تعهد الجنرال رشيد عمار، قائد أركان الجيش التونسي، الاثنين، بحماية الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي فر إلى السعودية يوم 14 من يناير الجاري.
ودعا عمار حوالي ألف متظاهر تجمعوا في ساحة الحكومة وسط العاصمة تونس مطالبين بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي تتولى مؤقتا تسيير شؤون البلاد إلى إخلاء المكان لكنهم لم يستجيبوا لطلبه.
ونبه الجنرال المتظاهرين من أن هناك «قوى»، لم يسمها، «تريد خلق فراغ سياسي في البلاد»، محذرا من أن الفراغ «قد يعيد الديكتاتورية إلى تونس» التي حكمها بن علي بقبضة حديدية منذ سنة 1987.
وقال إن البلاد تمر بـ «فترة انتقالية ويجب الانتظار 6 أشهر على أقصى تقدير» لإجراء انتخابات رئاسية واختيار رئيس جديد للبلاد.
وأضاف أن الجيش هو «حامي الثورة والعباد والبلاد ولن يخرج عن الدستور التونسي» في إشارة إلى التزام الجيش بالحياد وعدم الاستيلاء على السلطة.
وتعتبر هذه أول مرة يخاطب فيها رشيد عمار جماهير في الشارع منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في ديسمبر الماضي.
ولفت مراقبون إلى أن مخاطبة جنرال لتونسيين يتظاهرون في الشارع تعدّ سابقة في تاريخ المؤسسة العسكرية منذ استقلال تونس سنة 1956.
واعتبر هؤلاء أن عمار كان يخاطب من وراء المتظاهرين الطبقة السياسية في تونس لإقناعها بضرورة الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية «حتى لا تدخل البلاد في حالة فراغ سياسي قد تؤدي إلى فوضى تقوض استقرار البلاد».
وقال شهود عيان ، لوكالة الأنباء الألمانية، إن عمار تدخل عندما اعترض متظاهرون سبيل موظفين حكوميين ومنعوهم من دخول مقر الحكومة.
اكتسب رشيد عمار شعبية كبيرة في تونس بعد أن رفض تطبيق تعليمات الرئيس المخلوع بإطلاق النار على محتجين خلال الاضطرابات الاجتماعية، غير المسبوقة، التي عاشتها تونس قبل الإطاحة ببن علي.
في غضون ذلك ، كون آلاف من مستخدمي الانترنت في تونس مجموعات على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» طالبوا فيها رشيد عمار بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.