«كفاية عليه كده.. لازم يمشى دلوقتى» هكذا بدأ، محمود عمرو، أحد المتمسكين بالبقاء فى ميدان التحرير حديثه لـ«المصرى اليوم»، رافضًا تصديق خطاب الرئيس مبارك، وأكمل قائلاً: «أنا واحد من الناس قضيت 5 سنين فى السجون ولا أثق فيما يقوله الرئيس عن محاسبة المخربين».
يبرر عمرو عدم ثقته بقوله: «مبارك مش هيحاسب الشرطة.. هيحاسبنا إحنا، بقاله 30 سنة مش شايف غيرنا مخربين وهيلبسونا اللى حصل»، ثم أضاف منفعلا: «بقالنا 30 سنة بيدخلوا علينا غرف النوم وبيقولوا علينا مخربين بسبب كتاب بنقرا فيه».
ينفى الرجل والملتفون حوله من الشباب، أن تكون رغبتهم تحديد شكل للدولة سواء «إسلامية» أو «علمانية» أو «ديمقراطية»، كل ما يرغب فيه عمرو هو رحيل «الرئيس»، فالرجل القادم من محافظة الفيوم، كما يقول، لا يتعدى راتبه الشهرى 400 جنيه.. ويضيف: «لو عايش فى القاهرة كنت دفعتهم إيجار وفلست». واختتم «الشيخ» ورفاقه: «لا نأمنه على أموالنا وديننا».. مقترحاً «بديلاً» له، وهو أن يتولى «البلد» رئيس المحكمة الدستورية.
وليد محمد، متظاهر آخر، قرر الاستمرار متظاهرًا فى ميدان التحرير، وفسر ذلك بالخوف من انتقام «مبارك»، مذكرًا بالانتخابات الرئاسية السابقة التى وعد بأن تكون «حرة نزيهة»، وبمجرد الانتهاء منها، على حد كلامه، ألقى القبض على أيمن نور ونعمان جمعة، وسجنهما.
عدم الثقة فى «الرئيس» هى مشكلة أحد المتظاهرين، الطالب فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، الذى يرى أن الشعب لم يعد يثق به بعد أن توفى منهم متظاهرون على أيدى قوات الأمن، واختتم الشاب: «أنا مش هروح البيت غير لما كل الناس دى تروح».
وقال صلاح محمود، إن المتظاهرين مستمرون فى اعتصامهم لحين إعلان الرئيس تنحيه عن مهام منصبه ومغادرته البلاد، مشيرة إلى أن هناك حالة من التخوف تنتاب المحتجين من عدم وفاء النظام بمطالب الشعب المشروعة.