طالب عدد من المنظمات والاتحادات الدولية الحكومة المصرية بوقف ما سموه «الهجمات المنظمة» التى تستهدف المتظاهرين السلميين، داعين فى الوقت نفسه إلى حماية الصحفيين من الاعتداءات «المروعة» التى يشنها المؤيدون للرئيس مبارك ضدهم. وأكدت منظمة هيومان رايتس ووتش فى بيان لها أمس أن قوات الأمن المصرية فشلت فى حماية التجمع السلمى، فى ميدان التحرير أمس الأول، من المحرضين الموالين للحكومة الذين تم تزويدهم بقنابل البنزين والعصى والسياط.
وطالبت المنظمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بضرورة استخدام نفوذهما مع الحكومة المصرية لضمان عدم وجود مزيد من العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وقال كينيث روث، المدير التنفيذى للمنظمة، إن الأحداث التى شهدها ميدان التحرير، أمس الأول، تشير بقوة إلى تورط الحكومة فى العنف ضد المتظاهرين السلميين، وتابع: «يتعين على الولايات المتحدة وحلفاء آخرين التأكيد بوضوح على أن وقوع مزيد من الانتهاكات سيكون له ثمن كبير». وأضاف روث أن تجميع المتظاهرين المسلحين المؤيدين للرئيس حسنى مبارك لأنفسهم ومرورهم على ظهور الجمال والخيل عبر نقاط تفتيش الجيش دون تواطؤ الحكومة والتنسيق معها أمر خيالى».
من جانبها، قالت منظمة «هيومان رايتس فيرست» الأمريكية إن النظام المصرى ارتكب أعمالا تخريبية ضد الشعب والبلاد، فى إشارة إلى الهجمات العنيفة التى شهدها ميدان التحرير أمس الأول، وطالبت الرئيس أوباما بضرورة التدخل لوقف هذه الفوضى.
من جانبها، أدانت منظمة مراسلون بلا حدود «بلا تحفظ» الهجمات المروعة على الصحفيين من قبل أنصار الرئيس مبارك، وقال الأمين العام للمنظمة، جان فرانسوا جوليار «إن استخدام العنف ضد الإعلاميين أمر شنيع».
وأضاف جوليار، فى بيان للمنظمة أمس، أن هذه الهجمات تبدو كأنها أعمال انتقامية ضد وسائل الإعلام الدولية لتغطيتها الاحتجاجات المصرية الأخيرة، مؤكداً أنها ترمى إلى إسكات الصحفيين ووسائل الاعلام، مشدداً على أهمية رد المجتمع الدولى بقوة على هذه التجاوزات، ورصدت المنظمة قائمة بالاعتداءات التى تعرض لها الصحفيون. وأضافت: «هاجم مؤيدون لمبارك الصحفى أندرسون كوبر الذى يعمل بشبكة «سى.إن.إن» التليفزيونية والطاقم المرافق له. وقال كوبر لرويترز «كنا نتحرك بسرعة وكانت مجموعة من الرجال تضربنا وتتحرك أيضا بسرعة. كان الأمر فى معظمه ضربات خاطفة».
كما نقلت عن الصحفية الشهيرة كريستيان أمانبور بشبكة «إيه.بى.سى» التلفزيونية أن محتجين تصدوا لها والطاقم المرافق لها فى القاهرة. وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) أن مراسلها روبرت وينجفيلد احتجزه أفراد من الشرطة السرية فى القاهرة وقيدوا معصميه وعصبوا عينيه مع زميل لم يذكر اسمه واحتجزوهما 3 ساعات.
فى سياق متصل، دعت «لجنة حماية الصحفيين» القوات المسلحة المصرية لتوفير الحماية للصحفيين، بعد مهاجمة مؤيدى الرئيس مبارك الصحفيين بعنف، وفق قولها.
وأكد محمد عبدالدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنظمة، أن الحكومة المصرية تنتهج استراتيجية للقضاء على شهود العيان على أعمالها «الحكومة المصرية لجأت للرقابة المستترة، والتخويف، والقيام بسلسلة من الهجمات المتعمدة على الصحفيين التى قام بها البلطجية الموالون لها».
من جانب آخر، دعا «اتحاد المصريين فى أوروبا» إلى بقاء الرئيس مبارك فى منصبه رئيسا منتخبا للبلاد حتى نهاية ولايته فى سبتمبر المقبل، لـ«ضمان» الانتقال السلمى للسلطة ولضمان إجراء التعديلات الدستورية وفى مقدمتها المادة 76 الخاصة بضوابط وقواعد عملية الترشح للانتخابات الرئاسية.
كما دعا اتحاد المصريين فى أوروبا الرئيس مبارك إلى سرعة إجراء الإصلاحات السياسية والدستورية، وأن تكون المواطنة أساس الحكم للقضاء على الطائفية والحفاظ على وحدة مصر الوطنية. وطالب الاتحاد الرئيس مبارك بمحاكمة المتورطين فى قتل وإصابة وترهيب ضحايا الاحتجاجات وإنشاء صندوق لدعم أسر الضحايا.