x

أحد السعف.. أسبوع الآلام يبدأ بفرحة وينتهى بـ«جنازة عامة»

الإثنين 10-04-2017 00:13 | كتب: تريزا كمال |
تصوير : اخبار

في الساعة السادسة من صباح أمس، حملت مريم عوض، موظفة بالعقد الرابع من عمرها، أغصان النخيل «السعف» هي وأطفالها الثلاثة متجهين نحو الكنيسة، بعد أن ضفرت ابنتها «توك الشعر والخواتم»، سعيدة ومبتهجة، لكن حادث تفجير كنيسة مارجرجس جاء ليعكر صفو فرحتها.

وقالت مريم إن استقبال السيد المسيح بالسعف والزيتون هو رمز للنصر، إذ نقوم بحمل السعف بأيدينا ونرفعه أثناء قيام القساوسة برش مياه التبرك خلال القداس.

ويقول القس تكلا نجيب، أستاذ التاريخ الكنسى بالكلية الإكليركية بالمنيا، إن قداس عيد أحد السعف مختلف عن كل القداسات، حيث يبدأ بدورة السعف وهى محاكاة لمسيرة موكب السيد المسيح من بيت عينيا إلى أورشليم وهى تخص تقديس السعف، وبعد الدورة لا يوجد تقديس للسعف الذي يكون بركة للسنة كلها. وتابع أن الدورة التي يتجول فيها الشمامسة وراعى الكنيسة حاملين الصلبان المضفرة بالسعف وأغصان النخيل، في منطقة الهيكل «قدس الأقداس» وفى صحن الكنيسة وطرقاتها بمجامر البخور، يقول خلالها المصلون مع الشمامسة لحناً يقال مرة واحدة سنوياً، وهو لحن «مبارك الآتى باسم الرب» ويهتف الشعب: «أوصنا في العالى أوصنا يا ابن داوود»، وعقب ذلك تقام طقوس وصلوات القداس الإلهى المعتاد.

وأكد «تكلا» أنه بعد انتهاء قداس أحد الشعانين، نحو الثانية عشرة ظهرا في أغلب الكنائس، لا ينصرف المصلون بل يجتمعون بصحن الكنيسة لحضور التجنيز العام، ويصطفون لتصلى عليهم جميعا صلوات الجنازة.

ويقول القس «تكلا» إن الغرض الأساسى من صلوات التجنيز للشعب هو خشية أن يتوفى أحدهم في أسبوع الآلام، فهذا التجنيز يغنى عن تجنيز الأربعة أيام التي لا يجب فيها رفع البخور، وهى أيام الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع البصخة المقدسة، وتضع الكنائس الشارات السوداء على أعمدة الكنائس، كما تستبدل الأيقونات العادية بأخرى من الإيقونات الحزينة للسيد المسيح، يتوج بإكليل الشوك وأخرى للسيدة العذراء.

وفسر القس موسى جرجس، راعى كنيسة السيدة العذراء بملوى، سبب عدم إقامة جنازات للمتوفين الأقباط أثناء أسبوع الآلام بأن هناك ثلاثة أسباب رئيسية: الأول أن هذا الأسبوع خصص كنسيا لعمل تذكار آلام وصلب السيد المسيح، والثانى لأن السيد المسيح قد قاسى في هذا الأسبوع آلاما مُرّة، لهذا رأت الكنيسة ألا تشترك في حزن آخر غير حزن السيد المسيح محور اهتمامها، أما الثالث فإن الكنيسة قد خصصت هذا الأسبوع لصرفه في الصلاة والتسبيح والصوم، وهى حزينة على خطايا البشر، مشتركة في آلام السيد المسيح.

يذكر أن الأسبوع الأخير قبل عيد القيامة المجيد يسمى طبقا للإيمان المسيحى «أسبوع الآلام» لأنه يبدأ من السبت «سبت العازر» إلى السبت الآخر «سبت الفرح» السابق مباشرة لعيد القيامة، ويسمى أيضا الأسبوع المقدس والأسبوع الكبير، وهكذا سمى كل يوم من أيام هذا الأسبوع بالكبير: الخميس الكبير، الجمعة الكبيرة وهكذا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية