أملاً فى حجز مقعده بالدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، يحشد الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى اليوم «الجمعة» قوته الهجومية للفوز على ضيفه الترجى التونسى فى ختام مباريات المجموعة الثانية من دور الثمانية للبطولة، والمقررة عند الثامنة مساءً على أرض ملعب استاد القاهرة.
ويزيد من أهمية وحساسية هذه المباراة أن الأهلى ودع بطولة العام الماضى فى الدور قبل النهائى على يد الترجى نفسه بعد مباراتين مثيرتين فى تونس والقاهرة، شهدتا أحداثاً ساخنة وطرداً لمحمد بركات، وهدفاً باليد للنيجيرى مايكل إنيرامو، مهاجم الترجى، قاد بطل تونس للتأهل للمباراة النهائية قبل أن يسقط أمام مازيمبى الكونغولى.
ويدخل الأهلى المباراة وفى جعبته 6 نقاط يحتل بها المركز الثالث فى المجموعة خلف الترجى المتصدر برصيد 9 نقاط، والوداد المغربى الثانى بـ7 نقاط، بينما يتذيل المولودية الجزائرى المجموعة بنقطتين فقط، ويحتاج الأهلى الليلة للفوز بفارق هدفين ليضمن التأهل للدور الثانى، فيما يكفى الترجى الخسارة بهدف أو بأى نتيجة الفارق فيها هدف أو التعادل، كما ستتجه العيون أيضاً للمباراة الثانية بين طرفى المجموعة الآخرين الوداد والمولودية على ملعب الأخير، ويحتاج بطل المغرب للفوز لضمان التأهل أما فى حال تعادله أو خسارته فيكفى الأهلى الفوز بأى نتيجة للوصول للمربع الذهبى.
وكان الفريق قد دخل معسكراً مغلقاً الأربعاء، عقب عودته من المغرب استعداداً للمباراة، وأدى، الخميس، مرانه الرئيسى للمباراة فى نفس موعدها، وركز خلاله مانويل جوزيه، المدير الفنى، على تطبيق خطة المباراة فى أرض الملعب وشرح نقاط القوة والضعف فى صفوف المنافس، وكيفية استغلال البطء فى أداء بعض مدافعيه لخلق ثغرات فى دفاعاته.
ويبنى جوزيه خطته على الضغط الهجومى القوى منذ انطلاق المباراة مع التأمين الدفاعى الجيد على أمل خطف هدف مبكر يربك حسابات المنافس ويضع لاعبيه تحت ضغط كبير خوفاً من إحراز الأهلى الهدف الثانى، وهو ما سيسهل من مهمة الأهلى ويفتح الطريق أمامه لإحراز المزيد من الأهداف.
وحرص جوزيه خلال المران الأخير على إخضاع مهاجمى الفريق عماد متعب ومحمد ناجى «جدو» ودومنيك دا سيلفا وفابيو جونيور لحصة تدريبية خاصة للتسديد على المرمى بالقدمين والرأس وكيفية التحرك السليم فى منطقة الجزاء لخلخلة دفاعات الخصم، وخلق مساحات وفرص للتصويب للقادمين من الخلف، كما طالب وائل جمعة ومحمد نجيب بفرض رقابة لصيقة على الثنائى الخطير أسامة الدراجى والمهاجم «نيانج»، صاحب هدف الفوز على الأهلى فى تونس، فيما منح مهام خاصة لأحمد فتحى وسيد معوض وحسام غالى ومحمد أبوتريكة، وكلف حسام عاشور بمراقبة صانع ألعاب الترجى المميز يوسف المساكنى.
وعقد جوزيه عقب نهاية المران جلسة خاصة مع اللاعبين شدد خلالها على أهمية المباراة وصعوبتها ووصفها بحجر العثرة الذى يعترض طريق الفريق نحو لقب البطولة، وأكد ثقته الكبيرة فى اللاعبين، وقدرتهم على تحقيق الفوز بأكثر من هدف مثلما حدث فى الموسم الماضى أمام الاتحاد الليبى حين كان الفريق يحتاج للفوز بأكثر من هدفين ونجح فى الفوز بثلاثية نظيفة، وشد من أزر اللاعبين، وأكد لهم أنهم يمثلون فريقاً كبيراً واعتادوا معه على تحقيق البطولات وتجاوز الفترات الصعبة، وحذر لاعبيه من قوة المنافس وطموحه الكبير فى إحراز اللقب بعد خسارته نهائى الموسم الماضى، كما حذر من العصبية واستعجال الفوز ومجاراة لاعبى الترجى فى محاولاتهم لجرهم للعصبية والاستفزاز لإخراجهم من المباراة وتشتيت تركيزهم.
ووفقاً للمران الأخير، من المتوقع أن يلعب الأهلى الليلة بتشكيل يضم كلاً من أحمد عادل عبدالمنعم ووائل جمعة ومحمد نجيب ورامى ربيعة وشريف عبدالفضيل وسيد معوض وأحمد فتحى وحسام عاشور وحسام غالى ومحمد شوقى ومحمد أبوتريكة ومحمد ناجى «جدو» وعماد متعب ودومنيك دا سيلفا.
يأتى هذا فى الوقت الذى قررت فيه لجنة الكرة مضاعفة المكافأة لتحفيز اللاعبين على تحقيق الفوز وعبور هذه المباراة الصعبة، وطالب محمود الخطيب، نائب رئيس النادى، اللاعبين ببذل كل ما يملكون من طاقة وجهد من أجل قيادة الفريق للفوز والتأهل للدور قبل النهائى، وأكد للاعبين ثقة اللجنة ومجلس الإدارة وجماهير النادى فيهم وفى قدرتهم على الفوز، والثأر من الترجى الذى حرم الفريق من التأهل للمباراة النهائية الموسم الماضى.
على الجانب الآخر، اختتم الترجى، مساء الخميس، استعداداته للمباراة بتدريب رئيسى على ملعب المباراة، حرص خلاله نبيل معلول، المدير الفنى للفريق، على شرح خطة المباراة وكيفية إغلاق المنافذ والسيطرة على وسط الملعب والقضاء على خطورة مفاتيح لعب الأهلى، خاصة محمد أبوتريكة وجدو وسيد معوض، وكان الترجى قد وصل القاهرة، مساء الأربعاء، فى بعثة تضم 35 شخصاً، برئاسة حمدى المؤدب منهم 22 لاعبا هم معز بن شريفية والعربى الماجرى ووسيم نوارة للمرمى، والمدافعون وليد الهيشرى وخليل شمام ومحمد بن منصور ويحيى بانانا وإدريسا كوليبالى وبلال بن إبراهيم وسامح الدربالى، وفى وسط الملعب خالد القربى ومجدى تراوى ويوسف المساكنى وأسامة الدراجى وخالد المولهى وإدريس المحيرصى ووجدى بوعزى وأسامة البوغانمى وزين العابدين السويسى، و3 مهاجمين هم: يانيك نيانج وخالد العيارى ومحمد على سلامة.
يأتى هذا فى الوقت الذى اهتمت فيه الصحف التونسية الصادرة، الخميس، بالمباراة بشكل كبير ووصفت المواجهة بين الجانبين بـ«جمعة الحسم» على غرار المظاهرات السياسية التى يشهدها البلدان فى الفترة الماضية، وحذرت جريدة «الصباح» الترجى من الخسارة وكتبت «شعار المواجهة ممنوع الهزيمة بفارق هدفين»، كما أشارت إلى أن السفارة التونسية بالقاهرة وضعت برنامجا خاصا لتوفير الحماية اللازمة لجميع أعضاء الوفد، كما نسقت مع إدارة الأهلى والسلطات الأمنية المصرية لتأمين مدرجات خاصة لمشجعى الترجى تكون بعيدة عن جمهور الأهلى، تفاديا لأى أحداث شغب قد تحصل بين جماهير الفريقين، وكتبت: «الأحداث السابقة أثبتت (تعمد) المنظمين فى استاد القاهرة حشر الجماهير التونسية وسط الجماهير المصرية وهو ما تسبب فى تبادل العنف بين الطرفين على غرار الأحداث التى وقعت فى الموسم الماضى»، وأضافت «الصباح» أن عدداً كبيراً من مشجعى الترجى منذ بداية الأسبوع سافروا للقاهرة على نفقتهم الخاصة.