أجرت كوريا الشمالية، أمس، تجربة جديدة لإطلاق صاروخ، فى تحد جديد لواشنطن ودول الجوار، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن التجربة فشلت، وأن الصاروخ سقط فور إطلاقه، وتأتى التجربة، بعد أقل من 24 ساعة على عرض عسكرى هائل، أعلنت خلاله بيونج يانج استعدادها للرد على الولايات المتحدة بالسلاح النووى، على أى هجوم بسلاح مماثل، فى ذروة التصعيد مع الولايات المتحدة، بعد أن أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الخميس الماضى، أنه يريد «معالجة المشكلة» الكورية الشمالية. وأكّدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنّ كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً جديداً، مشيرة إلى أن عملية الإطلاق فشلت «على الفور تقريباً».
وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية فى المحيط الهادئ، ديف بينام، إن «القيادة الأمريكية فى المحيط الهادئ رصدت ما نُقدّر أنه إطلاق صاروخ كورى شمالى، صباح أمس، بالقرب من منطقة سينبو، موضحا أن الصاروخ انفجر على الفور تقريباً، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، أن ترامب أخبر بالتجربة الصاروخية الفاشلة، وليس لديه أى تعليق، وأشار إلى أن القيادة الأمريكية فى المحيط الهادئ ملتزمة تماماً بالعمل على نحو وثيق مع حلفائنا، فى جمهورية كوريا واليابان، حفاظاً على الأمن. وأجريت التجربة قبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس، إلى كوريا الجنوبية، لإجراء محادثات بشأن برنامج التسلح الكورى الشمالى. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن إظهار كوريا الشمالية مجموعة متنوعة من الصواريخ الهجومية خلال العرض العسكرى، أمس الأول، والإقدام على إطلاق صاروخ باليستى، أمس، استعراض للقوة، يهدد العالم بأسره، بينما قال مجلس الأمن القومى الكورى الجنوبى إن سول سترد بقوة على أى استفزازات أخرى، فيما عبرت وزارة الخارجية البريطانية عن «قلقها» بعد هذه التجربة التى تأتى غداة عرض عسكرى كبير، فى بيونج يانج، بمناسبة الذكرى 105 لميلاد مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، كيم إيل- سونج، وشمل العرض العسكرى نحو 60 صاروخا، بينها نوع جديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وقلل مسؤول فى البيت الأبيض، يرافق بنس فى جولته، من خطورة هذه التجربة. وأضاف أن التجربة الصاروخية الكورية لم تكن مفاجأة، وأنه لا حاجة لإنفاق الموارد ضده، وأوضح أن الصاروخ المتوسط المدى على الأرجح انفجر بعد 5 ثوانىَ من إطلاقه.
وقال الخبير فى معهد دراسات الشرق الأقصى فى جامعة كيونجنام فى سيول، كيم دونج يوب، إنه «من المرجح أن التجربة الفاشلة كانت اختبارا لنوع جديد من الصواريخ أو لصاروخ مُحسّن، بما يعنى أنه من المرجح أن يحدث استفزاز جديد قريبا»، وذكر المحللون فى الموقع الإلكترونى «38 نورث» الذى يتابع شؤون كوريا الشمالية أن موقع التجارب النووية بونجى- رى «جاهز» للخدمة.
وفى مؤشر إلى تفاقم الوضع بما يهدد باندلاع حرب، قررت الولايات المتحدة، منذ أيام، إرسال حاملة الطائرات الأمريكية «كارل فينسون» وأسطولها الجوى البحرى إلى شبه الجزيرة الكورية، بعد تصاعد القلق الأمريكى من برنامج تسلح بيونج يانج النووى والصاروخى، وتستضيف كوريا الجنوبية 28500 جندى أمريكى للمساعدة فى مواجهة التهديدات، كما نشرت واشنطن منظومة صواريخ «ثاد» الدفاعية، فى كوريا الجنوبية، وهو ما أثار حفيظة الصين وموسكو.
وقال مسؤول أمريكى إن الخيارات العسكرية «جارٍ تقييمها بالفعل»، فى مواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية، لكنّ مصدرا عسكريا أمريكيا أعلن تراجع الولايات المتحدة عن ضرب كوريا الشمالية فى الوقت الراهن، بحسب ما نقلت عنه وكالة «أسيوشيتد برس» الأمريكية، موضحا أن إدارة ترامب لا تبحث إمكانية توجيه الضربات الصاروخية لكوريا الشمالية، حاليا فى حال أجرت بيونج يانج تجربة نووية جديدة، أو أطلقت صاروخا بالستيا جديدا. وتسعى إدارة ترامب للتركيز على إقناع بيونج يانج بالتخلى عن البرنامج النووى بمساعدة الصين.
