صعدت أسعار النفط، صباح اليوم، لتتجه العقود الآجلة للخام صوب أطول فترة مكاسب متصلة منذ أغسطس 2016، مدفوعا لأنباء عن سعي السعودية لحشد تأييد أوبك ومنتجين مستقلين لتمديد خفض الإنتاج إلى ما بعد التصف الأول من عام 2017، لتصعد العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا أو ما يعادل 0.36 بالمئة إلى 56.43 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ مطلع مارس الماضي.
لكن، مع بداية التداولات الأمريكية قلص النفط من مكاسبه الصباحية ليصل خام برنت القياسي إلى 56.32 دولار للبرميل، بحلول الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت جرينتش.
وتوقع إبراهيم المهنا، مسؤول سابق في وزارة الطاقة السعودية، أن تصل أسعار النفط إلى 60 دولار للبرميل في السنوات الثلاث القادمة، على أن تواصل الارتفاع لتتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل في السنوات العشر التالية، وهو الأمر الذي سيعيد التوازن إلى السوق، قائلا: «إذا ظلت أسعار النفط في نظام 60 دولارا على مدى السنوات الثلاث القادمة ثم ارتفعت تدريجيا خلال العقد القادم لتتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل، وهو السعر المثالي بالنظر لزيادة تكلفة الإنتاج، فإن المعروض النفطي سيكون قريبا من الطلب نتيجة لزيادة الاستثمارات في قطاعي النفط والطاقة».
وأضاف أنه من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط بواقع مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا كل عام، مما سيرفع الاستهلاك العالمي في عام 2027 إلى 108 براميل يوميا على الأقل من 98 مليون برميل يوميا حاليا.
وخفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنتاجها في مارس الماضي بأكثر مما تعهدت به في إطار اتفاق لخفض الإمدادات، وأفادت بأن مخزونات النفط هبطت في فبراير مما يشير إلى أن جهودها للتخلص من تخمة المعروض التي تضغط على أسعار النفط العالمية تلقي نجاحا، والتزمت دول أوبك بالخفض بنحو 104% في المتوسط، لكن رفعت المنظمة أيضا توقعاتها لإمدادات الخام من الدول غير الأعضاء خلال العام الجاري، حيث يشجع تعافي الأسعار شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكية على ضخ المزيد مما يقلل الطلب على إنتاج المنظمة هذا العام.
وتخفض أوبك إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يوميا، من أول يناير 2017 ولمدة ستة أشهر، وهو أول خفض في ثماني سنوات للتخلص من تخمة المعروض، واتفقت روسيا وعشرة منتجين من خارج أوبك على خفض الإنتاج بنصف المقدار المذكور سابقا.
وتبنت أوبك نظرة متفائلة لتوقعات السوق في تقريرها الشهري، وأفاد التقرير «رغم بعض المخاطر النزولية فإن التوقعات العامة لنمو الطلب على المنتجات النفطية في الأشهر المقبل تظل صعودية».
وأوضحت اوبك أن عودة المصافي من الصيانة الدورية والطلب الجيد بجانب الالتزام المرتفع الملحوظ في تعديلات إنتاج أوبك وغير الأعضاء سيحسن استقرار السوق ويقلص تقلبات الأسابيع الأخيرة.
وقالت مصادر لرويترز، الشهر الماضي، إن المنظمة تدرس تمديد الاتفاق لما بعد يونيو، وإن معظم الأعضاء بما في ذلك السعودية والكويت يميلون نحو التمديد في حالة موافقة جميع المنتجين، بما في ذلك غير الأعضاء في المنظمة.
وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستخفض إنتاجها من النفط الخام 300 ألف برميل يوميا بنهاية إبريل الجاري، كما هو متفق عليه مع كبار المنتجين الآخرين، وتزامن قرار الخفض مع استعداد بعض الشركات الروسية لزيادة إنتاجها بعد سنوات من الاستثمار في الحفر وحقول جديدة، لكن نوفاك أبلغ الصحفيين بأنه لا توجد شكوى من الشركات بخصوص اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي.