شنت القوات التابعة للقذافي، في مدينة بني وليد، السبت، هجوماً بالصواريخ استهدف موقعاً لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الثوار الليبيين، فيما أكد عبد الله كنشيل، المسؤول في المجلس الانتقالي، كبير المفاوضين مع قبائل بنى وليد، استمرار المفاوضات مع قيادات القبائل ومقاتلي العقيد الليبي معمر القذافي، رغم المعارك.
وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية سيارات الإسعاف تنقل مقاتلين أصيبوا أو قتلوا في الهجوم، الذي استهدف موقعاً يتمركز فيه الثوار ويبعد كيلومترات قليلة عن وسط المدينة، وسط دوي أصوات الانفجارات والرصاص.
وقال أحد المقاتلين ويدعى عمر علي رمضان: «مسحوا الموقع بالكامل، بعدما استهدفوه بصواريخ من نوع (جراد)»، وأضاف: «فيما كان يحتمي مع مقاتلين آخرين قرب منزل مهجور وسط دوي انفجارات في مكان قريب، سقطت نحو سبعة صواريخ على الموقع الذي كنا نتمركز فيه».
وقال «كنشيل»، كبير مفاوضي المجلس الانتقالي، مع قادة قبائل بني وليد: «إن المفاوضات بين قيادات القبائل انتهت باتفاق كامل، على أن يدخلوا الثوار سالمين للمدينة، مشيراً إلى أن المفاوضات لم تنقطع مطلقاً مع مقاتلي القذافي، رغم المعارك.
وأوضح «كنشيل» أن مقاتلي القذافي استخدموا أسلحة متطورة خلال المواجهات، مشيراً إلى أن كتائب القذافي واجهت قوات الثوار بمقاومة شديدة مستخدمة صواريخ من طراز«جراد»، وبنادق قنص.
وأشار إلى أن كتائب القذافي تتمركز داخل المناطق السكنية، مما أثر سلبياً على دخول الثوار المدينة، مؤكداً أن الثوار نجحوا في إخلاء المدخل الشمالي ومنطقة السوق بالكامل من السكان وتوفير مأوى لهم في مدينة طرابلس.
من جهة أخرى، أكد القائد الأعلى للمجلس العسكري، سالم جحا، أن ستة آلاف مقاتل تابعين للمجلس الانتقالي منتشرين على جبهة مدينة سرت، مضيفا أن مسألة سرت أصبحت محسومة، وأن التركيز في العمليات العسكرية يتجه نحو جنوب المدينة.
من جانبه، قال حلف شمال الأطلسي «ناتو»، السبت، إنه سيراجع المزاعم، التي تقول إن غاراته الجوية على مدينة سرت المحاصرة، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مثل هذه المزاعم نادرًا ما ثبت صدقها في الماضي.
وقال المتحدث باسم الحلف، رولاند لافوي: «غالبا.. ما يتبين أنها (تلك المزاعم) لا أساس لها من الصحة أو غير حاسمة.. وهو الحال مع كل غارات الناتو.. ويتم إجراء تقييم شامل بعد ذلك، وهو ما يسمح لنا بتمحيص تلك المزاعم والتأكد مما إذا كان لها أساس من الصحة أم لا».
كان موسى إبراهيم، الناطق باسم القذافي، قد أخبر محطة «الرأي» الإخبارية السورية بأن نحو 354 مدنياً قتلوا خلال غارات (الناتو) على سرت الجمعة».