تسود حالة من التربص والقلق خوفا من اندلاع حرب عالمية جديدة بسبب كوريا الشمالية، التى تهددها الولايات المتحدة بعملية عسكرية، فيما تحذر الصين من أن البادئ بالحرب سيدفع الثمن ويتحمل المسؤولية التاريخية.
حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من استفزازات كوريا الشمالية، وأرسل مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة فى استعراض للقوة. ويدرس مسؤولو إدارته فرض عقوبات اقتصادية مشددة، بالإضافة إلى خيارات عسكرية للحد من طموحات كوريا الشمالية النووية.
وحذرت الولايات المتحدة من أن سياسة «الصبر الاستراتيجى» التى انتهجتها مع بيونج يانج انتهت. وأعلن ترامب، الأسبوع الماضى، إرسال حاملة الطائرات «كارل فينسن» ترافقها 3 سفن قاذفة للصواريخ. وبعد أيام، تحدث عن إرسال أسطول يشمل غواصات، وحاملات الطائرات من هذا النوع تحمل عادة بين 70 و80 طائرة أو مروحية بينها نحو 50 مقاتلة.
وقال مسؤول أمريكى بارز للصحفيين إنه «يتم تقييم خيارات عسكرية بالفعل». وأضاف مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن ترامب ونائبه مايك بنس يعملان عن كثب مع زعماء أمنيين وعسكريين أمريكيين حول قضية كوريا الشمالية.
من المقرر أن يجتمع نائب الرئيس الأمريكى بزعماء كوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا وأستراليا، خلال زيارته، غدا.
ونقلت شبكة «إن. بى. سي» الإخبارية عن مسؤولين كبار فى أجهزة الاستخبارات الأمريكية قولهم إن مدمرتين أمريكيتين تتمركزان قرب كوريا الشمالية- ومنهما مدمرة تبعد حوالى 480 كيلومترا عن موقع شهد تجربة نووية- قادرتين على إطلاق صواريخ «توماهوك».
كان الرئيس الأمريكى كتب فى تغريدة عبر «تويتر»: «لدى ثقة كبيرة بأن الصين سوف تتعامل بشكل صحيح مع كوريا الشمالية، وإذا لم تتمكن من القيام بذلك، فإن الولايات المتحدة مع حلفائها سوف تفعل!».
وكانت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية قد أظهرت «تجهيز» موقع «بونجى - ري» للتجارب النووية فى كوريا الشمالية، بحسب مركز أبحاث أمريكى. كما لوحظ نشاط جديد فى الموقع - الذى تجرى فيه كوريا الشمالية تجارب نووية منذ عام 2006 - فى سبتمبر، قبل التجربة النووية الخامسة الناجحة للبلاد.
وتحتفل كوريا الشمالية، اليوم، بالذكرى الـ105 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية الراحل، كيم إيل سونج. وأدانت كوريا الشمالية الولايات المتحدة لجلبها «أصولا استراتيجية نووية هائلة» إلى شبه الجزيرة الكورية.
وحذر وزير الخارجية الصينى، وانج يى، من أن «نزاعا يمكن أن ينشب بأى لحظة» فى كوريا الشمالية، مؤكدا أنه «لا أحد سيخرج منتصرا» من حرب كهذه. وقال «وانج»، فى مؤتمر صحفى مع نظيره الفرنسى جان مارك آيرولت فى بكين، إن الطرف الذى سيشعل نزاعا فى شبه الجزيرة الكورية «ينبغى أن يتحمل مسؤولية تاريخية ويدفع ثمن ذلك». وحذر الوزير الصينى، دون أن يذكر تهديدات ترامب صراحة، من أن «المنتصر لن يكون الطرف الذى يطلق أشد التصريحات أو يعرض عضلاته». وأكد مجددا دعوة الصين لاستئناف المفاوضات بشأن إخلاء كوريا الشمالية من أسلحتها النووية، وفق ما يسمى نهج «المسار المزدوج والتعليق المزدوج»، وهو أن توقف بيونج يانج برنامجها النووى والصاروخى مقابل أن توقف كوريا الجنوبية وأمريكا تدريباتهما العسكرية السنوية، التى تستهدف كوريا الشمالية.
من جهته، أعربت روسيا عن قلقها الشديد من تصاعد التوتر بشأن كوريا الشمالية، ودعت كل الأطراف إلى «ضبط النفس» وتجنب أى عمل يمكن أن يفسر على أنه «استفزاز».
وألقى الجيش الأمريكى، مساء أمس الأول، أكبر قنبلة غير نووية على أهداف فى أفغانستان. وأكدت السلطات الأفغانية أنها أدت إلى مقتل 36 مسلحا على الأقل من تنظيم داعش الإرهابى باستهدافها شبكة أنفاق عميقة للتنظيم، مستبعدة سقوط مدنيين فى القصف. واستهدفت القنبلة «جى بى يو-43/ بي» المعروفة باسم «أم القنابل» مخابئ للتنظيم فى إقليم آشين بولاية ننجرهار (شرق أفغانستان). وقبل ذلك، وجهت الولايات المتحدة ضربة جوية إلى قاعدة عسكرية جوية فى سوريا، وأدانتها كوريا الشمالية، إلا أن ترامب اعتبرها تحذيرا موجها إلى إيران وكوريا الشمالية أيضا.
يؤكد الرئيس الأمريكى باستمرار منذ انتخابه أنه سيستخدم كل الخيارات لمنع بيونج يانج من امتلاك صواريخ عابرة للقارات قادرة على تعريض الولايات المتحدة لضربة نووية محتملة.. لكن فى المقابل يعترف البيت الأبيض بأن ضرب كوريا الشمالية سيكون «مسألة أكثر تعقيدا» من الضربة التى وجهت إلى سوريا- بحسب مسؤول آخر فى الإدارة الأمريكية. وقد تؤدى ضربة كهذه إلى رد يستهدف اليابان وكوريا الجنوبية، حليفتى الولايات المتحدة.
وحتى الآن لم تنجح بيونج يانج على ما يبدو فى صنع صواريخ مداها كاف لبلوغ الأراضى الأمريكية أو لحمل قنبلة ذرية.
وأعلنت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن كيم جونج- أون أشرف على مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة. وأوضحت أن كيم تابع من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة استهدفت «بلا رحمة أهدافاً للعدو».