بين الحياة والموت يرقد الطفل أحمد محمود رضا «13 عاما» داخل مستشفى أحمد ماهر التعليمى.. الضحية خرج للعمل لمساعدة أسرته وقادته المصادفة لمشاهدة حقيبة يخفيها صاحب محل كباب يعمل به وبداخلها كمية من المخدرات والأسلحة النارية ليتعرض لحلقة تعذيب لمدة ساعتين على يد صاحب المحل، وأصيب بكسور وكدمات متفرقة بالجسم وبحروق وصلت نسبتها إلى 75%، لينقل بين الحياة والموت إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمى ويصاب بغيبوبة منذ 10 أيام.. التفاصيل كاملة رصدتها تحقيقات النيابة وقررت حبس المتهمين وتنتظر تعافى الضحية لسماع أقواله.
التقت «المصرى اليوم» أسرة الطفل وروت المأساة.. بدأت تفاصيل الواقعة عندما أصيب والد الطفل بكسر فى القدم ألزمه البقاء فى المنزل 4 شهور مقبلة، الأم جلست داخل منزلهم المتهالك بمصر القديمة، المكون من غرفة واحدة، تحاول تدبير نفقات المنزل وهى تعلم أن ما تحصل عليه من جنيهات من عملها كعاملة نظافة لن يكفى، لتجد أمامها أحمد يقف بجسده النحيف وهو يطلب منها الخروج إلى العمل.. حاولت الأم إقناعه بالتراجع عن الفكرة إلا أنه صمم على رأيه، واتفقت مع صاحب محل قريب من منزلهما على عمل ابنها لديه مقابل 30 جنيها أسبوعيا، خرج الطفل لأول مرة إلى العمل وهو يعلم أن هناك من ينتظر عودته بالجنيهات القليلة التى سيحصل عليها.
وبعد يومين قادته المصادفة إلى «جريمة» يرتكبها صاحب المحل، حيث شاهد الطفل حقيبة بداخلها كمية من المخدرات وهو لا يعلم أن حفلة تعذيب تنتظره عقاباً له لكشف «المستور»، اصطحبه صاحب العمل وصديقاه إلى غرفة خشبية فوق منزل، ليتعرض لحفلة تعذيب لمدة ساعتين يواجه فيها الضرب بالشوم وإصابته بجروح باستخدام سكين والحرق بمواد كاوية وهم يحذرونه من إبلاغ المباحث.
كما نقلوه إلى منزله وأخبروا الأم بأنه سقط أثناء العمل والطبيب أخبرهم بأنه يحتاج لـ4 أيام راحة.
4 أيام قضاها الضحية فى غيبوبة ووالدته لا تعلم ما تعرض له وعقب إفاقة الطفل وإخبارها بتفاصيل التعذيب نقلته إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمى ليتلقى العلاج، وأبلغت مباحث القاهرة بالتفاصيل ليتهم إلقاء القبض على المتهمين ويحيلهم اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لأمن القاهرة، إلى النيابة ليتولى مصطفى عقل، مدير نيابة مصر القديمة، برئاسة مالك مصطفى، التحقيقات، وتبين من التحقيقات أن المتهمين الثلاثة احتجزوا الطفل لمدة 3 ساعات استخدموا فيها أدوات حادة وشوماً لضربه، كما ألقوا عليه كمية من ماء النار على جسده ليصاب بحروق بنسبة 75% وكسر بالأنف بعد حرقها بماء النار. وانتقلت النيابة للمعاينة.
وتبين أن الطفل احتجز داخل غرفة خشبية فوق أسطح إحدى العمارات بمصر القديمة وتم تحريز الأدوات التى استخدمت فى التعذيب ليقرر المستشار ممدوح وحيد، المحامى العام لنيابات جنوب القاهرة، حبس المتهمين بتهمة الشروع فى قتل وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة وانتداب الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على المصاب لإثبات ما به من إصابات.
وقال مصدر أمنى لـ«المصرى اليوم» إن المباحث لم تعثر على المخدرات بسبب تأخر الأم فى الإبلاغ عقب إيهام المتهمين لها بأن إصابة الطفل نتيجة العمل وأن التحريات أثبتت أن المتهمين يتاجرون فى المخدرات منذ أكثر من 6 سنوات.