بين أعمال عن اللاجئين وأزمات المناخ وانتقاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأخرى تحمل أسماء مشاهير السينما العالمية من مخرجين وممثلين، تنطلق الدورة الـ70 لمهرجان «كان» السينمائى الدولى فى مايو المقبل وسط حرص إدارة المهرجان على اختيار أفلام تعكس رؤى فنية مختلفة، وأعلن تيرى فريمو المدير الفنى لمهرجان كان عن فيلم افتتاح الدورة 70 للمهرجان Les Fantômes d’Ismaël H أو «أشباح إسماعيل» للمخرج الفرنسى أرنو ديسبلين، وتدور أحداثه حول ممثل انحرفت حياته عن مسارها، بسبب ظهور حبه القديم، ويلعب بطولته نخبة من نجوم السينما الفرنسية، منهم ماريون كوتيار ولويس جاريل وماثيو أمالريك، ويعرض خارج المسابقة، بخلاف اختيار 18 فيلما تتنافس على السعفة الذهبية لأفضل فيلم هذا العام، ومن بينها أفلام جديدة للمخرج الألمانى التركى فاتح أكين، والأسكتلندية لين رامزى، والأمريكية صوفيا كوبولا، والنمساوى مايكل هانيكه، فى ثالث محاولة له للحصول على السعفة الذهبية لواحد من أعرق مهرجانات السينما فى العالم.
وقال مدير المهرجان، تييرى فريمو، إنه من المقرر عرض 49 فيلما من 29 دولة و9 أفلام تعرض لأول مرة طوال أيام المهرجان، إلى جانب مشاركة 12مخرجة بأفلامهن، بعد سنوات من تعرض المهرجان لانتقادات بسبب عدم وجود مخرجات فى برامجه الرسمية.
وتنطلق الدورة 70 للمهرجان خلال الفترة من 17 و28 من مايو المقبل، وتكرم الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالى التى تصدرت البوستر الرسمى للدورة المقبلة، فى صورة لها التقطت عام 1959 تظهر خلالها وهى ترقص خلال مشاركتها فى المهرجان قبل عقود، وهو البوستر الذى أثار جدلا وانتقادات حول تنحيف «كاردينالى» بشكل أكبر مما كانت عليه، بالتلاعب به بالفوتوشوب، إلا أن«كاردينالي» أبدت إعجابها به.
يرأس لجنة تحكيم الدورة 70 المخرج الإسبانى الشهير بيدرو ألمودوفار الذى قال فى تصريحات له: «سعيد جدّا بالاحتفال بالذكرى 70 لمهرجان كان السينمائى فى هذه الوظيفة المميّزة جدّا، كما أننى أشعر بالامتنان والشرف والعصبية فى نفس الوقت، إنّ عمل منصب رئيس لجنة التحكيم مسؤولية كبيرة.
وسبق لـ«ألمودوفار» أن كان عضوا بلجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان عام 1992 والتى رأسها «جيرار دو بارديو»، كما ظهر على بوستر المهرجان فى دورته الـ60، ويعرض المهرجان له 5 أفلام بمناسبة رئاسته لجنة التحكيم، سبق أن حصدت جوائز فى المهرجان، وهى: All about my mother وVolver وBroken Embraces وLa Piel que Habito وJulieta.
من الأفلام التى تخوض المنافسة على السعفة الذهبية هذا العام The Killing of a Sacred Deer بطولة كولين فاريل ونيكول كيدمان، وأليشيا سيلفرستون، إخراج يارجوس لانثيموس، وWonderstruck بطولة جوليان مور، وإخراج تود هاينز، وHappy End للمخرج مايكل هانيكه.
بينما يعود الممثل آدم ساندلر ضمن نجوم هوليوود الذين يشاركون بأفلامهم فى المهرجان منذ مشاركته عام 2002، من خلال فيلمه الجديد The Meyerowitz.
ومن الأفلام التى يتوقع لها أن تلفت الأنظار الفيلم الوثائقى Sea Sorrow الذى أخرجته الممثلة البريطانية الشهيرة فانيسا ريدجريف، التى تجاوزت الـ79 من عمرها، لكنها أكدت أنها بذلت قصارى جهدها لتقديم فيلمها الجديد عن اللاجئين بهدف أن يبقى الناس حساسين لهذه القضية، حيث تستعرض «ريدجريف» فى فيلمها مشاهد حقيقية لمعاناة اللاجئين من دول الحروب.
ويتوقع أن تكون كوريا الشمالية والاتجاهات السياسية والموقف الأمريكى منها مادة جذب أيضا من خلال فيلم وثائقى هو Napalm للمخرج كلاود لانزمان، والذى يعرض فى قسم «عروض خاصة»، بينما يفتتح فيلم Barbra قسم «نظرة ما».
من ناحية يواجه المهرجان انتقادات حادة بسبب مشاركة شركة Netlix بأفلام من إنتاجها ، وهي الشركة المعروفة بإنتاجاتها عبر شبكة الانترنت ومن خلال التكنولوجيا الرقمية ، وهو ما يحذر منه صناع السينما ومحبوها من سيطرة التكنولوجيا الرقمية على صناعة الفن السابع ، وتشارك الشركة بفيلمين هما Okja” للمخرج بون جون وو ، وThe Meyerowitz Stories للمخرج نوا باتشمباتش ، بينما يتردد أن الشركة الرقمية العملاقة ستعرض فيلميها فى دور العرض الفرنسية ضمن فعاليات المهرجان ، ما يعني سيطرتها على السوق السينمائية بأفلام الديجتال ، فى الوقت الذي أعلنت فيه أيضا شركة Amazon عن مشاركتها فى تمويل الأفلام، وهو مادفع رابطة دور العرض السينمائية فى فرنسا للتساؤل عن كيفية دخول شركات الإنترنت الرقمية فى صناعة الأفلام.