أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الجمعة أنه استكمل تحقيقاته الداخلية في ادعاءات الفساد ، وقدم بالفعل التقارير الخاصة بتلك التحقيقات إلى السلطات السويسرية.
وذكر فيفا في بيان أن المستشار الخارجي للاتحاد قدم تقريرا من 1300 صفحة، مرفقا بأكثر من 20 ألف صفحة من مستندات متعلقة بالتحقيق، قد جمعت على مدار 22 شهرا اعتبارا من عام 2015 .
وجاءت التحقيقات على هامش حملة اعتقالات وتوجيه الاتهامات إلى أكثر من 40 مسؤولا وجهة معنية، ضمن تحقيقات أجرتها الولايات المتحدة في إدعاءات تهرب واحتيال وغسيل أموال، في عمليات بيع حقوق التسويق والبث لبطولات كرة قدم.
وضمت قائمة المشتبه بهم نوابا سابقين لرئيس فيفا ومسؤولين بارزين بالاتحادات القارية لكرة القدم.
كذلك تحقق السلطات السويسرية في ادعاءات فساد تتعلق بحصول روسيا وقطر على حق استضافة نسختي كأس العالم المقبلتين في 2018 و2022 .
وأشار فيفا إلى أنه لا يمكن الكشف عن تفاصيل ما توصلت إليه التحقيقات، نظرا لأن تحقيقات السلطات في الولايات المتحدة وسويسرا لا تزال جارية.
وأثارت ادعاءات الفساد ضجة هائلة في عالم كرة القدم، وقد شهدت اعتقال سبعة أشخاص دفعة واحدة في أحد فنادق مدينة زيوريخ السويسرية عشية اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (كونجرس الفيفا) في عام 2015 .
كذلك أسفرت القضية عن سقوط مدو للسويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لفيفا، والذي أوقف مؤقتا في البداية، ثم تلقى عقوبة من جانب لجنة القيم بفيفا في قضية تحويل "مبلغ مثير للشبهات" إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
كذلك يواجه بلاتر، الذي يتمسك ببراءته من ارتكاب أي مخالفات، اتهامات ضمن التحقيقات السويسرية فيما يتعلق بمدفوعات وفساد إداري يتعلق ببيع الحقوق الإعلامية لأحداث رياضية.
ويأمل فيفا أن يصب تعاونه مع السلطات، لصالح اعتباره ضحية في إطار تحقيقات الولايات المتحدة، وقد ذكر فيفا في بيانه اليوم أنه يتفهم ويوافق على إتاحة مضمون التقارير (الخاصة بالتحقيقات الداخلية) للسلطات الأمريكية.
من جانبه، قال رئيس فيفا، السويسري جياني إنفانتينو: "فيفا التزم بإجراء تحقيقات دقيقة وشاملة للحقائق حتى يتسنى محاسبة المخالفين من مسؤولي كرة القدم، وفي إطار التعاون مع السلطات".
وأضاف: "الآن استكملنا هذه التحقيقات وقدمنا الأدلة إلى السلطات، التي ستواصل بدورها ملاحقة هؤلاء الذين تربحوا من مناصبهم وأساءوا استغلال وضعهم كمسؤولين محل ثقة في كرة القدم. الآن سيتحول تركيز فيفا من جديد إلى اللعبة والجماهير واللاعبين في أنحاء العالم".
وأوضح فيفا أنه جرى مراجعة 2.5 مليون وثيقة إلى جانب استجواب شهود رئيسييين، ضمن التحقيقات الداخلية التي أجرتها شركة "كوين إيمانويل" للمحاماة.
وتردد أن التحقيقات الداخلية لفيفا تكلفت عشرات الملايين من الدولارات، وأن فيفا أنفق مبالغ مماثلة على المحامين بشكل عام، في ظل تلك الادعاءات.
ووسط ضغوط هائلة واجهها الاتحاد الدولي، شهد فيفا تغييرات كبيرة في مختلف الجوانب، منها الحوكمة والامتثال والمهام المالية.