x

مصر والضربة الأمريكية في سوريا.. حسابات الربح والخسارة (تقرير)

السبت 08-04-2017 12:29 | كتب: رضا غُنيم |
غارات جوية على منطقة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، يشتبه أنها احتوت على غازات سامة، 4 أبريل 2017. - صورة أرشيفية غارات جوية على منطقة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، يشتبه أنها احتوت على غازات سامة، 4 أبريل 2017. - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

بينما تدين بعض الدول الضربة الأمريكية في سوريا، وتؤيدها دول أخرى، خرجت مصر ببيان ملخصه أنها تتمسك بالحل السياسي للأزمة.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في مؤتمر صحفي، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، إنه أمر بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شُن منه الهجوم الكيميائي.

الضربة الأمريكية أيّدتها الدول المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، فيما أدانتها دول مؤيّدة للنظام، من بينها روسيا، وإيران.

واكتفت مصر بمناشدة كل الأطراف اللجوء للحل السياسي، دون إدانة الولايات المتحدة أو حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.

يقول طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان وزارة الخارجية يُعبر عن موقف مصر المعروف من الأزمة السورية، موضحاً أن القاهرة ترغب في الحل السلمي دون اللجوء إلى الوسائل العسكرية.

ويضيف فهمي، لـ«المصري اليوم»، أن البيان احتوى على جمل إنشائية، لكنه متزن، ومتوافق مع رؤية النظام في مصر للأزمة السورية، مشيراً إلى أن البيان ليس صدامياً مع أحد.

يتفق معه في الرأي، الدكتور مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، بقوله إن مصر امتنعت عن تأييد الضربة الأمريكية أو إدانة بشار الأسد في استخدامه للأسلحة الكيماوية، وفق الرؤية الأمريكية والغربية.

وحسب «السيّد»، ألقت مصر بالمسؤولية على عاتق الدول الكبرى للوصول إلى تسوية سياسية تُنهي المأساة السورية.

يشار إلى أن الأسد ظهر تليفزيونياً في العام 2015، مع قناة «المنار» المُقربة من «حزب الله» اللبناني، وقال إن التواصل بين بلاده ومصر لم ينقطع، موضحاً وجود تواصل بين القاهرة ودمشق على مستوى مسؤولين أمنيين.

وخلال فترة التوتر «المصري- السعودي» في النصف الأخير من عام 2016، وتحديدا في شهر أكتوبر، زار اللواء على مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، القاهرة بناء على دعوة من مصر، والتقى خلاها بعدد من المسؤولين الأمنيين أبرزهم اللواء خالد فوزي، مدير جهاز المخابرات العامة.

بعدها بأقل من شهر، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مقابلة مع التليفزيون البرتغالي، أن مصر تدعم الجيش السوري، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها مصر رسمياً دعمها لجيش بشار.

يقول فهمي إن مصر لديها القدرة على التحرك بحرية في الملف السوري للوصول لتسوية سياسية، لارتباطها بعلاقات جيّدة مع طرفي الأزمة دولياُ (روسيا وأمريكا)، مفضلاً أن تتجاوز الأطراف الإقليمية، لأنها لها مصالح مباشرة في سوريا.

ويضيف أن من الممكن أيضاً أن تستقبل القاهرة الأطراف السورية المتنازعة، كما فعلت من قبل، لتقرّيب وجهات النظر بينهما.

يختلف معه في الرأي مصطفى كامل السيّد بقوله إن الهدف ليس جمع الأطراف بقدّر ما يتوجب على مصر إعلان رؤيتها لحل الأزمة بعيداً عن المبادئ العامة، متابعاً: «يجب أن تعلن التنازلات المطلوبة من المعارضة والنظام. وليس مجرّد الحديث عن سياسات عامة».

الخلاف «المصري- السعودي» وصل إلى أشده بعد تصويت مصر للمشروع الروسي بخصوص سوريا في مجلس الأمن، على عكس موقف السعودية التي تبنت المشروع الفرنسي، ما أثر بشكل كبير على العلاقة بين البلدين. هذا الخلاف لن يتكرر، وفق مصطفى كامل السيّد، هذه المرة، لأن الموقف المصري من الضربة الأمريكية ليس صدامياً مع أي طرف.

بدوره، يقول فهمي: «مصر والسعودية حريصتان على العلاقة المشتركة بينهما، ولن تدخل في موقف صدامي معها، رأسا السلطة في البلدين يدركان ذلك جيداً»، مشيرا إلى أن مصر تتعامل مع العلاقات الإقليمية وفق مصالحها المباشرة، والتي تتطلب حالياً عدم الصدام مع أي طرف.

الأمر نفسه مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفق «فهمي»، إذ إن القاهرة مازالت تتحسس علاقتها مع إدارة الرئيس ترامب، وحريصة على زيادة التعاون الثنائي في كل المجالات.

يقول «فهمي»: «مصر طرف مثل كل الأطراف في قضايا المنطقة، لكنها ليس طرفا فاعلا في سوريا. ليس بيدها تحريك للأمور للأفضل أو الأسوأ. النظام المصري تعامل حالياً بمصلحة مباشرة مع كل القضايا، ويفضّل عدم الصدام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية