x

آية حجازي.. «جزيرة الإنسانية» براءة

«الصياد»: من سيدفع ثمن 3 سنوات خلف القضبان؟
الأحد 16-04-2017 13:45 | كتب: باهي حسن |
آية حجازي - صورة أرشيفية آية حجازي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

بعد مرور ما يقارب من 3 سنوات حبس احتياطي، قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الفقي، الأحد، تبرئة آية حجازي وزوجها و6 آخرين، في قضية تشكيل عصابة متخصصة للاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي للأطفال.

ويأتي الحكم بعد مرور نحو أسبوعين من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقال مستشارو الرئيس ترامب، قبل اللقاء إن مسألة حقوق الإنسان ستتم مناقشتها «في إطار من الكتمان وبشكل خاص» خلال زيارة السيسي لواشنطن»، معتبرين أن هذه الوسيلة «الأكثر فاعلية»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

آيه حجازي، البالغة من العمر 28 عامًا، مواطنة مصرية قررت العودة للبلاد بعد إتمام دراستها بالخارج للعمل على مشروع تنموي يفيد المجتمع، وبين جمع القمامة من الشوارع إلى إنقاذ الأطفال من الشوارع نفسها كان عملها، إلى أن ألقت الشرطة القبض عليها في مايو 2014، ووجدت نفسها في مواجهة اتهامات أبرزها «الاتجار بالبشر».

وتحمل آية الجنسيتين المصرية والأمريكية، وهي متزوجة من محمد حسانين مصطفى فتح الله، وأسسا في عام 2013 مؤسسة لرعاية الأطفال تحمل اسم «جمعية بلادي» لرعاية أطفال الشوارع والأطفال المهملين في مصر.

ويحكي باسل حجازي، شقيق آية، في تصريحات سابقة لـ«المصري اليوم»: «قررت آية بعد إتمام دراستها بالخارج العودة لمصر ومحاولة أداء دور تنموي، فبدأت بجمع القمامة من الشوارع، لكن واجهت مصاعب من العاملين في هذا المجال فقررت التغيير، ورأت أن أحد أهم ما يمكن أن ينهض بالبلد هو مساعدة أطفال الشوارع».

ويضيف: «قررت أختي وزوجها محمد، إطلاق مؤسسة باسم (بلادي.. جزيرة للإنسانية) لإنقاذ أطفال الشوارع المقدر عددهم بمئات الآلاف لا يجدون مساعدة أو معاملة طيبة»، ويؤكد اتباع شقيقته للإجراءات القانونية بقوله: «بدأت آية اتباع الخطوات القانونية لتأسيس الجمعية، وفتحت حساب في البنك بـ10 آلاف جنيه، وفيه ورق باسم الجمعية في وزارة التضامن الاجتماعي يثبت أن أختي مشيت قانوني لكننا اتمنعنا من الحصول عليه».

«يمكن تكون غلطة آية في إنها بدأت شغل مع الأولاد قبل الإشهار الرسمي، لكنه غلط غير مقصود»، هكذا يقول شقيقها، ويدافع: «كان هدف أختي وزوجها والمتطوعين سواء أفراد عاديين أو أطباء الإدمان والأمراض النفسية هو علاج الأطفال من أنواع مختلفة من الإدمان لـ(الجنس، الشارع، المخدرات)، وكان الأطفال اللي بتتعامل معاهم الجمعية ذكور عمرهم ما 12 إلى 17 عام، وجدهم بعد بحث في ميدان رمسيس، وكان شرط قبول الجمعية للطفل هو أن يكون لديه الرغبة والإرادة في التغيير للأفضل».

ولم يتسن لـ«المصري اليوم» التواصل مع آية بعد صدور الحكم، فيما حاولت الجريدة التواصل مع شقيقها إلا أن هاتفه كان مغلقًا وفق الرسالة المسجلة.

وعن أسباب القبض على آية، ذكرت وزارة الداخلية في بيان صحفي بعد القبض على الناشطة، أن أطفالا شهدوا بأنهم تلقوا أموالا من الجمعية للمشاركة في الاحتجاجات بعد بلاغ من والد أحد الأطفال المختفين عثر عليه بالجمعية.

وذكرت وزارة الداخلية في بيانها «تبين بالفحص أن الشقة محل البلاغ مستأجرة ولم يستدل على أن ثمة أوراقا رسمية تفيد بإشهار أو ترخيص الجمعية وبالاستعلام عن نشاطها قرر الأول (محمد حسانين زوج آية) والثانية (آية حجازي) أنها تهتم بالدفاع المجتمعي والتثقيف والتوعية وأنها في سبيلها لإنهاء إجراءات الترخيص ولا يحملان ثمة مستندات تفيد بذلك كما أقرا بأن مصدر تمويلهما يعتمد على التبرعات من معارفهما وبعض المتطوعين».

وأضاف البيان: «تبين أن جميعهم من أطفال الشوارع الهاربين من ذويهم منذ فترات مختلفة وكانوا يتخذون من الشوارع مأوى لهم وخاصة منطقة ميدان التحرير وغالبيتهم استقطبوا للالتحاق بتلك الجمعية بمعرفة أقرانهم وأقروا بتحريض المتهم الأول على إجبارهم على عدم العودة لذويهم تحسبًا لاستغلالهم مستقبلا في المظاهرات المناهضة للنظام».

وبعد القبض على «حجازي» واستمرار حجزها، ظهرت مطالبات دولية للإفراج عن «آية»، فبعد عامين من القبض عليها، طالب نائب مستشار الأمن القومى في البيت الأبيض، أفريل هاينز، السلطات المصرية، بإطلاق سراحها وإسقاط جميع التهم الموجهة إليها، وعبر بيان البيت الأبيض، عن «قلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما (آنذاك) العميق تجاه سلامة جميع مواطنى الولايات المتحدة بالخارج»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تدعو الحكومة المصرية إلى إسقاط جميع الاتهامات الموجهة لحجازى، وإطلاق سراحها».

وفي 21 سبتمبر 2016، ذكرت حملة المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن مرشحة الحزب الديمقراطي دعت السيسي إلى «الإفراج عن المواطنة الأمريكية آية حجازي».

كما تقدم مركز روبرت كينيدي لحقوق الإنسان الأمريكي، بمذكرة إلى الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، التابع للأمم المتحدة، في 19 مايو 2016، وطالب فيها بضرورة الضغط على السلطات المصرية للإفراج عن آية وزوجها والمتهمين في قضية «مؤسسة بلادي».

وتصدر هاشتاج «آية حجازي» عقب الحكم بالبراءة، موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، وقال الكاتب الصحفي أيمن الصياد في حسابه على «تويتر»: «بعد ثلاث سنوات من الحبس #آية_حجازي وجميع رفاقها «براءة» من جميع التهم التي نسبتها إليهم التحريات. من إذن سيدفع ثمن سنوات ثلاث خلف القضبان؟».

فيما طالبت حركة شباب 6 أبريل عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، وزارة الداخلية بإجراء التحريات اللازمة قبل القبض على المواطنين.

وعلقت سلمى صباحي على صفحتها على «فيس بوك»: «براءة بعد 3 سنين حبس احتياطي الحمد لله، مهما يطول الليل مسير الشمس هتنور، يارب تفك كرب كل مظلوم».

وكتب محمود حسين المعروف إعلاميا «معتقل التيشرت» على «فيس بوك»، قائلا: «عقبال أحمد الخطيب وكل الضحايا يا رب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية