x

سليمان جودة مع مارجريت سكوبى! سليمان جودة الإثنين 24-04-2017 20:48


وقت أن كانت مارجريت سكوبى سفيرة للولايات المتحدة فى القاهرة، دعت إلى لقاء فى مكتبها، وكنت ممن ذهبوا إلى لقائها، الذى دار كله بطبيعته، عما هو قائم بين القاهرة وواشنطن، وعما يجب أن يقوم!.

ومما قلته لها، يومها، إن يد العون التى تمدها بلادها إلينا لابد أن تمتد بما هو مختلف عما هو حاصل، لأن مساعدات واشنطن لنا ليست فى كل أحوالها، لوجه الله، ولأن كل دولار نحصل عليه منهم، يعود إليهم دولارين وربما أكثر، بصورة، أو بأخرى!.

وكانت هى تعدد وجوه المساعدة الأمريكية لمصر، وكانت تقول إنها مساعدات عسكرية واقتصادية، وإن أرقامهما فى الحالتين كبيرة!.

وكنت أعود لأقول إنها كلها، ومهما كان حجمها، ليست من وجوه الخير، الذى تبذله أمريكا فى المنطقة، لأن الولايات المتحدة دولة براجماتية، أى عملية، ولم نسمع بعد أنها تحولت لجمعية خيرية!،

وكنت أسألها عما تقدمه بلادها لنا، فى مجال محدد، هو التعليم، فلا تجد هى شيئاً تقوله تقريباً، ليس بالطبع لأنها لم تكن تعرف، ولكن لأن دعم تعليمنا لم يكن من بين الأولويات عندهم!،

ولم يكن إرهاب الحادى عشر من سبتمبر قد جاء بعد، ولو كان قد جاء لكنت قد قلت لها إن إدارة بلادها إذا كانت ترى أن منشأه كان على أرضنا كمنطقة عموماً، فهذه النشأة تعود فى أساسها إلى سوء فى مستوى التعليم الذى يتلقاه كل طالب، وإن أى رغبة جادة فى مطاردة الإرهاب، وفى التعامل الحقيقى معه، لا بديل عن أن تذهب إلى جذوره، بشكل مباشر، لا إلى العارض فيه، ولا إلى الظاهر!.

ولا أعرف ما إذا كان سفيرهم الحالى بيكروفت، سوف يجد ما يمكن أن يقوله، إذا سألته عما يقدمونه لتعليمنا من وجوه المساعدة، أم لا؟!.. لا أعرف.. وإن كنت أعرف أنهم لايزالون يرون المساعدة عسكرية فى أساسها، لأن مساعدة عسكرية أمريكية موازية، تذهب منهم إلى تل أبيب، منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل فى مارس 1979!.

وهناك فجوة كبيرة بين حجم مساعداتهم العسكرية للجيش الإسرائيلى، وحجمها لجيشنا، لصالح الأول، مع أن العكس هو المفروض، بحكم حجم الدولة المصرية، وبحكم وزنها التاريخى، وبحكم ثقلها فى منطقتها، وبحكم حجم جيشها، وبحكم الدور الذى عليها أن تنهض به فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة. كل دعم لبلدنا، من خارجها، لا يتوازى معه دعم للتعليم، هو جهد يصب خارج الكأس!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية