x

مرشحو الرئاسة الفرنسية يعرضون برامجهم الانتخابية في مناظرة تاريخية

الأربعاء 05-04-2017 12:32 | كتب: أ.ش.أ |
المرشح اليمني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا فيلون مع زوجته - صورة أرشيفية المرشح اليمني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا فيلون مع زوجته - صورة أرشيفية تصوير : E.P.A

في مناظرة تلفزيونية تاريخية، التقى مرشحو الرئاسة الفرنسية الأحد عشر؛ للتأكيد على جدوى برامجهم الانتخابية ولمحاولة كسب تأييد النسبة العالية من الفرنسيين المترددين أو الذين قرروا مقاطعة الاقتراع الرئاسي، الذي ستنطلق جولته الأولى بعد أقل من ثلاثة أسابيع.

وتناولت المناظرة- التي أذيعت على قناة (بي إف إم) الإخبارية وتابعها 6.3 ملايين مشاهد- القضايا الرئيسية التي تشغل الشعب الفرنسي مثل قضية البطالة والبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، والإرهاب وإخلاقيات العمل السياسي.

واستغل المرشحون الأقل شهرة الستة الفرصة للتعريف ببرامجهم الانتخابية ومهاجمة المرشحين الأوفر حظا.

وبرزت التباينات بين المرشحين حول قضية التشغيل والنهوض بالاقتصاد، فمرشح حزب «الجمهوريون» اليميني ﻓرانسوا فيون اقترح تعديل قانون العمل وتقليل الأعباء الضريبية على الشركات بواقع 40 مليار يورو والاستثمار في التكنولوجيات الجديدة وإلغاء حزمة من المعايير التي تؤثرا سلبا على قطاع الزراعة.

أما مرشح اليسار المتطرف، جون لوك ميلونشون فيسعى لاستعادة النظام العام الاجتماعي فيما دافعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن عن الأولوية أو الأفضلية الوطنية لاستحداث وظائف جديدة ودعت لفرض ضريبة مستقبلية على الشركات التي تقدم على تعيين الأجانب وهو ما أثار موضوع آخر مثير للجدل حول كيفية التعامل مع العمال المعارين من دول أوروبية أخرى في الوقت الذي لا يخضعون فيه لنفس المعايير الضريبية وهو ما اعتبرته مارين لوبن بأنه يمثل منافسة غير منصفة لا تصب في مصلحة الفرنسيين.

وحول الاتحاد الأوروبي، دافع مرشح اليسار بنوا هامون عن أهمية بقاء فرنسا في التكتل الأوروبي بينما رأى آخرون مثل فرانسوا أسلينو، رئيس حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري» أن كل المعاهدات الأوروبية تقيد فرنسا وتفرض سياسة اقتصادية واجتماعية لا تحتمل بالنسبة للفرنسيين، داعيا إلى الخروج الفوري من الاتحاد دون المرور عبر بوابة الاستفتاء.

ومن جانبها، دعت مارين لوبن إلى ترك الفرنسيين يقررون هذه المسألة ودافعت عن ما أسمته «بالحمائية الذكية» مبررة ذلك بأن معظم بلدان العالم لا تتوانى في حماية إنتاجها الوطني، مستشهدة بسويسرا التي تفرض رسوم جمركية على الواردات الزراعية تصل إلى %55 وكذلك كوريا الجنوبية %41.

وقوبلت مقترحات لوبن بهجوم من المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون معتبرا توجهات لوبن بأنها ستثير حربا اقتصادية وبأنها مستوحاة من التيار القومي.

وفيما يتعلق بالإرهاب، رأت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن أن فرنسا صارت «جامعة للجهاديين» وجددت دعوتها لاستعادة السيطرة على الحدود الوطنية، محذرة من تسلل عدد كبير من الإرهابيين إلى أوروبا ضمن موجات المهاجرين، ولافتة إلى أن بعضهم مسؤول عن مجزرة مسرح «الباتكلان» بباريس في نوفمبر 2015.

وفي المقابل، اتهم مرشح اليسار بنوا هامون زعيمة اليمين المتطرف بالمراهنة على الخطر الإرهابي لكسب المزيد من التأييد لأفكارها.

ومن جانبه، دعا المرشح اليميني ﻓرانسوا فيون إلى إقامة تحالف أوسع لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن فرنسا ليس عليها التدخل بمفردها عسكريا في مناطق مختلفة من العالم لا سيما في الشرق الأوسط.

ورأى أن بلاده لابد أن تحارب الإرهاب في إطار تحالف دولي.

وحول «الرئيس المثالي»، قال زعيم حركة «فرنسا الآبية» جون لوك ميلونشون إن برنامجه يقضي بإعطاء الشعب سلطة إقالة أي مسؤول منتخب بما في ذلك رئيس الدولة قبل انتهاء فترة ولايته فيما شدد زعيم حزب «انهضي فرنسا» اليميني نيكولا دوبون-اينيان على ضرورة أن يكون السجل الجنائي لرئيس الجمهورية خالي من أي مخالفات.

ومن جانبه، دعا مرشح اليسار بنوا هامون إلى وضع حد للامتيازات الكبيرة التي يحصل عليها المسؤولون المنتخبون، وحالة الإفلات من العقاب لبعضهم.. فيما إيمانويل ماكرون فدعا إلى وضع أخلاقيات للعمل السياسي.

فيما هاجم ﻓرانسوا فيون، بشكل ضمني الرئيس الحالي للبلاد ﻓرانسوا أولاند حيث، قال إن الرئيس لابد أن يفي بتعهداته أمام الشعب مهما كانت الصعاب، وألا يستخدم وسائل الدولة لإضعاف منافسيه ولا يفشي بأسرار دفاعية لصحفيين، على حد تعبيره.

وعلى جانب أخر، لم يتوان المرشحون الأوفر حظا عن توجيه الاتهامات ومهاجمة بعضهم البعض، منهم زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، ومرشح حركة «إلى الأمام» إيمانويل ماكرون، ومرشح حزب «الجمهوريون» فرانسوا فيون، إلى جانب مرشح «الحزب الاشتراكي» بونوا هامون، ومرشح «فرنسا الأبية جون لوك ميلنشون.

وتعرض المرشحان ﻓرانسوا فيون ومارين لوبن لانتقاد متكرر من المرشح فيليب بوتو وهو عامل بمصنع سيارات.

وقال بوتو «كانت حملة عظيمة منذ يناير.. كلما نبشنا يظهر المزيد من الفساد والمزيد من الغش»، في إشارة إلى التحقيق الجاري بحق فيون واتهامه باختلاس أموال عامة بتعيين أفراد من أسرته في وظائف وهمية كمساعدين برلمانيين له.

كما وجه بوتو اتهامات مماثلة لمارين لوبن بأنها تواصل مهاجمة النظام بينما هي من المستفيدين منه، في إشارة إلى اتهامها أيضا بتعيين مساعدين لها بشكل وهمي في البرلمان الأوروبي وإلى امتناعها عن المثول أمام القضاة للاستجواب مستخدمة حصانتها البرلمانية.

وقال بوتو «عندما تستدعي الشرطة شخصا عليه أن يذهب.. لا توجد حصانة للعمال ومن جانبها ردت لوبن قائلة إنها ضحية»اضطهاد سياسي«.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيلاب للدراسات أن زعيم اليسار المتطرف وحركة «فرنسا الأبية» جون لوك ميلونشون كان الأكثر إقناعا في المناظرة التلفزيونية التي جمعت مساء الثلاثاء مرشحي الرئاسة الفرنسية ال11.

وكشف معهد إيلاب أن جون لوك ميلونشون بدا الأكثر إقناعا بالنسبة لـ%25 من مشاهدي المناظرة أمام زعيم حركة «إلى الأمام» إيمانويل ماكرون (%21) ومرشح حزب «الجمهوريون»اليميني ﻓرانسوا فيون (%15).

وحول المرشح الذي يحمل أفضل برنامج انتخابي، جاء إيمانويل ماكرونفي المقدمة بحصوله على (%23) من الأراء الإيجابية يليه مباشرة جون لوك ميلونشون (%22 ثم ﻓرانسوا فيون (%18) ومارين لوبن (%15).

أما المرشح الذي تتوافر فيه صفات رئيس الدولة تصدر أيضا زعيم حركة «إلى الأمام» ماكرون الاستطلاع حيث نال %27 من التأييد يليه ميلونشون (%21) وﻓرانسوا فيون (%20) ومارين لوبن (%13).

ومع اقتراب الجولة من الانتخابات الرئاسية، يظل من الصعب التكهن باسم الرئيس القادم لفرنسا مع الارتفاع الكبير لأكثر من الثلث لنسبة الناخبين المترددين أو الذين قرروا مقاطعة الانتخابات وهو ما يعقد مهمة مراكز استطلاعات الرأي التي فشلت في توقع انتخاب دونالد ترامب في البيت الأبيض، وكذلك قرار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

كما أخفقت في توقع الهزيمة المفاجئة في الانتخابات التمهيدية للمرشحين الأوفر حظا في المعسكرين، اليمين واليسار، في نهاية 2016 ومطلع 2017 وهما رئيس الوزراء اليميني السابق آلان جوبيه ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية