رأى الباحث الأوكراني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، ياروسلاف تروفيموف، أن الفوز بفارق ضئيل الذي أحرزه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الإستفتاء على تعديل الدستور، قد يهدد قدرته على الحكم المطلق.
وأكد تروفيموف- في تعليق نشرته صحيفة الـ وول ستريت جورنال مساء الأحد- أن هذه النتيجة ليست هي نوع الفوز الذي أراده أردوغان الذي يتمتع فعليا بمعظم السلطات التنفيذية كونه رئيسا للحزب الحاكم ومعه أغلبية برلمانية طيّعة على نحو ضمن السُلطة للقصر الرئاسي.
ونوه الكاتب عن أن أردوغان إنما احتاج بعد محاولة انقلاب يوليو الفاشلة إلى تأكيد شعبي لقيادته وحملته لاستئصال المعارضة؛ وفي ظل سيطرة الدولة على وسائل الإعلام وتخوين القائمين على حملة التصويت بـ«لا» في الاستفتاء فقد توقع مستشارو الرئيس أردوغان أن تتجاوز نسبة التصويت بـ «نعم» حاجز الـ 60%.
ولكن على الرغم من كافة أعمال التخويف وانتشار تقارير حول التزوير أثناء عملية التصويت، بحسب الكاتب، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى حصول حملة «نعم» على 3ر51% من الأصوات مقابل 7ر48% لصالح حملة «لا».
ونقل صاحب المقال عن هنري باركي مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون في واشنطن القول «إن أردوغان قد يكتشف أن ذلك هو انتصار هشّ؛ ربما أحرز فوزا الآن، لكن قد يجد على المدى المتوسط أن المعارضة في الداخل والخارج قد تعززت».
ورأى تيمور كوران أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة «ديوك» الأمريكية، أن تلك «نتيجة مرعبة لأردوغان؛ إذ هي تشير إلى أن أعدادا معتبرة من القوميين ومن حزب العدالة والتنمية لم ترغب في أن يحظى أردوغان بسلطات ديكتاتورية».
وأضاف الكاتب «إنه مما لا يبشر للخير بالنسبة لأردوغان أن اسطنبول (مسقط رأسه) والمدينة التي دشن فيها عمله السياسي كعمدة محبوب شعبيا، والعاصمة أنقرة، صوتتا بـ»لا«جنبا إلى جنب مع عدد من المدن الكبرى أمثال أزمير وأضنة وأنطاليا».