ذكرت مجلة «تايم» الأمريكية أن أكثر من 85 ألف مصري تعهدوا على صفحة موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بالنزول إلى الشارع اليوم الثلاثاء 25 يناير في مظاهرة احتجاج مناوئة للحكومة المصرية. وقالت: لو أن «نصف هذا العدد فقط نزل إلى الشارع المصري، فسوف يكون هذا اليوم يوما تاريخيا لحركة النشاط السياسي المصرية في عهد الرئيس مبارك«.
وأشارت إلى أن صفحة «يوم الثورة» على «فيس بوك» تطرح جملة مطالب من نظام الرئيس مبارك الذي يحكم منذ 30 عاما تقريبا تشمل رفع الحد الأدنى للأجوروتحديد فترات الولاية الرئاسية.
وقال جوشوا ستاتشر، أستاذ العلوم السياسية الخبير في الشؤون المصرية بجامعة «كنت ستيت» الأمريكية- إن انتفاضة «تونس ضخت طاقة جديدة من حيث المطالب التي يتم طرحها من جانب حركات المعارضة في الشرق الأوسط». لكنه أوضح أن التعبير عن المطالب يختلف عن تلبيتها. وأضاف أن النظام المصري واع تماما لهذا الفارق أوعلى الأقل بالحاجة إلى الحفاظ على الوضع الراهن، في حين يسمح بقدر من التنفيس.
ونقلت «تايم» مخاوف بعض النشطاء الذي يشرفون على تنظيم هذه المظاهرة من أن عملية التنظيم تشوبها بعض العيوب منذ البداية. ونقلت عن خالد كامل (20 عاما) أحد المشرفين على التنظيم قوله إن أول عيب هو تحديد مواعيد وأماكن المظاهرة التي حدد لها أربعة أماكن في القاهرة وهو ما سيجعل الأمن يستعد لإجهاضها.
ويرى المراقبون أن التعبئة عبر شبكة التواصل الاجتماعي تسهل من مهمة الحكومة في رصدها ومتابعتها عما لو تمت عبر استعمال الهواتف المحمولة أو الحديث الشخصي. وقال بعضهم إن هذه الاستراتيجية تجعل مثل هذه الأحداث متاحة للجميع مما يحد منها بوصفها أداة للاحتجاج. وقال ستاتشر: «لقد رأينا المرة تلو الأخرى أن مثل هذا التنظيم على الإنترنت يقود إلى مزيد من التفتت».
ونقلت «تايم» عن الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحكومة ستحشد عددا كبيرا من قوات الأمن للتصدي للمتظاهرين. وقال نافعة إن قوات الأمن متركزة بشدة في مدينة مثل القاهرة ومن السهل أن تعترض المتظاهرين.
ومع ذلك يرى بعض المحللين أن مثل هذا النوع من المظاهرات يزعج حكومات دول المنطقة في أضعف الأيمان، وهذه هي البداية.
وقال نافعة إن السلطات مرعوبة وهو ما انعكس في تغطيات الصحف وسينعكس في الشوارع اليوم الثلاثاء. وقال إن وسائل الإعلام الرسمية تركز تغطيتها على الجانب السيئ في أحداث تونس بل إن الحكومة تحاول منع أي كتابات عن أوجه الشبه بين النظامين التونسي والمصري.
وتقول «تايم» إن تأثير الأحداث في تونس ليس ملموسا بالقدر الكافي في مصر لكنه يزعج المسؤولين، مشيرة إلى أن البورصة المصرية هبطت 8% الأسبوع الماضي لخوف المستثمرين من عدم الاستقرار، وفقا لوزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد.