تجاهلت غالبية القنوات الفضائية المظاهرات والاحتجاجات التى جابت شوارع القاهرة ومحافظات أخرى، الثلاثاء ، وشارك فيها آلاف المواطنين، وأسفرت عن مصرع أربعة، بينما خصص التليفزيون المصرى فترات بث طويلة لمتابعة تطور الأحداث والمظاهرات فى لبنان، وسيطر قرار النائب العام بحظر النشر فى قضية تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية على معظم برامج «التوك شو» فى الفضائيات.
قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام لبرنامج «مصر النهارده» الثلاثاء : «يجب ألا ننزعج مما شهدته مصر من احتجاجات، فمعناه وجود حراك سياسى، حيث مثل المشاركون ربع سكان مصر، وتراوحت أعمارهم بين 18 و20 سنة، وهو ما يعنى بالنسبة له عدم القدرة على إقناعهم بالتطور التاريخى، بما يتطلب ضرورة مراجعة الدولة لطرق تعاملها مع الجيل الجديد بحيث لا تتناقض مع طموحاته».
وأضاف: «المتظاهرون لم يرفعوا لافتة واحدة تتكلم عن البطالة لكن تكلموا عن الظلم والفساد والعدالة الاجتماعية وكلها شعارات عامة، وهؤلاء الشباب لا يريدون فرصة عمل عادية لكنهم - على حد قوله - يريدون عملاً بأجر كبير يضمن لهم حياة كريمة كأى شاب فى العالم».
وأشار إلى أن المظاهرات فى مصر لا تحدث فجأة، وتابع: «مع كل الاحترام لحكومة الدكتور نظيف إلا أنها فقدت قدرتها على إلهام الناس بأفكار جديدة، فالحكومة قادرة على حل المشكلة بتعيين كل الشباب برواتب لا تتجاوز 50 جنيها، وهو ما يعنى التراجع عن الإصلاحات الاقتصادية التى حققناها خلال السنوات الماضية».
وقال: «إلا أن هذا الشباب لا يريد فرصة عمل فقط وإلا تم حلها، فالشباب من حقه العمل بوظيفة منتجة يحصل خلالها على رواتب تسمح له بالحياة الكريمة المستورة، ولكن الحكومة فقدت الكثير من رحيقها منذ الأزمة الاقتصادية العالمية وفكرة تخطيها بسلام جعلتنا نقف فى موضعنا، وما حدث اليوم هو بمثابة جرس إنذار مهم لأنه لا توجد نقطة يقف عندها الإصلاح السياسى والاقتصادى فى المجتمع».
بينما وصف أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام، المظاهرات والاحتجاجات بأنها محاولة «دنيئة» من الإخوان المسلمين لزعزعة استقرار البلاد، على حد وصفه، خلال استضافته فى برنامج «الحياة اليوم» الثلاثاء ، وتابع قائلا: «إن هذه المظاهرات نوع من أنواع الابتزاز السياسى للحزب الوطنى والنظام فى مصر»، وقال: «الحكومة باستطاعتها حشد 10 ملايين مواطن فى الشارع لتأييدها، واحتجاجات ما سموه بـ(يوم الغضب) لا تأثير لها على الحكومة إطلاقا».
واكتفى برنامج 90 دقيقة بتغطية أحداث يوم الغضب هاتفيا، وقال الناشط جورج إسحاق إن «الشرطة التى جابهت الاحتلال واحتفلنا بعيدها الثلاثاء مختلفة عن الشرطة التى تجابه شعبا بأكمله لحماية النظام»، لافتا إلى أن دور الشرطة الآن ينحصر فى فض المظاهرات والاعتداء على المواطنين، وسحلهم داخل الأقسام، بينما حذر محمد هيبة، أمين الشباب بالحزب الوطنى الديمقراطى، من المحاولات الخارجية لزعزعة أمن واستقرار مصر من خلال ما وصفهم بـ«الشباب غير الواعى».
وقال أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام، فى مداخلة هاتفية لبرنامج «من قلب مصر»، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على قناة «نايل لايف»، إن حبيب العادلى وزير الداخلية كشف فى حواره مع «الأهرام» عن أن التنظيم الذى قام بتنفيذ حادث القديسين مكون من 19 شخصا معظمهم من المصريين وهو نفسه الذى قام بتفجيرات الحسين، ولم يعلق البرنامج فى أى من فقراته أو اتصالاته على مظاهرات الشارع المصرى.
بينما بدأت قناتا الجزيرة الفضائية والجزيرة مباشر البث الحى لاحتجاجات ميدان عبدالمنعم رياض والتحرير من مكتبها بالقاهرة من خلال تقارير مصورة لآلاف المشاركين فى المظاهرات، موضحة أن سبب تأخرها فى البث كان لأسباب تتعلق باشتعال الأحداث فى لبنان، واستمرت فى تغطيتها المباشرة والإعادات حتى وقت مبكر من صباح الثلاثاء ، مع تواصل مستمر مع تعليقات الجمهور، فيما عرضت قناة الـ«بى. بى. سى» الإخبارية «مشاهدات من يوم الغضب» جاء فيها عرض تقارير مصورة لبعض المتظاهرين فى شوارع القاهرة دون تعليق من مذيعى القناة.