كشف الممثل الأمريكى «مارك والبرج» عن زيارته المفاجئة للقوات الأمريكية العاملة فى أفغانستان ديسمبر الماضى، وهى الزيارة التى لم تحظ بتغطية إعلامية كبيرة كعادة كبار الشخصيات والمشاهير الذين يرافقهم حشد من وسائل الإعلام المختلفة لرفع الروح المعنوية للجنود العاملين فى مناطق الصراع، التى تخوضها الولايات المتحدة، وبرر «والبرج» سرية الزيارة وعدم إخبار وسائل الإعلام بها وقتها بعدم رغبته فى عمل بروباجندا كبيرة لذلك.
ورغم مرافقة حماية عسكرية لـ«والبرج» فى زيارته، فإنه أبدى احتياجه وقتها لمسدس يحمله فى يده، وهو ما علقت عليه بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأن أجواء أفلام الأكشن فى هوليوود امتزجت بالطبيعة العسكرية المخيفة لتلك البلاد ومن يأتى إليها، وزار «والبرج» أحد مخابئ طالبان الذى سيطرت عليه القوات الأمريكية.
قضى «والبرج» 36 ساعة فى أفغانستان قبل أيام من أعياد الميلاد، وقد ارتدى ملابس كاجوال بنطال «جينز وجاكيت ثقيل، نظراً لبرودة الطقس، وأكد: «سبب الزيارة كان لمؤازرة الجنود الموجودين هناك والوقوف على أحوالهم والثناء على مايفعلونه ومواجهة تلك الحرب فى صحراء أفغانستان وتقديم الدعم اللازم لهم من وطننا، وهذا كل ما أردت فعله».
أضاف «والبرج»: أردت الاطلاع بنفسى على الأحوال التى يخدم خلالها الجنود هناك، وكذلك الظروف التى يعيش فيها المواطنون الأفغان، وقد كان ذلك أمراً كبيراً يشغلنى وأردت تحقيقه، وسعدت بتنفيذى له وبقيامى بتلك الرحلة، التى أعادت إلى ذهنى أجواء فيلم «القناص» الذى قدمته قبل أعوام قليلة، وقدمت خلاله شخصية جندى سابق، والذى ذكرنى بدوره بصعوبة التحاقى بالمارينز حين كنت فى بداية شبابى.
وجاءت زيارة «والبرج» بطلب شخصى منه، أفصح عنه لـ«بل وايت» الرئيس السابق لمتحف الطيران والفضاء فى نيويورك، وكان قد التقاه عبر صديق مشترك، وعبر عن رغبته فى رؤية الأوضاع، حيث رحب «وايت» بطلبه وسهل له إجراءات الزيارة، وقال: القيام بزيارة فى منطقة الحرب فى فترة ما قبل الأعياد لم يكن قراراً سهلا، خاصة أننى أب لأربعة أطفال، لكن أسرتى تفهمت موقفى ورغبتى تماماً، كما أن سفرى مع القوات الأمريكية منحنى الأمان.
وقد قام «والبرج»، خلال الزيارة، التى كانت فى الجنوب الأفغانى بعرض أحدث أفلامه «المقاتل»، وشاهده 3 آلاف جندى، وعقب العرض تناول الطعام معهم والتقطوا الصور التذكارية معه، وأجاب عن أسئلتهم، كما زار بعض الجنود المصابين فى المستشفيات، وقال «والبرج»: كانوا إيجابيين ومتفائلين جداً، ومتفهمين لاحتياج ذلك البلد لتواجدهم به ومساعدته، وقد فوجئت لأنه ليس فقط الجنود يعرفوننى، بل أيضاً عدد من الأفغان، كما استمتعوا بمشاهدة الفيلم الذى جسدت خلاله شخصية ملاكم، وليس هناك أنسب من الجنود العسكريين لمتابعة شخصية كهذه، وإذا كان الفيلم سيحظى بترشيحات لجوائز الأوسكار هذا العام، فأتمنى أن يعود الجنود إلى الوطن للاستمتاع بتلك الليلة ومشاركتى النجاح، أدرك تماماً أن عليهم واجباً يؤدونه، لكننى أتمنى أن ينتهوا سريعاً من أداء واجبهم، والعودة إلى وطنهم.