x

المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد أحمد المسمارى لـ«المصري اليوم»: الإخوان متحالفون مع «القاعدة» و«داعش» ضد الجيش

الخميس 20-04-2017 21:41 | كتب: منة خلف |
المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى» المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى» تصوير : طارق وجيه

أكد الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الوطنى الليبى، العقيد أحمد المسمارى، أن المعركة التى يخوضها الجيش الوطنى هى معركة جيش ضد ميليشيات مسلحة، وقال إنها معركة حماية الوطن من إرهاب تنظيم «داعش» و«القاعدة» والإخوان، وأضاف، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أن الجيش ليس طرفا فى التناحر السياسى، وأن أعضاء المجلس الرئاسى الليبى، برئاسة فايز السراج، لديهم توجهات متطرفة، مشددا على أهمية الدور المصرى «الصادق» تجاه الأزمة الليبية، مطالبا القاهرة بتسليط الضوء فى المحافل الدولية على أهمية رفع حظر السلاح على الجيش الليبى الذى يقوده المشير خليفة حفتر، والذى ليس لديه أى أطماع سياسية.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى»

■ إلى أين وصلت معركتكم؟

- نحن وصلنا فى المعركة إلى حد مقاتلة القادة، أو المستوى الأعلى فى الإرهاب. فى السابق، كنا نقاتل الميليشيات المسلحة ومجموعات صغيرة، لكن بعد القضاء عليهم فى بنغازى، وصلنا إلى منطقة سبها جنوب غرب ليبيا، عاصمة إقليم فزان، والأهم من القتال هو تفعيل القوات المسلحة. الآن وصلنا إلى تشكيل وهيكلة القوات المسلحة الليبية من جديد وتفعيل الوحدات بالكامل، ووحداتنا الآن تتمركز فى كل الأقاليم، والأهم أن لدينا أنواعا من الأسلحة، وعلى الرغم من حظر السلاح على الجيش، فإننا نجحنا فى تشكيل الشخصية العسكرية الليبية.

■ الكثير من المراقبين حائرون بين الحسم العسكرى والحل السياسى.. أيهما أكثر فاعلية فى وجهة نظرك؟

- أولا نحن فى حل من القضية السياسية كعسكريين، لدينا واجب معين، وهو القتال لحماية الوطن من إرهاب تنظيم «داعش» و«القاعدة» والإخوان، والعالم كله يقاتل الإرهاب وليست ليبيا فقط، الجانب السياسى متخصص فيه البرلمان الليبى، والوصول إلى السياسة ليس من اهتماماتنا. لن نقوم بهذه العمليات القتالية ونضحى بهؤلاء الشهداء من أجل الوصول إلى السياسة، فالسياسة لها طرق أخرى غير القتال.

والمشير خليفة حفتر عندما رفض الجلوس مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، كان بمثابة رسالة بأن المؤسسة العسكرية خارج المناوشات السياسية، ولا يمكن إدخالها فى السياسة حتى لا تنشغل عن القتال، والسراج يمكنه أن يتناقش مع البرلمان عبر لجنة الحوار، وهى ستنقل لنا ما جرى، ولكن من أجل سلامة ليبيا وكرامتها نحن مستعدون لأن نجلس مع كل الأطراف الليبية، لأننا جزء منهم لكن حاليا نحن نقاتل الإرهاب، وأى عملية سياسية يوافق عليها الشعب والبرلمان سنقوم بتأمينها وحمايتها، وإذا اتفق الليبيون على اتفاق الصخيرات فسنكون خلفهم، وإن رفضوا الاتفاق، وهو مرفوض أصلا، سنرفض، ولن نرضى أبدا أن توضع القيادة العامة للجيش تحت المجلس الرئاسى، الذى يتكون من 9 رؤوس غير متفقة ومن ضمنها تنظيم «القاعدة» الذى نقاتله.

■ هذا يعنى أن المشير حفتر ليست لديه أى تطلعات سياسية للترشح لأى انتخابات مقبلة فى ليبيا؟

- طبعا، الأعداء دائما يبثون مثل تلك الشائعات المغرضة، بأن ما قمنا به منذ 3 سنوات «انقلاب على الشرعية»، وأوضحنا منذ 2014 أن هدفنا القضاء على الإرهاب ودحر «داعش»، و«القاعدة» الذى يعمل تحت مسميات مختلفة مثل كتيبة أنصار الشريعة، وكتيبة «راف الله السحاتي»، وكتيبة شهداء أبوسليم، وسرايا الدفاع عن بنغازى، وقوة «الدروع» التى شكلتها الإخوان من ميليشيات مدنية وعصابات إجرامية. هدفنا مقاتلة هؤلاء فقط، لكن العدو دائما ما يحاول تشويه هذه الصورة وتشويه المبادئ العسكرية واتهامنا بأننا نحاول الوصول لحكم ليبيا والعودة إلى حكم الفرد، وعندما تتحرر البلاد سنضع الليبيين أمام تحمل المهام السياسية بكل حرية.

■ أى من الجهات المتناحرة حاليا ستدفعون بها لتصدر المشهد السياسى بعد تحرير ليبيا؟ وهل تقبلون حكومة السراج؟

المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى»

- كل من لا يحمل السلاح ليس عدوا للجيش مهما كان يحمل من فكر. فايز السراج ليست عليه أى شبهات كشخصية إرهابية أو كداعم للإرهاب. هو ليس كذلك إطلاقا، ولكنه يرأس المجلس الرئاسى الذى يضم شخصيات إرهابية، مثل «محمد العمار»، فهو من مؤسسى الجماعة الإسلامية المقاتلة فى تنظيم القاعدة، وأحمد معيتيق، وكل أعضاء المجلس لديهم ميول إخوانية وأفكار متطرفة، أما السراج فهو شخص لم يرشح للمنصب، ولكن تم اختياره من دول أجنبية لمواصفات سياسية، وهو الآن فى مأزق حقيقى.

■ أى مأزق تقصده؟

- هذا رجل خلال سنة وشهر لم يستطع أن يوفق فى إدارة حتى وزارة واحدة، ولم ينل ثقة نواب البرلمان ولم يتقدم لحل المشكلة، واليوم تخرج مظاهرات فى «زليتن» ضد الجوع رافعين الأوانى مكتوبا عليها: «كفاية.. طفح الكيل» وهى مظاهرات موثقة بالصور ضد السراج.

■ هل تدخل ليبيا فى حرب أهلية؟

- لا، الحرب الأهلية مستبعدة جدا. الحرب فى ليبيا بين الإرهاب والليبيين وليست بين جهات سياسية متناحرة كما يصور البعض، لكن سياسة السراج ودفاعه المستميت عن منصبه وضعا الليبيين فى هذا الموقف المحرج. الساسة الليبيون مهما كانت توجهاتهم يجب أن يقودوا البلاد إلى حلحلة الأزمة ودعم المؤسسة العسكرية، لأن ليبيا أولا وليبيا لكل الليبيين، لكن للأسف الصراع السياسى بين السراج ورئيس حكومة الإخوان المنحلة خليفة الغويل- وضع الليبيين فى مأزق وأثر سلبا على العملية العسكرية.

■ ما أبرز المدن التى يسيطر عليها الجيش الليبى، والمدن التى تسيطر عليها حكومة الوفاق؟

المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى»

- نحن نسيطر على المنطقة الشرقية بالكامل، حتى سرت تخضع للشرعية تحت سلطة البرلمان الليبى، ومنطقة الجنوب الآن بها معارك فى سبها لكنها تحت السيطرة، ومنطقة «براك» الشرقية كاملة تحت السيطرة، وكل الجنوب الشرقى إلا بؤرة واحدة وهى قاعدة «تمنهنت» فى سبها، حيث تدور بها معارك، ونتواجد فى زنتان والرجبان، وفى قاعدة الوطية غربا وفى باطن الجبل ومدينة ورشفانة على حدود طرابلس، بمسافة قريبة جدا.

أما الميليشيات فتسيطر سيطرة كاملة على مصراتة، وطرابلس تحت سيطرة حوالى 84 من الميليشيات مختلفة التوجهات. لكن فى المنطقة الشرقية تم دحر «داعش» بالكامل إلا مجموعة بسيطة جدا حوالى 25 مسلحا.

■ هل تعتبرون أن هناك تحالفا بين ميليشيات الإخوان وقوات حكومة الوفاق أم مجرد تعاون من أجل المصلحة؟

- الإخوان يستطيعون التعامل والتكيف مع أى أجواء، وبالتالى هم متحالفون مع «القاعدة» و«داعش» ضد الجيش، والآن بعضهم يؤيد السراج والبعض يؤيد الغويل، وكل حكومة تظهر يجب أن يكون لديها قائمة تنازلات بشكل سريع من أجل الصعود إلى السلطة.

■ كيف ترون دور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الأزمة الليبية؟ هل ترونه كافيا؟

- يكفى أن الرئيس السيسى تحرك قبل أن يتحرك الجيش الليبى، وقام بالسيطرة على الدولة بشكل جيد، لأن التحرك السياسى للجيش المصرى وسيطرته على الأمور فى 30 يونيو، أتاح لنا فرصة دخول المعركة مع الإرهابيين والظهر محمى، وقطع الخطوط مع الإرهابيين فى مصر، لأن إخوان ليبيا ومصر كانوا متحالفين، فهم لا يعترفون بالحدود الدولية. وبالتالى ما قام به الرئيس السيسى هو حماية للقومية العربية التى كادت تنهار أمام الإرهاب وأمام المتربصين بنا. ومصر تعى جيدا حجم المعركة وحجم الأعباء على الجيش الليبى، وننتظر منها الموقف السياسى سواء فى المحافل الدولية أو العربية، فمصر تعلم أنه إذا أنهى الشعب الليبى معركة الإرهاب، سيذهب إلى مصر. نحن نعتبر أنفسنا جيشا واحدا فى خندق واحد، وما يحدث فى ليبيا يحدث فى مصر، فتفجيرات الكنائس عانينا منها فى ليبيا.

■ هل ترون أن هناك خلافات بين رؤية مصر والجزائر وتونس حول حل الأزمة الليبية؟

المصري اليوم تحاور المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد «أحمد المسمارى»

- قد تكون الاختلافات سياسية ولكل طرف عذره، ولكن المصلحة العليا واحدة وهى التأمين. نحن لا نرى أمامنا أى اختلافات سياسية أو اقتصادية فجميعها قضايا تعالج، ولكن الذى لا يمكن أن يعالج هو الإرهاب.

■ كيف يحصل الجيش الوطنى على سلاحه.. هل هناك مساعدات عسكرية مصرية؟ وهل هناك تواجد عسكرى مصرى بأى شكل على الأراضى الليبية لدعمكم؟

- هذه هى الحجة التى دائما يعول عليها الإخوان، فأى انتصار ينسب للجيش المصرى، وأى ضربة جوية ناجحة تنسب لطيران أجنبى مثل الإمارات وروسيا وغيرهما، لكننا لا نحتاج لقدرة بشرية فلدينا كفاءاتنا فى جيشنا الباسل، ولكن ما نحتاجه بشكل سريع ونطالب القادة المصريين والدول الصديقة به هو رفع حظر التسليح عن الجيش، لأن هذا الأمر هام جدا وهذه معركة الجميع وليست معركة ليبيا، فنحن نقاتل نيابة عن العالم.

■ كيف تقيمون مواصلة قطر وتركيا بتسليح الميليشيات المسلحة؟

- هذه دول راعية للإرهاب بشكل رسمى، نتهمها بشكل مباشر فى كل محفل دولى، حتى الأطفال يتهمون قطر وتركيا، يكفى أن أمير قطر يتطاول على القوات المسلحة والمشير حفتر شخصيا ويتهجم على الوطنيين فى ليبيا ويدعم الإرهاب بشكل مباشر. وكذلك تركيا تدير الإرهاب من مكاتب أجنبية سنعلن عنها فى الوقت المناسب.

■ لماذا لا توثقون طبيعة الدور القطرى- التركى فى دعم ميليشيات الإخوان و«القاعدة» و«داعش»؟

- كل شىء موثق من طائرات ورحلات وشخصيات وأرقام الرحلات الجوية، وسيأتى يوم المحاسبة، لكننا نفكر فى ذلك قريبا جدا لأنهم يستخدمون الإعلام بشكل كبير، ولديهم أكثر من مؤسسة إعلامية تتبع «داعش» ومؤسسات تتبع «القاعدة» مثل قناة النبأ فى ليبيا، و«الجزيرة» الداعم الأكبر لأفكار داعش، وقناة الرأى.

■ هل تغير الموقف الأمريكى تجاه ليبيا فى عهد ترامب عن عهد أوباما؟ وما مظاهر ذلك؟ وماذا تنتظرون من الإدارة الأمريكية؟

- بالطبع، يكفى أنه عندما جاء الرئيس دونالد ترامب، الإخوان المسلمين عملوا «ستوب» ولم يغامروا وبدأوا تغيير ساحات اللعب، ولا ننتظر من ترامب أى دعم، خاصة مع وجود أنباء بمخطط أمريكى لتقسيم ليبيا إلى دويلات، وتقسيم الجيش إلى «قزميات»، نحن لدينا معلومات عن هذا المخطط منذ إسقاط الرئيس الليبى معمر القذافى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية