بعد دقائق قليلة من إلقاء الرئيس مبارك لخطابه، كان محمد جبر، الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، واقفًا أمام منزله بمنطقة السيدة زينب، في محاولة للحفاظ على الأمن، الذي غاب منذ اندلاع المظاهرات.
الشاب تخرج من الجامعة الفرنسية في القاهرة ويرى أن المتظاهرين بميدان التحرير لا بد أن يعودوا و«كفاية كده»؛ حيث أكد أن خطاب الرئيس لا بد أن يجعل الشعب «يحترمه أكتر»، رغم اعترافه بأن أخطاء كثيرة وقع فيها الرئيس أثناء حكمه؛ بسبب «ناس تانية ورطته في الأخطاء دي».
وفي شارع قصر العيني، كان محمد صبحي أحمد، عائدًا من ميدان التحرير، الرجل البالغ من العمر 35 عامًا ويعمل «مبلط سيراميك» يقول: «مبارك بخطابه هذا يريد مصر مستقرة وآمنة، ولهذا اتخذ قراره.. أي مثقف أو حزب معارض هيقول غير كده يبقى عايز يخرب في البلد».
سيد علي موسى، عاد من ميدان التحرير بمجرد سماعه خطاب الرئيس معللا: «كان يقدر يسيبنا ويمشي، لكن هدفه دلوقتي زي ما قال إنه يرجع البلد ويسلم الحكم سلمي.. أناشد المتظاهرين في ميدان التحرير إنهم لازم يمشوا.. إحنا عايزين ننام وخلصنا فلوس».
بعد أسبوع من التظاهر قرر السيد فاروق العودة إلى منزله بدار السلام بعد مشاهدته خطاب مبارك على شاشة عرض بميدان التحرير، وبرر عودته بأن الشعب المصري لم يستطع أخذ حق واحد من حقوقه خلال 30 عامًا، ولكنه نجح خلال أسبوع أن «ياخد كل حاجة».
وحذر من أن أحزابًا كثيرة و«إخوان مسلمين» يحاولون «تسخين الناس» من أجل الاستمرار في الاعتصام.
أما محمد عبد الرحمن، أكمل 25 عاماً، فيقول إنه رضي بخطاب الرئيس وقرر مغادرة ميدان التحرير مع كثيرين؛ لأن «كلام الريس كان زي الفل.. هو كل اللي قاله إنه قبل ما يمشي عايز يظبطلنا الحكم"، بحسب تعبير الشاب الذي تمكن من الحصول على فرصة عمل بالبريد المصري.
«موافق.. ولكن».. هكذا كان لسان حال إبراهيم كامل، الطبيب بمستشفى قصر العيني؛ حيث يرى أنه لا مانع من الانتظار حتى نهاية فترة الرئيس ورؤية ما سيفعله خلال تلك الشهور، ولكنه مستاء من عدم تعرض «الخطاب» للمادة 88 من الدستور والمتعلقة بالإشراف القضائي على الانتخابات.
وتؤكد مي عزيز، الطبيبة البالغة من العمر 24 عامًا، قائلة: «صبرنا 30 سنة.. مافيهاش حاجة لو صبرنا 8 شهور»، مشددة على ضرورة أن تكون هناك محاسبة لجهاز الشرطة وأمن الدولة، الذي تقول إنهم روعوا الناس وأفسدوا الأمن في البلد.
وبعد يوم طويل قضاه أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري، مطالبًا ببقاء مبارك، قرر خالد مصطفى التوجه إلى ميدان التحرير، حيث تجمع مئات الآلاف هناك بعد الخطاب، وفسر خالد قدومه بـ: «كنت جاي هنا علشان أشوف الناس هنا بيقولوا إيه، فانتظار المزيد من الرئيس مبارك بعد خطابه يعد طمعًا»، لافتًا إلى أنه جاء من الدرب الأحمر، بعد مشاهدة الخطاب ليقول: «أكبر غلط إن الريس يسيب الحكم دلوقتي».
من جانبه، اتفق كريم محمد، الطالب بالجامعة العمالية والبالغ من العمر 22 عامًا، على أن الرئيس مبارك لا يمكن مغادرته السلطة الآن، مبررًا بأنه «مافيش أمن والأحزاب والبرادعي وكل الناس دلوقتي عايزة تاخد البلد».