اعتبر البيت الأبيض أن الحكومة المصرية لديها «فرصة مهمة» للاستجابة لتطلعات الشعب المصرى، وقال يجب على النظام المصرى مواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى يمكن أن تحسن حياة المصريين، والمساعدة فى تحقيق الازدهار.
وأكد البيت الأبيض، فى بيانه الأربعاء، أن «الولايات المتحدة تلتزم بالعمل مع مصر والشعب المصرى لتحقيق هذه الأهداف».
كما كرر فيليب كراولى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مطالبة وزيرة الخارجية لجميع الأطراف فى مصر بضبط النفس، ودعا السلطات المصرية للتعامل مع هذه الاحتجاجات سلمياً.
وأكد أن الولايات المتحدة تؤيد «الحق الأساسى فى التعبير والتجمع للمصريين»، مشيراً إلى خطاب هيلارى كلينتون، فى الدوحة، حين قالت إن شعوب الشرق الأوسط مثل سائر الشعوب فى كل مكان، تبحث عن فرصة للمشاركة، وأن يكون لهم دور فى القرارات التى تشكل حياتهم.
وشدد كراولى على أن الولايات المتحدة ترغب فى رؤية الإصلاح فى مصر، لخلق المزيد من الفرص السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بما يتفق مع تطلعات الشعب المصرى.
ولفت كراولى إلى أن الولايات المتحدة شريك لمصر والشعب المصرى فى هذه العملية، التى ترى الولايات المتحدة أنها ينبغى أن تحدث فى جو سلمى.
وأكد كراولى أن حكومته ناقشت مع الحكومات فى المنطقة ضرورة الإصلاحات وحدوث مزيد من الانفتاح والمشاركة من أجل الاستجابة لتطلعات شعوبها، مؤكداً أن الحكومة الأمريكية ستواصل القيام بهذا الدور.
واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تلك التصريحات «تعبيراً روتينى يصدر فى أوقات الأزمات ومعظمه لا يكون ذى دلالة معينة»، مضيفاً أنه على الحكومة المصرية ألا تظل ساكنة إلى حين تدخل أحد من الخارج.
وأضاف عبدالمجيد لـ«المصرى اليوم» أن الأهم الآن أن تتفهم الحكومة الرسالة التى أرسلها المتظاهرون إليها الثلاثاء فى احتجاجاتهم، بعيداً عن المواقف الأمريكية، مشدداً على أن الاستمرار على الوضع الحالى سيؤدى إلى «عواقب وخيمة».
وقال عبدالمجيد: لم يعد هناك سوى خيارين، إما الإصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى بشكل جدى وتدريجى فى حدود الإمكانيات، أو المخاطرة بانفجار الوضع بشكل يصعب التنبؤ به». بينما قال الدكتور عمار على حسن، الكاتب والخبير السياسى، إن النظام ينتظر «تعليقات الخارج» وأنه يعطى للخارج أولوية عن الشعب المصرى، «لأنه يستمد شرعيته من الخارج وليس من الداخل»، موضحاً أن الشباب الذى نزل إلى الشارع لا يعتمد إلا على سواعده فقط.
واعتبر عمار أن بيان واشنطن يحمل رسالة مفادها أنه آن الأوان لكى يسمع النظام صوت الشعب، مؤكداً أن مظاهرات عيد الشرطة تعتبر «أكبر مظاهرات سياسية فى تاريخ الرئيس مبارك».