x

أسرة «خادمة كنيسة الوراق»: المتهم استهدفها لارتدائها صليبًا

الجمعة 31-03-2017 20:07 | كتب: محمد القماش |

بشارع سوق العمارنة، المتفرع من شارع عبدالمنعم رياض، بمنطقة الوراق، تقطن مارى جميل مسعد، التى تخدم بكنيسة مارجرجس بالمنطقة ذاتها.

لـ«مارى» ولدان، أحدهما تلقى اتصالاً، الثلاثاء الماضى، من والده، نادر لطفى، مفاده: «إلحَق أمك مدبوحة فى (عبدالمنعم رياض)»، حيث نقل والدته هو وآخرون إلى أقرب مستشفى، ونجح الأطباء فى محاولة إنقاذ حياتها، حسبما روى الزوج، لـ«المصرى اليوم».

منزل أسرة «نادر» بمنطقة شعبية مكتظة بالسكان، لكنها لا تعرف الحوادث الطائفية، حتى فى أحلك الظروف الأمنية التى شهدتها البلاد. ويقول الأهالى وشهود العيان: «الحادث ارتكبه عامل فى العقد الثانى من العمر، وواضح أنه مهتز نفسيًا».

وقت الحادث كان «نادر» فى عمله بإحدى القرى السياحية، وتلقى اتصالاً من الأهالى، الذين أخبروه بذبح زوجته، فاتصل بنجليه: «سمعان»، الطالب الجامعى، و«فرايم»، الطالب بالثانوية العامة، اللذين تحركا إلى شارع عبدالمنعم رياض، حيث يوضح أصغرهما: «ماما كانت غرقانة فى دمها!»، ويقول الابن الأكبر: «أخويا لم يحتمل هول المشهد، فسقط مغشيًا عليه».

ويقول الأهالى، ومن بينهم محمد عاطف، صاحب سوبر ماركت، إن المربع الذى شهد الجريمة يقطن به ناس أغلبهم موظفون- طبقة متوسطة- لا يعرفون التطرف.

زوج «مارى»، الذى كان يستقبل وفود الزائرين للمجنى عليها، يصرخ فى أسى: «ربنا موجود»، ويصرّ على أن الجانى قصد الشروع فى قتل زوجته، وأنه ليس «موتورًا»، قائلا: «فيه مجنون يحمل سكينًا ويذبح أى حد مارّ بالشارع، لكن المتهم قصد زوجتى لارتدائها صليبًا فى رقبتها».

«مارى» تدرس الحقوق بالجامعة المفتوحة، وعلاقتها بكل الناس طيبة، وتؤكد أسرتها: «طوال عمرها لم تتشاجر مع أحد، ويوم الجريمة ذهبت لشراء فول وفلافل لأولادها».

وتقول مصادر أمنية إن المتهم ممدوح فرج، 35 عامًا، ليست لديه سوابق ارتكاب جرائم مماثلة، وسجله الجنائى خالٍ من الجرائم، وتؤكد أسرته، التى تقطن بشارع 8 بالوراق: «ابننا مهتز نفسيًا، وقبل 7 سنوات سقط من الطابق السابع».

ويروى جيران المتهم أنه عاد إلى منزله عقب ارتكاب الجريمة بنحو الساعتين، وكانت قوات الشرطة فى انتظاره.

«واضح أن (ممدوح) لم يكن يحمل هاتفا محمولا لتتمكن أسرته من الاتصال به عن طريقه»، قالها «محمود. إ»، قبل أن يؤكد: «المتهم انطوائى، وليست لديه علاقات بجيرانه».

فى نحو الساعة 4.5 عصرًا، استدعى فريق المباحث- الذى وصل إلى مسرح الحادث، بعد بلاغ من الأهالى- محمد ممدوح، السائق، الذى ألقى القبض على المتهم، لكنه انشغل بحمل المجنى عليها إلى المستشفى، فلاذ الجانى بالفرار.

واستمعت المباحث لـ«محمد»، كما يقول إنه أدلى بأوصاف المتهم: «إحدى عينيه كانت مغلقة، ويرتدى جاكيت أسود وبنطلون تريننج»، وبدأت رحلة البحث عن المتهم، حتى وصلت المباحث إلى منزله.

وألقت قوات الشرطة القبض على المتهم، الذى ردد: «أنا برىء.. برىء»، ويروى «محمد» أن أسرة «ممدوح» لم تكن تعرف شيئا عن الجريمة، قائلا: «قلنا لهم ابنكم تشاجر مع شاب مثله».

وشهد «محمد»، خلال تحقيقات محمد مجدى، وكيل نيابة الوراق، بأن المتهم كان يحمل «سِكِّينة مشرشرة»، أخرجها من ذراع الجاكيت، وذبح «مارى»، ووضع السلاح عقب الجريمة داخل البنطلون، وعندما سألته عن سبب شروعه فى قتل السيدة، قال: «شتمتنى وأنا أسير بالشارع».

وتُظهر كاميرات محل العالمية بشارع عبدالمنعم رياض صورًا أثناء مرور المتهم بالشارع، ويقول مالك المحل: «الجريمة تمت على بُعد خطوات من المحل، لكن الكاميرات لم تُظهرها، فقط ظهر المتهم أثناء مروره»، وتشير بائعة حلوى، شاهدة عيان، إلى أن المتهم أشعل سيجارة عقب الجريمة.

وعادت «مارى» إلى منزلها، ورقدت بغرفة نومها، يحيط بها أفراد عائلتها، تحت الملاحظة الطبية، لا تستطيع الحديث، ويقول الزوج: «وكيل النيابة وصل لسماع أقوالها بالمنزل، وأثبت أن الحالة الصحية حالت دون ذلك».

ويضيف «نادر»: «نطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، فكل مرة يُستهدف فيها مواطن قبطى يُقال إن مهتزا نفسيًا وراء الجريمة، فهل هذا المهتز لا يستهدف سوانا؟!».

من جانبها، أمرت النيابة بحبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، جدّدها قاضى المعارضات لـ15 يومًا، بتهمة الشروع فى القتل، وحيازة سلاح دون ترخيص، واستعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى ببيان إصابة المجنى عليها وسببها، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

وذكرت التحقيقات أن المتهم أجاب المحققين عندما سألوه: «لماذا شرعتَ فى قتل خادمة الكنيسة؟» بأن مشاجرة دارت بينهما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية