قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، إن التيارات الإرهابية المتطرفة في مصر تسير على منهجية إذكاء فكر الفتن وبذر الفرقة في المناطق التي يستهدفونها، وِفق استراتيجية تقوم على عنصرين؛ هما استهداف العاصمة وما حولها من مدن قريبة، واستهداف الأطراف، في إطار تشتيت الجهود الأمنية، وبعث رسالة للمتابعين إعلاميا في الداخل والخارج مضمونها أنهم قوة متمددة، وأنهم يملكون قبولا شعبيا مركزيا، سواء في المركز أو الأطراف.
وأوضح المرصد، في بيان صحفي، الخميس، أنه في المركز (القاهرة والدلتا) تمثل عقيدة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين المرتكز الأساسي، وفي الأطراف (سيناء والمدن الحدودية) تكون الفتنة بين الجنود والضباط، وفي كلا الأمرين تمثل الفتنة المرتكز الرئيسي لممارسات التنظيم وأعماله الإرهابية.
وأضاف المرصد أنه بمتابعته الدقيقة لأعمال التنظيم وجرائمه، ومن خلال تحليل الإصدارات الصوتية والمرئية والمطبوعات الصادرة عنه، وطبيعة تحركات التنظيم وخريطة أعماله الإرهابية، وجد أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تسعى لتطبيق استراتيجيته الإرهابية في أطراف مصر ومدنها الحدودية، بالتوازي مع استراتيجيته في المركز أو العمق الداخلي في مصر، بحيث يحدث فتنة في الأطراف بين الضباط والجنود من خلال بث مشاهد ومقاطع مصورة أخرى تبث روح الهزيمة والخوف لدى الجنود، وتشعرهم بأنهم اللقمة السائغة والهدف السهل للتنظيم في سيناء.
وتابع المرصد: «الإصدار المصور الأخير، الذي يأتي بعد يومين فقط من تفجير كنيستين في الغربية والإسكندرية، يرسل رسالة أساسية مفادها أن الجنود هم دروع لحماية ضباط قوات الجيش والشرطة، إلا أن هذه الرسالة تحمل مضامين أخرى لم تصرح بها تلك التنظيمات، فمحاولة تحييد الجنود في معركة تطهير سيناء من الإرهاب، تؤكد أن الجنود يمثلون حجر عثرة وحائط صد منيعا أمام توغل العناصر التكفيرية في سيناء، وأنهم يقدمون التضحيات تلو التضحيات فداء للوطن دون كلل أو ملل، وأن هذه التنظيمات الإرهابية تشعر بأن التغلب على الجنود والنصر عليهم في سيناء أمر لا يمكن أن يتحقق؛ لذا يعزفون وتر المشاعر وبث الرعب والخوف بين صفوفهم ودفعهم للهرب من الخدمة العسكرية الوطنية، وإحداث الوقيعة بين الجنود وضباطهم كي تضعف قوة الجيش وشوكته؛ لتتمكن تلك التنظيمات من تنفيذ أهدافها الخبيثة في سيناء».
وأشار إلى أن التنظيم يسعى في المركز (القاهرة والدلتا) لإحداث الوقيعة والفتنة بين مسلمي الوطن ومسيحييه، بهدف تمزيق المجتمع المصري وشق صفه وقطع الرباط الذي يجمع المصريين جميعا إلى يوم القيامة، ووضح هذا الأمر جليا من خلال سلسلة الإصدارات التي تنال من المسيحيين المصريين، والعمليات الإرهابية التي تستهدف الكنائس لترسل رسالة للداخل المصري أن دماء المسيحيين هي هدف التنظيم، إلا أن القدر شاء أن تكون دماء المسلمين والمسيحيين واحدة في مواجهة عبوات التنظيمات الإرهابية الناسفة.
وشدد المرصد على أنه سيخيب عمل هؤلاء الإرهابيين ويفسد مسعاهم تحت وطأة التماسك المصري بين الشعب وقيادته السياسية، التي اختارها بكامل إرادته ومنحها تفويضا لمكافحة الإرهاب، وأعلن الشعب دعمه لتلك القيادة السياسية بالنفس والنفيس لعبور المؤامرة التي يتم نسج خيوطها في الداخل والخارج.