تصدرت الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها مصر، الأحد، اهتمامات الصحف الكويتية الصادرة، صباح الثلاثاء، وجاءت المقالة الافتتاحية لصحيفة «السياسة» الكويتية بقلم رئيس التحرير الكاتب الصحفي أحمد الجار الله تحت عنوان «جرحكم جرحنا يا أقباط مصر».
وقال الكاتب: «أيها الأقباط.. يا أصل مصر، جرحكم جرحنا ودمكم دمنا حرام على كل المسلمين المؤمنين بالله الواحد الأحد البريء من كل المجرمين المتسترين بعباءة الدين المغسولة أدمغتهم بأن ما يفعلونه يدخلهم الجنة لكنهم مخطئون، فطريقهم إلى جهنم وبئس المصير، لا يُغفر لهم لأنهم يدرون ما يفعلون يدرون أنهم شياطين ترسلهم شياطين كي يفسدوا براءة وحدة المصريين».
وأضاف: «أيها الاقباط.. يا أبناء مصر التي قال فيها العزيز الحكيم، ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، يا من استقبلتم عمرو بن العاص بالتهليل، لإنقاذه لكم من براثن الحكم الروماني، ما جرى في الكنائس ليس من شيم المسلمين ولا المصريين ولا العرب، بل هو فعل من لا يريد لبلدكم الاستقرار، الذي كلما تعافى من وعكة عاجلته يد الغدر بطعنة، لكن مهما أدمت فلن تستطيع قتل روح المسالمة المتسامحة التي قامت عليها هبة النيل منذ آلاف السنين».
واستكمل الجار الله حديثه الموجه إلى أقباط مصر، قائلا: «اليوم أنتم أمام التحدي الأكبر، فلا تهن عزيمتكم بالتصدي لمأفون يوسوس له مأفون لكي ينفذ شيطانه من ثقب التفرقة إليكم».
وأضاف: «ضحايا الكنيستين، بمشيئة الله، شهداء افتدوا بدمهم وحدة المصريين جميعا، ومن آذاهم مثواه النار لأن إيمانه زيف وأوهام، وطالب الجار الله المصريين بالتوحد في مواجهة الإرهاب قائلا «أيها المصريون عضوا على وحدتكم بالنواجذ، مسلمين ومسيحيين، فالتاريخ الذي جمعكم على العيش في وطن واحد أكبر بكثير من أي ريح قد تهب من أوكار المنحرفين عن الدين والإسلام، من يقتلون النفس التي حرم الله قتلها بغير حق».
وتابع: «نعم، من يرتكب تلك الجرائم ضد مصر ينفذ أجندة سياسية وضعها من يتربص بالدولة العربية الأكبر، لأنه مدرك أنها إذا سقطت في فخ الفوضى عم الخراب العالم العربي، ولهذا أرعبهم تغلبها في السنوات الثلاث الماضية على كل المصاعب بعزيمة البناء الصلبة التي اعتدتم عليها يا من أوصى بكم الرسول الكريم خيرا، لذلك من يحمل الضغينة لكم ليس مسلما، لأنه يخالف وصية النبي محمد، صلى الله عليه وسلم».
وأضاف: «هذا المعتدي المجرم يدرك أن خير مصر يعم المسلمين والمسيحيين، كما يعم العالمين العربي والإسلامي، ويرى في تعافيها المسمار الأخير في نعش وحش التطرف الذي ينهش في جسد الأمة، ويفرق بين أبناء الوطن الواحد».
وتابع: «هؤلاء ينظرون بعين الحسرة إلى ما تحقق من نجاحات على صعيد العلاقات المصرية العربية والدولية، وعودة الثقة العالمية بالاقتصاد المصري، لذلك يسعون إلى جعل بلادكم خرابا تنعق فيها بوم الفوضى كي يشبعوا غليل الحقد عليكم لإفشالكم مخططاتهم».
واستكمل: «ثقوا أيها المصريون، أقباطاً ومسلمين، أن جنودكم الذين قال فيهم رسول الله. «إنهم خير أجناد الأرض، نجحوا في التصدي للخارجين على كل ناموس ودين في سيناء، وقادرون على تجفيف البؤر الإرهابية الآسنة، وحماية مصر لتبقى قوية كما كانت على مر الزمن، ففي حين كانت تسقط من حولها الامبراطوريات كانت هي تزداد صلابة ومنعة».
واختتم الجار الله مقاله، قائلا: «مصر هذه لا تهزها جريمة من لعبت فيه شياطين الكفر، ولذلك ستبقى بأهلها جميعاً عصية راسخة كأهراماتها، يصدح الأذان من مآذنها متسقاً مع صوت أجراس الكنائس».