x

محمد أمين «فى بيتنا ذئب»! محمد أمين الثلاثاء 18-04-2017 20:58


للأسف انشغلنا بالسياسة وخناقات السياسيين، وصدام السلطات، عن مجتمعنا وبيوتنا وعائلاتنا.. وانشغلنا أيضاً بأخبار الكورة و«خناقات الرياضيين» عن الاهتمام بأحوال الأسرة والمجتمع والأخلاق والعادات والتقاليد.. يومياً يقشعر بدنى عندما أقرأ حادثة اغتصاب هنا وهناك، ثم يكون المتورط فيها الأب أو الأخ.. ولا نتوقف أمام المصيبة طويلاً، حتى أصبح فى كل بيت «ذئب» ينهش اللحم الحرام!

ومأساة المآسى أن من ينتهك شرف الطفلة أو زوجة الابن، هو من كان ينبغى عليه أن يغطيها، ويحفظها ويحرسها ويصونها.. رجل يعاشر زوجة ابنه المسافر، وربما ينجب منها.. أب يعاشر ابنته القاصر، بعد وفاة زوجته وينجب منها.. وقد يهددها طبعاً بصور أو جوابات.. بالضبط يفعل ما يفعله أولاد الحرام فى البنات.. لكننا جميعاً لا نقرب هذه المناطق أبداً، ونضع رؤوسنا فى الرمال!

أصبح فى كل بيت «ذئب بشرى».. وكنا زمان نعيش فى بيوت عائلية.. أولاد وبنات العم فى بيت واحد، وأيضاً بنات الخال والخالات مع بعض.. فلم يكن يجرؤ أحد أن ينظر لابنة عمه، أو ابنة خاله، لأنها شرفه.. وكان العم أو الخال يقول «خد بالك على أختك.. دى لو كانت عريانة هتغطيها».. الآن يكشفون ستر البنات، ويقعون فى زنا المحارم، ولا أحد يتحرك، ولا أعرف أين الجمعيات النسوية؟!

المجتمع للأسف «خربان» من داخله.. وانهارت الأخلاق فى المجتمع.. الأب يقيم علاقة كاملة مع ابنته المطلقة، بحجة أنه يشبع رغباتها كى لا تمشى فى «الحرام!».. وكأنه يقول بيدى لا بيد عمرو.. الكارثة أن هذه الحوادث فى الأرياف.. بعض هذه العلاقات تمتد لتصل إلى سبع سنوات.. وهناك أخ يطلب يد أخته.. وزوج يصور زوجته وهى تمارس الجنس مع شقيقها.. والحيوانات لا تفعل هذا أبداً!

وكالعادة كنت أريد أن أكتب عن أردوغان الديكتاتور، وفسحة أوباما على سواحل فرنسا، وأتساءل: متى يكتب مذكراته؟.. وماذا يقول فيها؟.. وكنت أريد أن أكتب عن دلالة انسحاب الزمالك، وما يجرى فى الجبلاية، وما هو الرد الرسمى على قرار الانسحاب؟.. وأخيراً، ما قاله العميد أحمد عسيرى عن عرض مصر بإرسال 40 ألف مقاتل لليمن.. وهكذا ننشغل يومياً بالقشور عن «الأصول»!

ولا أجد أى عذر أبداً لأب يهتك عرض طفلته، أو لأخ يمارس الجنس مع شقيقته، أو «الحما» يمارس الجنس مع زوجة ابنه.. أتحدث هنا عن ثقافة الزحام، أو العيش فى غرفة واحدة.. فلا مبرر هنا على الإطلاق.. فمن الغرائب والعجائب أن هذه الحالات تتعايش مع بعضها، إما لكى لا يتزوج الأب، ويأتى بامرأة غريبة، وإما لكى لا تمشى البنت المطلقة فى «الحرام».. فأى «فطرة» هذه، بالضبط؟!

والسؤال الآن: لماذا يسكت الرأى العام عن هذه الكوارث؟.. وكيف لا يتحرك الأزهر بالتوعية الشرعية؟.. وكيف لا يتحرك مجلس النواب بالتشريع اللازم؟.. وأين دور مجالس الأمومة والطفولة؟.. هذه حالات ليست فردية بالمرة.. تحركوا قبل أن يصبح فى كل بيت «ذئب».. اهتموا ببيوتكم أولاً، وانسوا السياسة شوية!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية