نفدت الخيارات أمام إشراقة يوسف مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء بالعاصمة السودانية الخرطوم، فقررت الاستجابة إلى دعوة الجمعية السودانية لحماية المستهلك ومقاطعة اللحوم بجميع أنواعها.
وخلال اليومين الماضيين يتناول أطفالها طعاماً نباتياً لتوفير المال فى جزء منه وتضامنا مع الاحتجاج أيضا. وتقول إشراقة: «اللحوم باهظة الثمن، لذا فمن اليوم لن نشترى لحوما».
وتأمل الجمعية السودانية لحماية المستهلك، التى تنظم حملة المقاطعة، أن تتحول الحملة لحركة جماعية ضد ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وحسب تقديرات الجهاز المركزى للإحصاء فى السودان ارتفعت أسعار اللحوم بأكثر من 41% خلال أغسطس، مقارنة بنفس الفترة فى العام الماضى على خلفية ارتفاع التضخم الذى اتهمت الحكومة محتكرين ومخزنين بالتسبب فيه، بينما يقول منتقدون إن سببه هو سوء الإدارة الحكومية. ووصل التضخم الإجمالى إلى 21.1% فى الشهر نفسه مقارنة بنسبة 17.6% قبل عام.
وقال ياسر ميرغنى عبدالرحمن، رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك: «اللحوم أصبحت باهظة الثمن رغم أنها تنتج فى أغلبها محليا. لا يوجد من يبرر ارتفاع الأسعار». وأضاف وهو يوزع ملصقات للحملة فى وسط الخرطوم: «يصل سعر كيلو اللحوم إلى 30 و36 جنيها سودانيا (حوالى 80 جنيهاً مصرياً) رغم أن سعرها فى العام الماضى كان عشرين جنيها». وأكد عبدالرحمن أن «الحملة ستمتد لمنتجات أخرى، الحليب والخضروات مثل العدس غالية جدا هى الأخرى».
وتأتى الاحتجاجات فى وقت صعب على نحو خاص بالنسبة للاقتصاد السودانى المثقل بسنوات من الحرب الأهلية وعقوبات اقتصادية أمريكية، إضافة إلى استقلال جنوب السودان، الذى أخذ معه 75% من احتياطات النفط السودانية، شريان الحياة لاقتصاد البلاد.
