عايشت «المصري اليوم» أهالي عزبة بسطويسي بفدان الفقي، التابعة لمجلس قروي دمرو بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ، حيث يعيش الأهالي في رعب بسبب الحرائق الخفية التي تشتعل بمنازل العزبة من وقت لآخر، متهمين الجن بالوقوف وراء تلك الحوادث.
وانتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف ورجال الشرطة ورئيسا القرية والمدينة للعزبة، وتم أخذ عينات من آثار الحريق لتحليلها لمعرفة السبب.
وقضت «المصري اليوم» ساعات من الرعب مع أسر الضحايا والأهالي، الذين تجمع العشرات منهم أمام المنازل المنكوبة لإطفاء الحرائق فور اندلاعها بمنازل عائلة زعتر، وحينما يتم إطفاء حريق يفاجَئون باستغاثات بحريق في مكان آخر.
وأخرج الأهالي جميع المفروشات خارج المنازل، حتى لا تشتعل بها النيران التي التهمت العديد من محتويات المنازل.
في البداية، حاولنا التحدث مع الضحايا إلا أنهم رفضوا خوفا من غضب الجن، حسب نصيحة بعض الشيوخ لهم، كما رفضوا تمكيننا من التقاط بعض الصور، وطالبونا بالانصراف من القرية، ولكننا لم نستجب لهم وقضينا ساعات بالعزبة لاستقصاء بعض المعلومات عن الحرائق.
وتمكنت «المصري اليوم» من الحديث مع بعض أقارب الضحايا، وقال محمد جمعة بسطويسي، إنهم فوجئوا منذ أسبوع باشتعال الحرائق من تلقاء نفسها ببعض منازل القرية، وتنتقل من مكان لآخر دون معرفة السبب.
وتابع: «الحرائق بدأت منذ أسبوع بعد أدائنا صلاة المغرب أمام المسجد، فتجمع الأهالي وأطفئوها، وفوجئنا بعد إخمادها بانتقالها لعدة منازل مجاورة للمسجد، ملك على عبدالستار وأشقائه، وتمكنا من إخمادها بعدما التهمت العديد من محتويات تلك المنازل، وفي اليوم الثاني فوجئنا باشتعال النيران بعدة منازل بجوار مصرف الصرف العمومي بمدخل القرية، وهي خاصة بعائلة زعتر، وشاهدنا النيران تشتعل أمامنا دون معرفة السبب، والتهمت كل محتويات منازلهم فنقلوها وهي مشتعلة للخارج لإطفائها، كما كادت النيران تلتهم سيدة مريضة بالفراش حيث أحاطت بها النيران وأغاثها أهل القرية».
وأضاف أن جميع الأهالي يعيشون حالة من الرعب والفزع، ويبيتون في العراء خارج المنازل خشية اشتعال النيران بمنازلهم ليلا.
وقال سلامة عبدالستار بسطويسي، أحد الضحايا، لمراسل «المصري اليوم»: «أرجوك لوعرفت شيوخ كلمهم يريحونا من هذا الكرب، لأننا نعيش في رعب، واشتعلت النيران 4 مرات تباعا بمنازل عائلة زعتر خلال 3 ساعات، وحينما يتم إطفاؤها تشتعل بمكان آخر».
أحد أفراد القرية، طلب عدم ذكر اسمه، قال: «الحرائق تشتعل بسبب الجن، وربما تسبب أحد في إيذائها دون أن يدري، وتنتقم لنفسها بتلك الحرائق»، وطالب رجال الأزهر وكل من يتعامل في صرف الجن أن يحضروا لإنقاذ أهالي القرية من الرعب الذي يعيشون فيه، حيث لم يذوقوا النوم من أسبوع.
حاولنا التحدث مع حسان محمد زعتر، أحد الضحايا، ولكنه رفض تماما، وهمس لنا أحد الموجودين بأنه يرفض الكلام استجابة للشيوخ الذين طالبوهم بعدم الكلام مع أحد خوفا من إغضاب الجن.
وحينما حاولنا التقاط صورة لآثار الحريق، هاجمتنا إحدى السيدات وكادت تحطم الكاميرا، وقالت: «متصورش حاجة ومتتكلمش مع حد وامشي من هنا لو سمحت»، وفوجئنا بأهالي القرية والضحايا يطالبوننا بالمغادرة فورا.
استجبنا لهم وتحركنا لمكان آخر، والتقينا عبدالحي عبدالله، من أهالي قرية مجاورة، الذي أكد أن العديد من الشيوخ ورجال الأوقاف حضروا للقرية وطالبوا الأهالي بالاستغفار والتوبة حتي يبعد الله عنهم الأذى، مضيفا أن «الأهالي يقرأون القرآن أمام المنازل المنكوبة ويفتحون إذاعة القرآن الكريم طوال اليوم، أملا في أن يفرج الله كربهم».
من جانبه، قال المهندس سعيد حسن محمد، رئيس المجلس القروي لدمرو، إنه انتقل للقرية برفقة الدكتور علاء صادق، رئيس مركز سيدي سالم، والعميد أحمد عادل، مأمور مركز شرطة سيدي سالم، وأخذ رجال البحث الجنائي عينات من مخلفات الحرائق لتحليلها، أملا في التعرف على أسباب الحرائق، مضيفا أنها تشتعل ذاتيا ولا نعرف سبب ذلك.
وأكد سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، أنه أرسل مجموعة من علماء الأوقاف للقرية للصلاة بالأهالي وتعريفهم أمور دينهم، والدعاء معهم بتفريج الكرب، وذلك بالاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله ليعفو عنهم.