x

جهاد الخازن: مبارك اعتبر ثورة يناير تمرداً على السلطة لكنه لم يأمر بقتل الشباب (حوار)

الجمعة 14-04-2017 21:36 | كتب: سوزان عاطف |
الكاتب جهاد الخازن في حوار للمصري اليوم الكاتب جهاد الخازن في حوار للمصري اليوم تصوير : حسام فضل

مقال نشره فى جريدة الحياة اللندنية الكاتب والمفكر الكبير جهاد الخازن، كشف فيه عن زيارته الأسبوع الماضى للرئيس الأسبق حسنى مبارك فى منزله بالقاهرة، كان سببا فى سعى «المصرى اليوم» لإجراء هذا الحوار، الذى كشف فيه الخازن عن علاقته بمبارك وأهم رجال عصره، إضافة لتقييم الخازن لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية والأوضاع فى المنطقة.. وإلى نص الحوار:

■ بداية كيف تم اللقاء مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك تفصيلا؟

- كنت طلبت زيارة مبارك وهو فى المستشفى، وقيل لى إن أسرته فقط يحق لها زيارته مرة فى الأسبوع، وعندما عاد إلى بيته اتفقت مع جمال مبارك أن أزوره لأن معرفتى بالرئيس الأسبق قديمة تعود 30 سنة إلى الوراء، وذكرت ما قال لى واختصرت رأيه فى الحكم فى مصر اليوم فهو يتوقع منه أن يقود مصر إلى بر السلامة بعد أخطاء الإخوان وخطاياهم فى سنة واحدة لهم فى الحكم.

■ فى رأيك لو استمع صدام حسين إلى نصيحة مبارك هل كانت ستتغير الأوضاع الحالية فى المنطقة؟

- لو أن صدام حسين لم يحتل الكويت، أو احتلها وانسحب بسرعة، ولو أنه قبِل دعوة مبارك للإقامة فى مصر لما أصبح العراق، البوابة الشرقية للأمة كلها، مستعمرة إيرانية، صدام ركب رأسه ودفع الثمن مع أهل العراق كما دفع كل عربى الثمن معهم، والغزو الأمريكى مسؤول أكثر من صدام حسين فقد جرى لأسباب زُوِّرَت عمداً، حتى إن وزير الخارجية الأمريكى فى حينه كولن باول، اعتذر فى وقت لاحق عن خطابه فى الأمم المتحدة ومزاعمه عن أسلحة صدام حسين.

■ ماذا قال مبارك عن 25 يناير والثوار والإخوان وما مشاريع مبارك المستقبلية؟

- مبارك رأيه فى الإخوان أنهم لا يصلحون للحكم، وأن منهم إرهابيين، وكان الرئيس الأسبق يرى ثورة الشباب فى البداية حركة تمرد على السلطة ولعله قال لوزير الداخلية حبيب العادلى وقادة الأمن «العيال دول طلعوهم من ميدان التحرير»، إلا أنه حتماً لم يأمر بقتلهم، ولم يخض أى حرب فى 30 سنة للحفاظ على دماء شباب مصر.

■ هل تطرقتم إلى ما يتردد عن ترشح جمال مبارك فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟

- طلبت من مبارك أن يكتب مذكراته، ولم يرفض اقتراحى أو يؤيده، لعله يدرس الموضوع، ولم أسمع منه أبداً تأييده أن يخلفه جمال مبارك فى الحكم، ولم أسمع من جمال أى شىء يوحى بأنه يريد الرئاسة.

كنت فى السنوات الأخيرة أرى جمال فى نادى القوات الجوية، وكل جلسة تطول ساعات وتتناول مواضيع شتى، ولا أذكر أبداً أنه لمّح برغبته فى الرئاسة أو عمله ليصبح رئيساً.

■ ألا تخشى أن يسبب تقاربك مع مبارك غضب شباب الثورة فى مصر؟

- لا أرى سبباً لذلك، أعرف حسنى مبارك قبلهم وبعدهم وأنقل عنه أخباراً، ولا أذكر أننى تعرضت لشباب الثورة بشىء.

■ فى رأيك هل انتهى الربيع العربى فعليا؟

- لم يكن ربيعاً عربياً وإنما خريفاً يبس فيه الزرع وجف الضرع. مع ذلك كنت سأرحب بسقوط أنظمة عربية غير ديمقراطية المثل الأبرز عليها معمر القذافى، الذى أمر رئيس المخابرات موسى كوسة، بقتلى، لأننى قلت له على التليفزيون إن الجماهيرية خطأ فى اللغة، فالجماهير صيغة منتهى الجموع أو جمع الجمع، والنسبة فى العربية على المفرد.

■ ذكرت أكثر من مرة صلتك الوثيقة بعمر سليمان ما الدور الذى قام به فى 25 يناير؟

- اللواء عمر سليمان كان صديقاً عزيزاً ومصرياً وطنياً دافع عن الفلسطينيين علناً ومن وراء ستار، لم أجد أحدا مثله حول الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وعرض عليّ خريطة للأنفاق من العريش إلى غزة، وقال إنه يعرف أسماء أصحابها، وسعر نقل المواد عبرها، الطعام كان الأرخص ثم المعدات وبعدها السلاح. تبسم وقال لى: «ما شفناش حاجة، كان مثل مبارك يكره الإسرائيليين ويراهم مرغماً».

■ ما رؤيتك لزيارة السيسى للولايات المتحدة الأمريكية؟

- الزيارة كانت ناجحة جداً، ولكن يبقى التنفيذ، ومن الواضح أن رأى دونالد ترامب فى السيسى هو الإعجاب والتقدير والاحترام، وأعتقد أن وجود السيسى والملك عبدالله الثانى ومحمود عباس فى واشنطن جاء صدفة، فترامب يستضيف رؤساء الدول واحداً بعد الآخر، وبعد العرب تابعنا اجتماعه مع الرئيس الصينى فى فلوريدا.

■ برأيك ما صفقة القرن التى أشار إليها السيسى أثناء زيارته للولايات المتحدة؟

- ترامب يقول إنه يريد حل النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أننى أرى أن طموحاته تفوق قدراته، ففى إسرائيل حكومة إرهابية تحتل وتقتل وهو يريد من زوج ابنته العمل وسيطاً مع أنه يهودى أرثوذكسى فى السادسة والثلاثين ومن دون خبرة سياسية تُذكر، أى مثل «عمّه» الرئيس. هناك طلاب سلام فى إسرائيل وبين اليهود حول العالم، إلا أن الغلبة الآن لأقصى اليمين، وهو اسم آخر للجريمة.

■ هل تتوقع تدخلاً أمريكيا عسكرياً فى سوريا مهدت له الضربة السابقة؟

- بصراحة لا أعرف إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع الضربة بالصواريخ على قاعدة جوية بتدخل عسكرى، هذا يعنى أزمة هائلة فى العلاقات مع روسيا، وأنا لا أملك كرة بلورية لأزعم أننى أرى المستقبل من خلالها، وفى جميع الأحوال لا أتوقع صداماً عسكرياً بين أمريكيا وروسيا لأن الأمر يعنى حرباً عالمية لا يريدها أحد.

■ من الأفضل للعرب أوباما أم ترامب؟

- باراك أوباما كان صاحب نوايا حسنة، عبّر عنها فى خطابه فى جامعة القاهرة، إلا أنه كان جباناً لم ينفذ خطوطه الحمراء فى سوريا، بل لم ينفذ شيئاً مما وعد به فى بداية ولايته.

وأرى أنه كان نصيراً للإخوان حتى وهم يفشلون ويقودون مصر فى طريق خاطئ يناقض طموحات الشعب المصرى وتطلعه إلى حياة أفضل، وأعتقد أن ترامب إنسان لا يمكن الوثوق به، إلا أننى أرجح أن يكون أفضل فى التعامل مع الدول العربية من سلفه.

■ كيف ترى العلاقات المصرية- السعودية الآن؟

- العلاقات الطيبة بين مصر والسعودية أساس العمل العربى المشترك والتضامن، ولا نجاح ممكن من دون هذا التعاون. العلاقات مرت بأزمة يبدو أنها بدأت تخرج منها الآن، وحسن العلاقات المصرية- السعودية ينعكس على الأمة كلها، وسنرى فيها بداية مصالحة عربية عامة.

■ ما آفاق المصالحة العربية بعد القمة من وجهة نظرك؟

- يجب أن يكون القرار العربى السياسى يحظى بتأييد غالبية من دولنا، وأن يكون للخير العام.

■ برأيك هل من الممكن حدوث مصالحة مصرية قطرية ولماذا؟

- قطر اختطت لنفسها «الاتجاه المعاكس»، وسكانها 200 ألف مواطن، وتتصرف بحكم دخلها النفطى المرتفع كدولة عظمى، وأرجو أن تغير قطر سياستها، وأن تنبذ فلول «الإخوان» لأنهم عالة عليها، وليس لهم أى فائدة. أعرف قادة قطر ولا يمكن أن أهاجم أو أنتقد أياً منهم، لكن أجد تليفزيون «الجزيرة» خارج السرب العربى، بل خارج الزمن، والإخوان لن يعودوا إلى الحكم فى أى بلد عربى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية