مدينة طابا العزيزة على قلب كل مصرى دخلت دائرة النسيان سياحياً منذ ثورة 2011.. فنادق كثيرة أغلقت أبوابها.. والعاملون عادو لبيوتهم بعد ان أنقطعت الأفواج السياحية عن هذه القطعة الرائعة الجمال من أرض مصر.
أحد الذين تضرروا من إغلاق الفنادق وتوقف السياحة عن طابا كتب إلى ملحق سياحة وطيران مأساة طابا يقول:
مدينة طابا العزيزة على قلب كل مصرى دخلت دائرة النسيان سياحيا منذ عام 2011.. ونتيجة للوضع الأمنى المضطرب والحظر المفروض على جنوب سيناء تم تخفيض حجم الأعمال بمشروع مرتفعات طابا، نتيجة الانخفاض الملحوظ فى نسب الإشغال بفنادق مرتفعات طابا فى ظل إصدار قرارات بحظر السفر من جانب بعض الدول الأجنبية، وعدم استقبال رحلات الطيران الدولية بمطار طابا، وتباطؤ حركة السياحة بالمنتجع، وأخيراً جاءت كارثة الطائرة الروسية فى نهاية عام 2015 والتى أدت إلى غلق 5 فنادق من إجمالى 6 فنادق بالمنتجع حتى منتصف 2016. غير أن الشركة المالكة واصلت جهودها لتنشيط السياحة لمدينة طابا، وقامت بإعادة فتح فندقين بحيث بلغ إجمالى الفنادق العاملة فى المنتجع 3 فنادق.
■ التحديات التى تواجه قطاع السياحة فى مدينة طابا
غير أن هناك العديد من التحديات التى تواجه مدينة طابا، وتقف حائلاً أمام عودة معدلات السياحة لسابق عهدها بالمدينة خاصة بعد توقف جميع السياحة الوافدة من الأسواق الأوروبية إلى طابا.
وفيما يلى أهم هذه التحديات:
1- عدم وجود وسيلة مناسبة للوصول إلى طابا، حيث إن الوسيلة المتاحة هى فقط خط أتوبيس شرق الدلتا الذى يعتبر غير مناسب على الإطلاق لجذب السياحة المحلية والأجنبية، فضلاً على الصعوبة الشديدة للإجراءات الأمنية الخاصة بتفتيش السائحين فى الطريق المؤدى إلى طابا.
2- توقف مطار طابا تماماً، بحيث لا يوجد أى رحلة اعتيادية، ولو مرة واحدة فى الأسبوع، من شركات الطيران الوطنى كمصر للطيران وغيرها، مثل كل المدن السياحية الأخرى للسماح للسياحة المحلية على أقل تقدير للوصول إلى طابا بطريقة مناسبة، خاصة بعد الحادثة الأخيرة فى طريق الوسط.
3- كما أنه وبعد إغلاق مطار طابا لعدة سنوات، فإن المساعى الحثيثة التى يقوم بها حالياً رئيس شركة أوراسكوم القابضة للتنمية لجذب السياحة الأوكرانية وتشغيل رحلة دائمة من أوكرانيا وإلى مدينة طابا بدءاً من مارس 2017 باءت بالفشل، حيث تم التعليق من قبل الجهات الأمنية المعنية أثناء وجود أحد مديرى الأمن الخاص بشركة السياحة الأوكرانية بأن المطار غير جاهز من ناحية سلامة وأمن السائحين، مما يعكس عدم توافر النية فى إدراج مدينة طابا على الخريطة القومية السياحية.
4- تقوم هيئة تنشيط السياحة بقصر أنشطتها الترويجية من خلال تقديمها لرحلات تنشيطية لمدينة شرم الشيخ بشكل مباشر، بحيث لا تمتد إلى مدن الجنوب كطابا وغيرها للترويج لها، مما يؤكد على عدم وضع مدينة طابا على الخريطة السياحية بالرغم من الاستثمارات الكبيرة والمنفذة حالياً.
5- عدم وجود أى تغطية إعلامية أو تسويقية عن مدينة طابا حتى على مستوى الأسواق المحلية، فهناك الكثير من الأحداث السياحية التى تمر بمدينة طابا دون أى تغطية مناسبة كالمدن الأخرى.
■ مقترحات لإعادة السياحة إلى طابا
لإعادة السياحة إلى طابا يجب تنشيط السياحة البينية بين مصر والأردن، وبالتالى تنمية السياحة فى منطقة خليج العقبة وجنوب سيناء:
1- السماح للأجانب غير المصريين وغير العرب بإقامة رحلات سياحية بطريقة الاتجاه الواحد، عبر مارينا طابا هايتس الدولى بحيث يكون على السائح الدخول والخروج من أى نقطة دخول تابعة لطابا كمثل مارينا طابا هايتس الدولى ومعبر طابا البرى ومطار طابا الدولى ومطار شرم الشيخ الدولى والخروج من أى منفذ شرعى.
وسوف يعمل هذا المقترح على خلق مجموعة من البرامج السياحية التى من دورها سوف تساهم فى تنمية وتشجيع السياحة وزيادة أرباح الشركة بقيمة تقريبية تتراوح ما بين 50 إلى 100 ألف دولار سنوياً كدخل مباشر بالإضافة إلى انتعاش الأماكن السياحية التى من ضمنها طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ وسانت كاترين والعقبة وغيرها.
2- العمل على إيجاد آلية لتنشيط السياحة بين دول خليج العقبة وفتح أسواق جديدة باستخدام الخطوط السياحية بين «مصر- السعودية- الأردن»، بحيث يتم التنسيق لعمل رحلات بحرية بالمراكب السريعة تتضمن الدول الثلاث لاستقطاب السياحة الوافدة بين الدول والعمل على جذب المغتربين فى الدول الثلاث للرزم السياحية والتى تشمل العديد من البرامج.
3- العمل على إيجاد آلية لتنشيط السياحة عن طريق استخدام محاور «مدينة الغردقة- مدينة شرم الشيخ- مدينة طابا» بعمل خطوط سياحية تتضمن هذه المدن السياحية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المقترح معروض بالفعل على طاولة المفاوضات، وقريباً سوف يتم تشغيل مركب عن طريق شركة الجسر العربى للربط بين المدن الثلاث للسماح لوكلاء الشركات السياحية، بإعداد برامج سياحية تسمح للسائح بزيارة مدن البحر الأحمر وخليج العقبة، خلال فترة الإجازة، مع ضرورة تذليل عقبات أسعار النقل البحرى.
4- العمل على إيجاد آلية للسوق المصرية للاستفادة من رحلات البتراء للمصريين، على أن تكون عبر مارينا طابا هايتس ليتم السماح للمصريين بالسفر من مارينا طابا هايتس والرجوع مرة أخرى بغرض السياحة فقط مع وضع الضوابط المناسبة لضمان الآلية السياحية فقط بين البلدين.
■ ترى هل نحن قادرون على تنفيذ بعض هذه الأفكار لإعادة السياحة وطابا إلى الحياة مرة أخرى؟!
