استضاف مركز «صحفيون متحدون» وبرانيسلاف كانك، رئيس اتحاد الإعلام بصربيا، من أجل عرض تجربة صربيا فى تحرير الإعلام عقب سقوط النظام الشيوعى. وقال كانك إنه يؤمن بأن مستقبل الثورة فى مصر سيكون جيداً وأفضل، وأنها لن تمر بإخفاقات التحول الديمقراطى الصربى الذى بدأ منذ 12 عاماً. وأوضح «كانك» خلال ورشة عمل «التجربة الصربية فى تحرير الصحافة والإعلام» التى نظمها مركز «صحفيون متحدون» أن المصريين يفهمون جيداً ما هى الأسئلة التى يجب أن يطرحوها ومن ثم فهم سيصلون إلى النتائج الصحيحة.
وأشار إلى أنه بالرغم من حداثة الثورة المصرية فإنها متقدمة على التجربة الديمقراطية فى صربيا بخمس سنوات، وطالب الإعلام فى البلدين بأن يلعب دوراً فى توضيح آليات وتفاصيل الثورة المصرية.
وقال إنه يمكن بسهولة تجنب أخطاء الثورات التى حدثت فى أوروبا الشرقية منتصف التسعينيات، لافتا إلى أن هناك خصوصية لكل ثورة ديمقراطية، ومع ذلك يمكن تبادل الخبرات فيما يتعلق بالخطوط الأساسية المشتركة بين كل الثورات كل الثورات الديمقراطية فى العالم.
وأضاف أنه بعد نجاح الثورات يجب أن تمثل الأحزاب كل الشعب، لأن فى مرحلة البناء من الصعب الاعتماد على أحزاب كارتونية ليس لها برنامج حقيقى. وطالب «كانك» الشعب المصرى بضرورة البعد عن التطاحن بين القوى الوطنية فى هذه المرحلة، والمشاركة لتحقيق الأهداف والغايات، وقال «مصر ليست القاهرة عليك أن تتحقق إلى أى مدى يسمع إليك الشعب».
وقال «كانك» إن مصر بحاجة إلى استصدار عاجل لقانون حرية تداول المعلومات بعد نجاح الثورة أسوة بصربيا، حيث يعطى القانون للصحفيين فى صربيا الحق فى الحصول على المعلومات، مع حماية الخصوصية.
وفيما يتعلق بحرية الصحافة والبنية التشريعية للصحافة والإعلام، قال «كانك» إن الصحفى الصربى من حقه أن يطرح أى سؤال على أى شخصية عامة فى الدولة وحتى رئيس الجمهورية، وفى حالة عدم رد رئيس الجمهورية على سؤال الصحفى، يحق للصحفى التقدم بشكوى إلى المفوض الخاص بالمعلومات العامة الذى يطالب الرئيس بالرد أو يخضع الرئيس للعقاب.
وشدد كانك على ضرورة أن الدولة لابد أن تخلع يدها عن الإعلام بشكل كامل، ما عدا إعلام الأقليات الذى يجب أن يخضع لدعم الدولة حتى يستطيع البقاء فى ظل المنافسة الشرسة من وسائل الإعلام.
وحذر كانك من الاحتكار فى الإعلان، مشيراً إلى أن سيطرة عدد محدود على شركات الإعلان يجعلهم يتحكمون فى سوق الإعلانات التى تعتبر مصدر التمويل المهم والرئيسى للصحف وكل وسائل الإعلام.
وقال سعيد شعيب، مدير مركز صحفيون متحدون، إن فكرة استضافة كانك كانت منذ نجاح الثورة لنقل خبرات الآخرين، وليس الهدف منها السير وراء تجربة بعينها، مؤكداً أنه بعد الثورة من المهم أن نسمع ونتبادل الخبرات.