انتهت الجولة الأخيرة من محادثات «جنيف-5» بشأن الأزمة السورية، دون تحقيق أى تقدم ملموس، وتبادل وفدا الحكومة السورية والمعارضة الإهانات والانتقادات خلال مؤتمراتهما الصحفية عقب المفاوضات، التى دامت 8 أيام، وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دى ميستورا، أن تصرفات الوفدين كانت مختلفة تماماً خلال المحادثات، وأنهما ناقشا بجدية المواضيع المطروحة على جدول الأعمال ومنها الانتقال السياسى ومشروع الدستور، وأشار إلى تحقيق «تقدم متزايد»، مضيفاً أن جميع الأطراف وافقت على ضرورة عقد جولة سادسة، دون تحديد موعدها.
وقال رئيس وفد المعارضة، نصر الحريرى، إن ما وصفه بـ«النظام الإرهابى» للرئيس السورى بشار الأسد «رفض مناقشة الانتقال السياسى خلال المحادثات»، وأضاف أن «الأسد مجرم حرب، وعليه التنحى»، فيما رد رئيس وفد الحكومة بشار الجعفرى، قائلا إنه يريد «التفاوض مع أى شخص وطنى»، ووصف وفد المعارضة بـ«المراهقين» وأنهم مرتزقة وأدوات بيد قادتهم لبث الفوضى فى جولات المحادثات. وأعلن البيت الأبيض أن على الولايات المتحدة قبول الواقع السياسى بأن مستقبل الأسد يحدده الشعب السورى، فى أوضح مؤشر على أن إزاحته لم تعد أولوية للإدارة الأمريكية، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت أنه لا يجب التركيز على مصير الأسد.
وأكد السفير الإسرائيلى فى روسيا جارى كورين، استعداد تل أبيب للإقدام على عملية عسكرية فى سوريا ضد «حزب الله» اللبنانى إذا شعرت بخطر حقيقى يهددها من هناك، وأضاف: «النظام الإيرانى كان مهتما بدعم سوريا وحزب الله واستغلالهما أداتين لتهديد إسرائيل وردعها وتتعرض أراضينا للقصف المتعمد أو غير المقصود من مختلف أنواع الأسلحة، وجيشنا لا يقف مكتوف الأيدى ويرد على ذلك»، بدورها، أعلنت تركيا استمرار وجودها العسكرى فى سوريا رغم إعلانها رسميا انتهاء عملية «درع الفرات» ضد «داعش»، وقال الجيش التركى إنه سيستمر فى أنشطته، شمال سوريا، لحماية الأمن القومى للبلاد والعمل على منع قيام ما وصفها بكيانات غير مرغوب فيها، فى إشارة إلى الأكراد، وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق فى الريف الشمالى وقرى فى ريف حماة الجنوبى، وسط سوريا، وتتزامن الغارات مع هجوم شنته «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية فى الريف الغربى للرقة بهدف انتزاع السيطرة من تنظيم «داعش»، وأكد المرصد السورى أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على 75% من المناطق التى خسرتها فى ريف حماة الشمالى، وسط سوريا بعد 10 أيام من المعارك العنيفة إثر هجوم لفصائل مقاتلة بينها فصائل جهادية. من جهة أخرى، بدأ تهجير الدفعة الثالثة من مسلحى حى الوعر فى مدينة حمص وسط سوريا وعائلاتهم، فجر السبت، إلى ريف إدلب الشرقى شمال غرب سوريا، وقالت مصادر فى لجنة المفاوضات إنه سيتم إخراج الدفعة الثالثة والتى تضم نحو 400 مقاتل و1458 مدنيا من الحى عبر 50 حافلة و9 سيارات إسعاف، موضحة أن هذه الدفعة تضم 428 عائلة و443 طفلا.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى إن بلاده تقترب من «نقطة الانهيار» بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ سورى، محذرا من اندلاع اضطرابات بسبب التوتر بينهم وبين المجتمعات اللبنانية.