهم الشرطة بـ«قتله»، فيما نفى مدير الأمن هذه الرواية, مؤكداً أن المتوفى حاول اختطاف فتاة واصطدم بالرصيف أثناء هروبه من مطاردة الشرطة بدراجة نارية.
وأشعل المحتجون النار بإطارات سيارات ووضعوها على الطريق، مما أدى إلى تكدس السيارات القادمة من سيناء من خلال نفق الشهيد أحمد حمدي والإسماعيلية والقاهرة بالطريق الصحراوي، مطالبين بالقصاص من الشرطة.
كما أشعلوا إطارات سيارات ووضعوها على قضبان السكة الحديد المتجهة إلى الإسماعيلية لتعطيل حركة نقل الركاب والبضائع، فيما هاجم عدد كبير منهم قسم شرطة «الجناين»، وذكروا أن: «الجيش أطلق النيران في الهواء لتفريقنا لكننا مصرون على اقتحام القسم لاستمرار ممارسات الشرطة ضد المواطنين»، حسب قولهم.
وقد انتقلت جهات أمنية على رأسها اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، وكلف اللواء أركان حرب صدقي صبحي، قائد الجيش الثالث الميداني، العميد أركان حرب محمد رأفت الدش، قائد تأمين السويس, بإرسال قوات لتأمين المكان وإقناع الأهالي بفتح الطريق أمام الحركة المرورية.
كما تظاهر عدد من المواطنين من أهالي قرية «جبلاية الفار» وأقارب المتوفى أمام مشرحة السويس ومديرية أمن السويس منذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء، مرددين الهتافات المعادية للشرطة والمطالبة بالقصاص للمتوفى.
وأمام المشرحة جلس والداه وجيرانه وهم يبكون عليه ويتهمون الشرطة بالتسبب في وفاته, وقال علي عبد الباقي، 57 سنة، والد المتوفى، إن نجله «لم يكن مسجلاً خطراً، مثلما تدعي الشرطة، فكلها ادعاءات القصد منها التجني على ابني, وإبعاد الاتهامات عنهم بالتسبب في وفاته».
كما نفى ما جاء بمحضر الشرطة بقيام المتوفى وآخرين باختطاف فتاة للاعتداء عليها جنسيا, وقال إنه «من بيئة صعيدية ولا يمكن أن يفعل نجله هذا».
من جانبه أكد اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، أن «المتوفى كان يطارده عدد من ضباط الشرطة لاختطافه فتاة، وأثناء هروبه من الشرطة بالدراجة البخارية اصطدم بالرصيف وسقط ميتاً، ولا دخل للشرطة في وفاته».
كان قد جاء في محضر الشرطة «قيام ضباط مباحث قسم شرطة (الجناين) بالقبض على كل من محمد حلمي، 26 سنة، عاطل وسبق اتهامه في 4 قضايا جنايات ما بين مخدرات وحيازة سلاح دون ترخيص ومطلوب ضبطه لهروبه من ليمان (430) أثناء أحداث الثورة، وأثناء مطاردته تعثر وسقط على الرصيف، مما أدى لوفاته في الحال, في حين عثر بحوزته على سلاح ناري وطلقات حية دون ترخيص».
وأضاف المحضر أنه «تم ضبط تامر السيد، مسجل خطر وهارب أيضا من ليمان (430) ومعهما فتاة تدعى (ش.ع) مقيمة بكفر حودة الأربعين، وبسؤالها قالت إنه تم اختطافها عنوة للتعدي عليها جنسياً قبل ضبط الجناة, ولولا مطاردة الضباط للمتهمين وهي تستغيث لتمكنوا من اغتصابها».
في السياق ذاته، تولى محمد الشرقاوي، وكيل نيابة فيصل والجناين، التحقيق تحت إشراف محمد موسى البعبولي، رئيس النيابة، وتمت مناظرة الجثة وانتداب الطب الشرعي, ومازالت التحقيقات جارية, وسيتم استدعاء شهود الواقعة لسماع أقوالهم حول الواقعة.