x

عمال: مصانع وورش متوقفة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.. والبضاعة راكدة بعد وقف التصدير إلى لبنان

الأحد 16-04-2017 21:51 | كتب: آيات الحبال |
أحد العمال بمصنع تقطيع الرخام يجهز الطاولات استعداداً لخروجها من المصنع أحد العمال بمصنع تقطيع الرخام يجهز الطاولات استعداداً لخروجها من المصنع تصوير : أسامة السيد

منذ 25 عاما اختار إبراهيم عبده الرجل الخمسينى، العمل بمنطقة شق الثعبان فى مصانع الرخام والجرانيت، فبدأ عتالا ثم عاملا على معدات قطع الرخام إلى أن أصبح واحدا من أهم المتخصصين فى النحت على الرخام بشق الثعبان والعمالة اليدوية ورئيسا للعمال، وتخصص فى إعداد أشكال «وش الجبل»، وتشكيل قطع الرخام الصغيرة بأشكال «الموزاييك»، مستخدما المطرقة والأزميل فى تشكيل قطع الرخام.

اعتاد «إبراهيم» وزملاؤه العمل أكثر من وردية بمعدل 16ساعة يوميا، وأحيانا البقاء بالمصنع بالأيام حتى ينتهوا من إعداد الطلبيات وتجهيزها، لكن مؤخرا لم يصبح العمل بالمصانع مثلما كان على حد قول إبراهيم، وتوقفت عدة مصانع وعدد من الورش بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وقلة الطلب الخارجى على الرخام الخام والمصنع المصرى، خاصة من قبل السوق اللبنانية.

تخصص إبراهيم عبده فى إعداد الرخام المصنع يدويا وهو النوع المطلوب لدى السوق اللبنانية، إلا أنه منذ شهر تعطل عن العمل بعد قرار وزير الصناعة اللبنانى بوقف استيراد الرخام المصنع من أى دولة. وقال إبراهيم إن السوق اللبنانية تفضل الرخام المصنع المنحوت الذى يسمى «ترابيع وش الجبل»، وبعد قرار وقف تصدير الرخام المصنع إلى لبنان أصبحت البضاعة راكدة تنتظر من يحملها، وتوقفت الأيدى العاملة «عمالة وش الجبل كلهم خسروا ووقف حالهم حتى اننا روحنا العدة بسبب وقف التصدير وأصبحنا نعمل بالعتالة أو أى حاجة تانية داخل المصنع».

سامح السيد، أحد العاملين بمنطقة شق الثعبان، بعد أن كان يعمل أكثر من وردية داخل المصنع بيومية تتجاوز 100 جنيه، فى إعداد قطع الرخام «الطاولات» أصبح يعمل وردية واحدة وعدد أيام أقل، وذلك بعد القرارت الأخيرة الخاصة بالتصدير وارتفاع تكاليف الإنتاج، فبدأ يبحث عن عمل آخر خارج المحاجر: «أنا اتولدت باشتغل فى المحاجر، وماليش شغل غيرها، لكن الحال مابقاش زى الأول، وبالتالى المصانع بتمشى العمال، خصوصا اننا مش متثبتين احنا أرزقية».

منطقة شق الثعبان تقع شرق طريق الأوتوستراد، وبعمق 5 كيلومترات حتى حدود محمية وادى دجلة شرقا بمنطقة طرة المعادى، وتشغل ما يقرب من 1000 فدان، وتقع إداريا ضمن المعادى والبساتين فى المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة.

وتعد المنطقة ثالث أكبر منطقة لتصنيع الرخام على مستوى العالم، والأولى على مستوى مصر، ورغم أنها صاحبة أكبر نصيب فى تصدير الرخام والجرانيت المصنع، إلا أن المصانع تعانى من عدم تقنين أوضاعها، ونقص الخدمات والمرافق، بالإضافة إلى ذلك فإن طرق شق الثعبان جميعها غير ممهدة، رغم أن سيارات النقل الثقيل تسير ليل نهار فى الطريق من طرة إلى داخل شق الثعبان والعكس، سواء لنقل كتل الرخام الخام، أو نقل طاولات وترابيع الرخام المصنع.

صناعة الجرانيت والرخام من الصناعات الملوثة للبيئة، فالغبار الأبيض المحمل بذرات الرخام والجرانيت يحجب الرؤية بالمنطقة كلها، وعدد العاملين بها يتجاوز الـ 50 ألف عامل، وطبقا لبيانات نقابة العاملين بالرخام والجرانيت، بعضهم يسكن داخل المصانع مدة تزيد على الشهر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية