دعت أحزاب اللقاء المشترك المعارض فى اليمن الرئيس على عبدالله صالح إلى فهم ما سمته «الدرس التونسى»، وطالبت بمناظرته تليفزيونياً، وذلك رداً على الدعوة التى وجهها صالح، الاثنين للمعارضة من أجل حوار وطنى، فى خطاب ألقاه أمام قيادات وضباط القوات المسلحة وأعلن فيه عن رفضه التوريث وعن قرار بزيادة المرتبات.
وقال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد صالح القباطى فى حديث لموقع الجزيرة، الثلاثاء، إن أحزاب «المشترك» على أتم الاستعداد لمناظرة الرئيس تليفزيونياً، إذا كان فى ذلك حلاً لأزمات البلاد، وإذا كانت هذه المناظرة ستقضى على البطالة والفقر. وأضاف «إن الدعوة إلى الحوار من ثكنة عسكرية هى بحد ذاتها غير منطقية وغير مقبولة»، مؤكدا أن «الحوار لم يعد مقبولاً بنفس النمطية السابقة، فالحوار اليوم ينبغى أن تتوفر له آلية وضمانات جديدة، وعلى أساس إلغاء كل الإجراءات غير الشرعية التى ارتكبتها السلطة».
وكان الخلاف بين السلطة والمعارضة تفجر إثر قيام الحزب الحاكم بتمرير تعديل قانون الانتخابات فى البرلمان، بدون التوافق مع أحزاب اللقاء المشترك، والشروع فى الإعداد للانتخابات بشكل منفرد. واعتبر القباطى أن «صالح» وجه رسائل سيئة فى خطابه الذى حذر فيه من «الفوضى الخلاقة وأن الجيش سيحمى الاستقرار والسلم الأهلى».
وقال إن «السلطة لم تصل إلى مستوى الوعى بأهمية النضال السلمى، فهى تؤمن بالقوة وبالعنف وثقافة الكراهية، ولذلك جاء خطاب الرئيس موجهاً للمعارضة من ثكنة عسكرية». وأضاف «نحن نقول إن الدرس التونسى ينبغى أن يُقرأ بشكل صحيح، الدرس التونسى يؤكد أن أى ديكتاتور مهما كانت القوة التى يواجه بها الشعب، فإنه فى النهاية سيهزم أمام إرادة الشعب». وكانت صنعاء شهدت، الاثنين، احتجاجات واسعة نظمها نشطاء سياسيون وطلاب احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.
وفى نواكشوط، حذرت منسقية المعارضة الديمقراطية فى موريتانيا من «هبّة شعبية» ضد نظام الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز نتيجة «السياسات الفاشلة والتخبط فى معالجة الأزمات الخانقة التى تعيشها البلاد منذ توليه السلطة» - على حد تعبيرها.
وقال الرئيس الدورى لمنسقية المعارضة محفوظ ولد بتاح، رئيس حزب اللقاء الديمقراطى، فى مؤتمر صحفى، الاثنين، بنواكشوط إن «حالة اليأس التى أصبحت تدب اليوم فى كل نفس لابد أن تفضى إلى غضب عارم قد يتحول هو الآخر تحت ضغط التأزم العام إلى هبّة شعبية يقودها شباب مل البطالة والتهميش». وأضاف أن الثورة التونسية «أثبتت هشاشة الأنظمة الفردية وأوضحت بجلاء أن الشعوب منتصرة حتما ضد الاستبداد». ووصف النظام الحاكم بـ«الفاشل والعاجز عن تحقيق آمال وتطلعات الموريتانيين». وشهدت موريتانيا الأحد الماضى مظاهرات لآلاف الإسلاميين للتنديد بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأردنى، ناصر جودة، أنه من «العبث» أن تكون للأحداث التى جرت فى تونس ارتدادات فى دول عربية أخرى.
وقال جودة خلال ندوة فى معهد بروكينجز للدراسات السياسية فى العاصمة الأمريكية واشنطن أن لكل بلد «خصائصه الخاصة، وتعميم وتطبيق سيناريوهات فى أى مكان هو أمر عبثى».
ورداً على سؤال حول رأيه بما سيكون تأثير الإطاحة بنظام بن على على دول عربية أخرى، قال «إنه سؤال مفخخ». وأضاف «الشعب التونسى اختار ونريد أن تشهد تونس فى المستقبل الاستقرار السياسى والهدوء والنظام.. إنه بلد عربى مهم جدا». ورأى جودة أن «المشاكل الاقتصادية لا تطال فقط الدول العربية مثل الأردن ومصر والمغرب بل هى تتكرر فى العالم بأسره، من بريطانيا إلى الولايات المتحدة».