x

واشنطن تطالب بـ«محاسبة» المسؤولين عن «أحداث التحرير» وبدء التغيير «الآن»

الجمعة 04-02-2011 04:13 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : أحمد المصري

توالت ردود الأفعال الدولية إزاء الوضع المتفجر فى مصر حاليا وكان أبرزها إدانة الولايات المتحدة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين الأمر الذى أشعل ميدان التحرير بالقاهرة أمس الأول، مما دفع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إلى حث عمر سليمان، نائب الرئيس حسنى مبارك المُعين حديثا على محاسبة المسؤولين عن الأحداث الأخيرة.

وطالبت هيلارى الحكومة المصرية بالتحقيق فيما جرى مشددة على ضرورة «أن تبدأ عملية انتقال السلطة الآن»، فى تكرار لموقف تبناه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الثلاثاء الماضى.

وعن دعوة سليمان لإجراء حوار موسع مع ممثلى أحزاب المعارضة فى مصر، أعربت كلينتون عن آمالها فى انتهاز كل من الحكومة والمعارضة الفرصة والبدء فورا فى إجراء مفاوضات جدية ذات معنى حول تحول مصر إلى دولة «أكثر انفتاحا وتعددية وذات حكم ديمقراطى».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن أوباما وإدارته «يدينان بشدة العنف المؤسف الذى وقع فى شوارع القاهرة» ، وأضاف جيبس: «إذا كانت الحكومة وراء هذا العنف، فيجب أن يتوقف فوراً»، مؤكداً أن أوباما على علم بالتطورات بشكل دائم.

كما أصدرت «الخارجية الأمريكية» مساء أمس الأول، تحذيرا إلى الرعايا الأمريكيين الموجودين فى مصر دعت فيه من يرغب منهم فى المغادرة إلى التوجه «فورا» إلى المطار، مؤكدة أن أى تأخير فى المغادرة «ليس مفضلاً».

وفى غضون ذلك، كشف مسؤول أمريكى كبير أن واشنطن تعتقد أن هناك مناقشات فى الدائرة المقربة من مبارك بشأن ما إذا كان عليه أن يفعل المزيد للوفاء بمطالب المحتجين الساعين إلى تنحيته.

وفى الوقت نفسه، دعا السيناتور الجمهورى جون ماكين الرئيس مبارك إلى التنحى، وكتب على موقع تويتر: «إنه أمر مؤسف، لكن الوقت حان ليتنحى الرئيس مبارك ويتخلى عن مقاليد الحكم، وهذا الأمر يصب فى مصلحة مصر وشعبها وجيشها».

جاء ذلك فى الوقت الذى اتهمت فيه إيران الولايات المتحدة بـ«إعاقة» الثورة فى مصر منبهة إلى أن «التكتيك الذى يعتمده المسؤولون الأمريكيون سيؤجج كراهية العالم الإسلامى لواشنطن»، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبراست أن إرسال السفير الأمريكى الأسبق فى مصر فرانك ويزنر إلى القاهرة يشكل «مناورة لإعاقة الانتفاضة الشعبية ونسج مؤامرات من شأنها إثارة الغضب والكراهية فى العالم العربى ولدى شعب مصر الشجاع حيال واشنطن».

وعلى المستوى الأوروبى، دعا قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا فى بيان مشترك أمس إلى بدء العملية الانتقالية السياسية فى مصر «فورا»، منددين بـ«جميع من يستخدمون العنف أو يشجعون عليه».

وجاء فى البيان - الذى وقعه الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء الوزراء فى إيطاليا سيلفيو برلوسكونى، وبريطانيا ديفيد كاميرون، وإسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو: «إننا نراقب تدهور الأوضاع فى مصر بقلق بالغ، وعلى المصريين أن يتمكنوا من ممارسة حقهم فى التظاهر بحرية وسلام، وأن يحظوا بحماية القوى الأمنية فضلا عن أن الاعتداءات على الصحفيين مرفوضة بالكامل».

وأضاف البيان: «إننا ندين جميع الذين يستخدمون أو يشجعون على العنف الذى لن يؤدى سوى إلى تفاقم الأزمة السياسية التى تشهدها مصر ، كما أن الانتقال السريع والمنظم إلى حكومة ذات قاعدة عريضة هو وحده الذى سيجعل من الممكن التغلب على التحديات التى تواجهها مصر حاليا.. وعملية الانتقال يجب أن تبدأ الآن».

وفى لندن، علق وزير الخارجية البريطانى «وليام هيج» فى حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» أمس على أعمال العنف قائلاً إن بلاده ترغب فى رؤية دولة مستقرة وديمقراطية فى مصر، وأضاف أنه ينبغى أن يكون هناك انتقال منظم للسلطة فى مصر لحكومة ذات «قاعدة عريضة» عن طريق انتخابات «حرة ونزيهة».

كما شدد هيج على أن جمال مبارك، نجل الرئيس، موجود حاليا فى مصر وليس فى لندن، وقال: «تحدثت إلى جمال هاتفيا وقلت إنه إذا تبين لنا أن النظام شجع على العنف، فهذا سيكون كارثيا على مصر ومن يحكمونها حاليا».

وفى سياق متصل، طالبت اليابان على لسان المتحدث باسم الحكومة بـ«الانتقال السلمى للسلطة فى مصر»، فيما حث المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان الفرنسيين غير الملزمين بالبقاء فى مصر «لسبب طارئ أو ضرورة ملحة» على العودة إلى بلادهم «فى أسرع وقت» ، وقال: «أُصبنا بصدمة كبيرة ، فمشاهد أمس الأول مذهلة» ، مشيرا إلى «بوادر حرب أهلية ترتسم فى مصر» على حد تعبيره.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية