x

اليمين الأمريكي يرفض ضرب سوريا ويحذر: «الدولة العميقة» تريد حربًا مع روسيا

خبراء: أفادت ترامب داخليا.. وروسيا لم تتصد للضربة رغم علمها المسبق
السبت 08-04-2017 15:11 | كتب: مروة الصواف |
الولايات المتحدة توجه صاروخ كروز ضد سوريا، 7 أبريل 2017. الولايات المتحدة توجه صاروخ كروز ضد سوريا، 7 أبريل 2017. تصوير : رويترز

عبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في افتتاحيتها، الجمعة، عن ارتياحها من قرار الضربة الأمريكية لمطار «الشعيرات» العسكري السوري بسبب ما رأته بأنه «العدالة» لاستخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوي.

في الوقت نفسه، رأت الصحيفة أنه من الصعب أيضا عدم الشعور بعدم القلق بسبب العديد من الأسئلة التي أثارها قرار الرئيس ترامب، والتي من بينها مدى قانونية الضربة، وما إذا كان القصف الأمريكي استجابة منعزلة لا علاقة لها باستراتيجية أكبر لحل المعضلة المعقدة في سوريا، بجانب الآثار المترتبة على استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري.

وذكرت الصحيفة ضرورة إشراك الكونجرس الأمريكي في رسم السياسة طويلة الأمد نحو سوريا.

كما أشارت الصحيفة إلى تأثير الضربة العسكرية الأمريكية على السياسة الداخلية الأمريكية وإدارة الرئيس دونالد ترامب قائلة: «سمحت الضربات الجوية لترامب، الذي تمتلئ رئاسته بالعثرات، ليفصل نفسه عن الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي هدد بعمل عسكري في حال وقوع هجوم كيماوي ولكن بعد هذا الهجوم، اختار مسار آخر».

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن التغيير المفاجئ في موقف ترامب من سوريا فاجأ خبراء السياسة الدولية.

ونقلت الصحيفة عن نائب مستشار الأمن القومي السابق لجورج بوش، جيمس جيفري، قوله بإن اللغة الدولية التي استخدمها ترامب لها «أهمية كبيرة»، وتعني تحولا في لهجة العزلة التي تبناها خلال حملته.

ومن جانبهم، اعترض اليمينيون المتطرفون من أنصار ترامب الجمعة على قرار الضرب معتبرين أنه بدأ يتخلى عن مواقفه القومية التي دافع عنها خلال الحملة الانتخابية.

قال أحد قياديي حركة «آلت رايت» القومية للبيض، مايك سيرنوفيتش، إن «كل الذين كانوا يؤمنون بوفاء ترامب الكامل تلقوا إنذارا اليوم».

وأضاف: «نعلم أن (الأسد) لن يسمم شعبه، وأن (الدولة العميقة) تريد حربا مع روسيا وتستخدم الهجوم بالغاز في سوريا الذي هو خدعة في الواقع لإطلاق حرب عالمية ثالثة».

واتهمت الحركة ترامب بالتخلي عن المواقف الانعزالية التي أعلنها خلال حملته الانتخابية مستخدمة هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي «سوريا خدعة»

تساءل مسؤول موقع «إنفو وورز» من اليمين المتطرف، اليكس جونز، أنه إذا رضخ ترامب «للجبهة المعادية لسوريا لإثبات أنه ليس دمية بيد روسيا، فلن يتوقفوا عند هذا الحد».

في السياق نفسه، أيدت غالبية المحافظين التقليديين الضربة على القاعدة العسكرية في سوريا كإجراء عقابي حول الهجوم الكيميائي وتحذير في الوقت نفسه إلى النظام السوري. وصرح أحد محرري موقع «برايتبارت»، الذي كان يديره مستشار ترامب المقرب، ستيفين بانون، على حسابه في موقع «تويتر» إن «بانون» كان ضد الضربة.

وعلى الجانب الآخر، رفض المفكر الأمريكي، المعارض لترامب، ستيفين والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة «هارفارد»، قرار الضربة أيضا، وذلك في مقال بمجلة «فورين بولسي» الأمريكية.

وأضاف أنه يجب أن تتعلم الولايات المتحدة من أخطائها في التدخل العسكري في الشرق الأوسط في السنوات الماضية، قائلا: «لسوء الحظ، فإن العديد من الجماعات التي تقاتل (الأسد) ليست أفضل منه وتعادي الولايات المتحدة. في كل مرة نحاول فيها دعم (المعتدلين) السوريين ننتهي، دون قصد، إلى توجيه المزيد من الأسلحة إلى الجهاديين الخطرين».

ومن جهتهتا، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن القصف الأمريكي، يعد «هجوما ضيقا جد»، ورأت الصحيفة أنه «يبدو أنه مصمم للمعاقبة دون أن يثير رد فعل كبير من روسيا أو إيران»، وأوضحت أن الضربة لم تستهدف قيادة النظام السوري أو سعت إلى إضعاف قدراته على الاستمرار في الحرب.

وذكرت الصحيفة ما قاله مسؤول أمريكي بعد الضربة بأن الولايات أعلمت الجانب بشأن الضربة، والذي أكد أن القصف كان يهدف إلى تجنب الطيارين وعمال الصيانة الروس وغيرهم من أفراد الجيش الذين يسيطرون على أجزاء مختلفة من مطار «الشعيرات» المقصوف.

ولفتت أنه مع ذلك، فإن موسكو لم تترجم المعلومات إلى عمل جوهري للدفاع عن نظام بشار الأسد، نظرا لأن القوات الروسية في روسيا لم تحاول أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لإسقاط الصواريخ الأمريكية أو مضايقة الطائرات الأمريكية العاملة في المجال الجوي السوري كجزء من المعركة الأكبر ضد «داعش».

وبحسب الصحيفة، فإن بعض المحللين يرى أن الروس ضاقوا من الصراع السوري وبشار الأسد. وقال محلل سوريا في معهد «واشنطن» لدراسات الشرق الأوسط أندرو تابلر، أن «روسيا واجهت وقتا صعبا جدا لإقناع الأسد الجلوس إلى طاولة المفاوضات بأي طريقة مجدية».

وتساءلت مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن ما إذا كانت الدوافع الحقيقية وراء الضربة الأمريكية هو «سعي إدارة ترامب لنفي تهم التعاون مع روسيا خلال الانتخابات الأمريكية».

وذكرت الصحيفة أن تغيير موقف ترامب من النظام السوري، وتأيده لضربات أمريكية بعد معارضتها لسنوات هو أن قصة تعاون فريق ترامب مع روسيا خلال الانتخابات ألقت بظلالها على جميع المبادرات السياسية لإدارة ترامب. ومن الواضح أن وضع حد للقصة يعد إحدى الأولويات الرئيسية للإدارة الأمريكية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية