رصدت الصحف الفرنسية عملية التصويت على الجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأكدت أن الامتناع عن التصويت وتوازن القوى فى استطلاعات الرأى الأخيرة بين المرشحين طغوا على المشهد الأول فى عملية الاقتراع التى من المرجح وفقًا لصحيفة «لوموند»، أن يجرى تزويرها بسبب كثرة الصناديق الفارغة.
وأبرزت «لوموند» أن هذه الانتخابات ليس لها مثيل فى فرنسا، ولفتت إلى أن ما يميزها التقلبات التى تخللت الاستطلاعات حول 5 مرشحين قادرين على بلوغ الجولة الثانية.
وأكدت أن آخر استطلاع أجراه معهد «سيبوف» للانتخابات يومى 16 و17 إبريل الجارى، كشف وجود 11601 شخص مسجل فى لوائح الانتخابات، وأكدت أن الامتناع عن التصويت بلغ نسبة عالية، وأن نحو 25% ممن يحق لهم التصويت فقط حضروا حتى منتصف اليوم بسبب تأثير العمليات الإرهابية التى ضربت البلاد، بما يعيد تكرار سيناريو انتخابات 2002 التى بلغت نسبة المشاركة «28.4%» بسبب الأمن الضعيف.
وأوضحت «لوموند» أن الامتناع عن التصويت قد يؤدى إلى فضيحة من خلال تزوير الأصوات لأن الصناديق الفارغة ستكون كثيرة، لكنها قالت إن هناك مراقبة صارمة حول تلك الصناديق حتى يسود الارتياح وسط الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. وأكدت أن الإرهاب سيطر على الحملة الانتخابية، وأكدت أن تلك الحملة برز فيها دعم رجال الأعمال، غير المسبوق بسبب الاقتصاد السيئ الذى ضرب البلاد، فمنهم من دعم مرشحا من أجل عودة الفرنك ومنهم من دعم مرشحا آخر من أجل البقاء فى منطقة اليورو.
وأضافت الصحيفة أن تدخل رجال الأعمال سيعزز مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان التى تريد الخروج من اليورو، وأيضًا مرشح الوسط إيمانويل ماكرون الذى يعد باقتصاد قوى، على حساب اليسار واليمين.
وأضافت «لوموند» أن أول الخاسرين بسبب الامتناع عن التصويت سيكون من نصيب الأحزاب الحاكمة، مشيرة إلى أن لوبان ستحصل على 7 ملايين صوت و200 ألف، وسيعطى ماكرون أفضلية لأنه أحدث فجوة بين اليسار واليمين.
ورصدت الصحيفة فوز الأحزاب الحاكمة فى الانتخابات السابقة التى قد لا يراها الناخب بعد الآن، ففى الانتخابات الماضية حصد مرشح الحزب الحاكم «اليسار»، 57% من الأصوات فى الجولة الأولى عام 2007، و55.8% فى ذات الجولة عام 2012، بينما حصل مرشح اليمين على 47%.1% فى الجولة الأولى عام 2007 و43% فى نفس الجولة عام 2012، موضحة أن السبب هو وجود أحزاب متماسكة فى التحالفات الانتخابية وقتها، إلا أن الجولة الحالية، بحسب الصحيفة، ستتحطم فيها كل الأشكال التقليدية للأحزاب الحاكمة، التى كانت تعتبر سمة مميزة للجمهورية الخامسة التى أسسها شارل ديجول، وتساءلت الصحيفة: «هل بعد كل هذه الانقسامات سواء فاز ماكرون أو لوبان أو ميلانشون أو فيون أو حتى هامون، سيكون قادرًا على الوفاء لحكومته؟، سيكون قادرًا على الحكم؟»، مؤكدة أن هذه الانتخابات ستؤدى إلى أزمة مؤسسية كبيرة فى المستقبل.
وتصدر عنوان «شبح الإرهاب يطارد الانتخابات» مانشيت صحيفة «لوفيجارو»، مشيرة إلى أن نسبة التصويت فى البداية بلغت 28.5%، ونسبة ضعيفة مثل عام 1981 التى سجلت 26%، وعام 1988، حيث بلغت 27.1%، وعام 1995 حيث بلغت المشاركة 22.8%، وعام 2012 إذ بلغت 28.3%.
ورصدت الصحيفة القبض على نشطاء الحركة النسوية «فيمن» فى شمال فرنسا، بعد وصولهن إلى مركز الاقتراع الذى أدلت فيه لوبان بصوتها، ولفتت إلى أن إرسال وكيل من قبل محام خاص بالشخص للتصويت لناخب بعينه لا يستطيع الوصول لصناديق الاقتراع، سيتم بحثه مع قاضى البلدية المختصة، مؤكدة أنه سيتم رفض الطلب.
وسخرت مجلة «لا بينون»، الفرنسية من المرشحين ووصفتهم بالمتجملين الذين يذهبون لحفل تتويج ملكة جمال فرنسا وليس لانتخاب رئيس فرنسا، وأظهرت صورا لهم بـ«البيكينى» فى انتظار النتائج.