بدأت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار مختار شلبي، الثلاثاء، أولى جلسات محاكمة إبراهيم محمود إبراهيم الرفاعي، 34 سنة، المتهم باختطاف واغتصاب الرضيعة «جنا.م»، المعروفة بـ«طفلة البامبرز»، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل الجلسة ومحيطها.
وأخرج رئيس المحكمة المتهم من قفص الاتهام ونقله أمام المنصة لمحاورته وسماع أقواله، وأقر المتهم بالواقعة، واعترف بالاتهام المنسوب له، قائلا: «الكلام اللي قلته في تحقيقات النيابة صحيح، ودي كانت ساعة شيطان، وربنا يغفرلي، وأنا نادم على اللي حصل، وعايز أقابل ربنا وأنا تائب توبة نصوحة، وربنا يتقبل توبتي».
ودفع المحامي المنتدب من المحكمة للدفاع عن المتهم ببطلان التحقيقات معه، وما ترتب عليها من إجراءات، لعدم انتداب محامٍ لحضور التحقيقات، كما دفع ببطلان محضر التحريات، وبطلان اعتراف المتهم، لأنه وليد إجراء غير قانوني، وإكراه المتهم على الاعتراف لأنه صدر تحت وطأة التعذيب والضرب وظهرت عليه آثارها أثناء التحقيقات.
كما دفع الدفاع بتناقض الدليل القولي مع الدليل الفعلي، وقال: «أنا معرفش إذا كان هناك إيلاج كامل أو غير كامل، ولم يحدث إنزال، وهذا يتناقض مع تقرير الطب الشرعي»، ودفع بعدم مسؤولية المتهم عن أفعاله وهو مريض نفسي، وكان وقت الواقعة مريضا نفسيا، حيث قال أمام النيابة إنه كان يتناول عقاقير نفسية وأقلع عنها منذ 4 سنوات، فضلا عن عدم وجود شاهد رؤية واحد للواقعة.
وقالت النيابة العامة في مرافعتها: «المتهم تجرد من كل ما عرفته الإنسانية وما خُلقت عليه، وهو ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى (أولئك حزب الشيطان.. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)».
وتابع ممثل النيابة: «كلما تطلعت لأوراق القضية تمثلت أمامى صورة الطفلة جنا، الملاك الصغير التي لم تبلغ عامين، ولم تر دماء قط، وكانت أول دماء تراها هي شرفها الطاهر، وماذا عساه أن يأخذ المتهم منها، فهل أخذ منها متعة؟، فأي متعة يريدها الخسيس؟، أسمع صوتها في مخيلتى وهي تناجيه ببراءتها وطهرها، وماذا كان يضره أن يتركها تعود لحياتها وحضن أمها.. أطلقوا عليها (طفلة البامبرز) كناية عن حداثة سنها ونعومة أظافرها».
وأضاف: «أقدم في كلماتي أسئلة عن كائن لم يرق للحيوانات، والتي مهما بلغت من الشراسة لا تفعل مثله.. أي جسد نهش فيه؟، حاولت أن أستجمع قواي لأقول جسد طفلة، والتعبير خانني عند مطالعة أوراق القضية، والضحية طفلة بريئة.. يوم الجريمة خسفت الشمس وترقب المتهم طفلة بريئة تابع ثكناتها وحركاتها وانتهز انشغال الناس بصلاة الجمعة، ثم أخذها وهي ببراءتها ضحكت له ولعبت في ذقنه، حتى رأت منه نظرة حيوانية خبيثة فبكت، ولكن لم يرأف قلبه الحجري لها، ونهش براءتها وسرق عفتها».
واستطرد قائلا: «أختتم مرافعتي بلسان حال الأم (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، التي رددها من قبل يعقوب عليه السلام على ابنه يوسف»، متسائلا: «هل نطلب للذئاب العفو والشفاعة؟».
وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم ينص عليها القانون في تلك القضية، وهي الإعدام.
حضر المحاكمة المحامي بالحق المدني، ونقيب محامي شمال الدقهلية، والنائب نبيل الجمل عن دائرة بندر المنصورة، والمحامي رضا السندوقي عن المجني عليها، وجد الطفلة.