فى شهر البركة، شهر رمضان، بدأت الجمعيات الخيرية فى حملات جمع التبرعات، تعددت أشكال هذه الحملات والهدف واحد، وظهرت أساليب مختلفة وجديدة لكن فى النهاية الخير هو الهدف، شهد رمضان حملة «اتبرع أونلاين» وكفالة اليتيم عبر الـ«فيس بوك» والمواقع الإلكترونية ورسائل الموبايل والبروشورات التى توزع على المارة فى الشوارع،
بالإضافة إلى حملات إعلانية ضخمة تتبناها مؤسسات خيرية معروفة، كان شعار التبرعات منذ سنوات «اتبرع ولو بجنيه» لكنه تغير «اتبرع بـ65 جنيهاً» قيمة كرتونة رمضان، وبدلاً من كفالة طفل يتيم أصبح لكفالة قرية فقيرة أو شارك «بأكل أو أى حاجة»، ولم تتوقف التبرعات عند هذا الحد، بل ظهر مع الأيام الأولى لشهر رمضان دعوة التبرع لصالح بناء المعهد القومى للأورام.
ويبرر شريف أبوالنجا، مدير مستشفى (57357) زيادة نسبة التبرعات خلال شهر رمضان، بأنه «شهر الخير والكل يخرج زكاته وصدقاته ولا يمكن مقارنة تبرعات هذا الشهر بأى شهر آخر فى العام، والإعلانات تعمل على إعادة توجيه هذه التبرعات إلى مستحقيها، وهى وسيلة للوصول إلى الجمهور والتأثير عليه وإلا فلن يستمر المشروع الخيرى».
ويضيف مدير المستشفى: «أى مشروع يعتمد فى نجاحه على الدعاية وجذب الناس ليتمكن من الاستمرار، وهى نظرية معروفة فى جميع أنحاء العالم، وتكاليف الإعلان ليست ضخمة كما يتصور البعض، فبمجرد الوصول إلى قاعدة أكبر من الجمهور يمكن أن يتم تعويض تكاليف الإعلانات وزيادة العائد، خاصة أن الإعلان يجذب المصريين ممن يعيشون فى دول أخرى مثل أمريكا وأستراليا وكندا، فأين سيضع هؤلاء زكاتهم؟ لكن الإعلان يوجههم إلى إحداث فائدة حقيقية».
أما هالة السيد، مديرة وحدة الإعلام فى جمعية مصر الخير، فقالت إن رمضان شهر كريم تزيد فيه الصدقات والزكاة بشكل أكبر من باقى شهور السنة، وفى حالة جمعية مصر الخير فإن زيادة ذلك ليست بسبب الإعلانات لأن جمعية مصر الخير هى أقل الجمعيات التى تسوق لنفسها إعلاناً فلا تقوم كغيرها من الجمعيات بحملات إعلانية باهظة التكلفة ومن يقوم بالإعلان عن الجمعية وتعريف الناس بها هم متطوعون لا تطلب منهم الجمعية ذلك، لكنهم يقومون بذلك بدافع شخصى بينما تعتمد الجمعية فى الوصول إلى الجمهور إلى المؤتمرات ودعوة الإعلاميين مثل مؤتمر تسليم جهاز قسطرة القلب لمركز الدكتور مجدى يعقوب بعيداً عن الشبهات وبعيداً عن إنفاق أموال طائلة على الإعلانات.
وأضافت: «جمعية مصر الخير محددة جداً وتقسم الأموال التى تدخل إليها إلى زكاة تصرف فى مصارفها الشرعية، وصدقات تتلقاها الجمعية طوال السنة وتذهب إلى المشروعات الخيرية السنوية مثل وحدة قسطرة القلب فى مركز مجدى يعقوب لكن خلال شهر رمضان تتزايد هذه الصدقات لأن الكثير من الناس ممن لا يتصدقون فى العادة، يتبرعون بكثافة فى رمضان».