علاء محمد شحاتة الشهير بـ«شيتوس» شاب في الثالثة والعشرين من عمره، من مواليد منطقة إمبابة بالجيزة، وأدمن صفحة «أنا بحب الكلاب» على فيسبوك، بعد سنوات طويلة من اقتناء الكلاب ورعايتها.
شحاتة أو «شيتوس»، كما يشتهر بين أقرانه وجيرانه، ترك الدراسة في معهد للحاسبات ونظم المعلومات واتجه لتربية الكلاب بسبب ولعه الشديد بها منذ صغره. بدأ باستئجار مزرعة صغيرة في جزيرة «بين البحرين» التابعة لمنطقة الوراق، ليصبح أحد أهم مدربى الكلاب في محافظة الجيزة.
يقول «شحاتة»: «أبويا مرضيش يدينى 300 جنيه أشترى كلب وأنا صغير، فقررت أربى كلب بلدى، وبعدها الموضوع اتطور وقررت أفتح مزرعة». لم تتوقف أحلام الشاب العشرينى على مزرعة صغيرة وسط النيل، بل تمتد إلى الانتقال للمدينة، لكن التكاليف المادية تعوقه، فالمزرعة التي استأجرها لا تكلفه كثيراً. 1500 جنيه في هذا الوقت ليست أموالا بالنسبة لمزرعة صغيرة وسط النيل».
بعد 12 سنة في مجال تربية الكلاب استطاع شيتوس أن يدرس سلوك الكلاب وأن يعرف كل شىء عنها، حتى اتجه منذ سنوات إلى مجال التدريب، فأصبح قادرًا على تدريب أي كلب على أوامر الطاعة التي يلخصها في (come، stop، sit، hand، up، jump)، بالإضافة إلى أوامر الحراسة (catch، stay، bark، enough)، على حد قوله.
من سلالة الجيرمين شيبرد، اختار شيتوس كلبه المقرب «دراكولا»، وأكد على ارتباطه به للدرجة التي لا يستطيع معها الاستغناء عنه. «ممكن أبيع أي كلب عندى إلا دراكولا شاف معايا أيام صعبة جدًا»، يقول مدرب الكلاب العشرينى، ويشير إلى «الجيرمين شيبرد» باعتبارها السلالة الأولى والأكثر انتشارا في مصر، حيث إن الغالبية العظمى من مربى الكلاب يتجهون إلى هذا النوع لتميزها بالقوة والذكاء، فتستطيع الدفاع عن صاحبها في أصعب الأوقات كما أن ذكاءها الشديد يُحبب فيها أي شخص.
وتأتى سلالة الروت وايلر والبيتبول في المرتبة الثانية والتى تتميز كلابها بأجسامها القوية والتى تظهر فيها العضلات، بالإضافة لكونها من الأنواع الأشرس في الكلاب، لذلك تعد من أفضل الأنواع المخصصة لأغراض الحراسة.
لا يفضل شيتوس الـ«Dry Food» المعلب، رغم أنه أكثر الأطعمة المفضلة للكلاب، لأنه يحتوى على الكثير من الأملاح التي قد تضر بمعدة الكلب، على حد قوله، بالإضافة إلى تكلفته العالية «بفضّل الأكل الفريش، لأنه صحى أكثر للكلاب». وأوضح أنه يشترى الدجاج النافق من المزارع بسعر خمسة جنيهات للدجاجة الواحدة، ويقدمها وجبة للكلب. ويتابع: «الكلب الصغير (الجرو)، يتناول ثلاث وجبات يوميًا، على عكس الكبير والتى قد يقتصر غذاؤها على وجبة واحدة في اليوم».
عالم تدريب وتربية الكلاب في مصر كبير ومتشعب بين هواة ومحترفين، بالإضافة إلى جمعيتين معتمدتين هما الجمعية المصرية لتربية الكلاب وتنقية السلالات، والنادى المصرى لكلاب الراعى الألمانى.
تعتبر الجمعية المصرية لتربية الكلاب وتنقية السلالات أولى الجمعيات المهتمة بتربية الكلاب والتوعية بطرق التعامل معها، كما تنظم حملات لتوعية الأطفال في المدارس تقول عنها مها التهامى، عضو اللجنة الثقافة والتعليمية بالجمعية، إنها تهدف لتغيير ثقافة كراهية الكلاب عند الأطفال، وكسر حاجز الخوف منها، مشيرة إلى أن الكلاب قادرة على تحسين الحالة النفسية للأطفال.
وتضيف: «الطفل يشعر بمسؤولية تجاه الكلب، ووجود كلب مع الطفل الذي يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، قد يساعد الطفل بطريقة كبيرة، لأنه يجد أن هناك أحدا يحبه بدون أي هدف ويهتم لأمره فيشعر أنه ليس وحيدًا بل يمتلك صديقا، وذلك يكسر حاجز الوحدة عند الطفل، حسب تأكيدها.
وبجانب حملات التوعية التي تنظمها الجمعية، تتبنى الكلاب التي تعانى من الأمراض، فتوفر لها الرعاية والصحة والمكان الآمن. وتسعى الجمعية حالياً لتسجيل أول كلب باسم مصر في المنظمة العالمية للكلاب، هو كلب الأرمنت المنتشر في صعيد مصر، فتدرس الجمعية صفات ومميزات الكلب، لتنتهى من إعداد ملفه ثم تتقدم به إلى المنظمة العالمية للكلاب FCI حسب محمد درويش، عضو اللجنة الثقافية والتعليمية بالجمعية المصرية لتربية الكلاب.
وأوضح درويش أن السبب وراء هذا الإجراء تسجيل إسرائيل سلالة الكلب الكنعانى المنتشر في شوارع مصر باسمها في المنظمة العالمية للكلاب، ما دفعهم للبحث عن سلالة مصرية خالصة لتسجيلها.
وقال درويش إن ثقافة العلاج بالكلاب منتشرة في الخارج ولكنها ليست موجودة بمصر، وأشار إلى أن الكلاب في الخارج يتم تدريبها على كل شىء، حتى الأشخاص فاقدى البصر يصطحبون الكلاب بعد تدريبها لتدلهم على الطرق ووسائل المواصلات.
تُقام في مصر أربع مسابقات سنوية أو «شو» كما تسميها المنظمة العالمية للكلاب، ويشارك فيها مربو الكلاب التي تنطبق عليها الشروط، وهى أن يكون الكلب مسجلا في المنظمة العالمية للكلاب ويمتلك شهادات نسب.
وقال يوسف علام، أحد المشاركين الدائمين في المسابقات: «الشو مفيدة جداً لنا كمربين للكلاب لأننا من خلالها نستطيع معرفة عيوب الكلب وكيفية العمل على إصلاحها». وتابع: «فى بعض المسابقات يتم تقسيم الكلاب إلى مجموعات حسب الفئة العمرية والنوع، فتتنافس الذكور مع بعضها والإناث مع بعضها، حتى يتم اختيار أحسن كلب من كل مجموعة وتجرى المنافسة بينها جميعاً، ويفوز أحسنها من حيث الوقفة وشكل الأذن والجسم والقدرة على استيعاب الأوامر، وهو نفسه ما يحدث في مسابقات بطولة العالم.
وتابع علام: «فى الآونة الأخيرة أدخلت مسابقة حديثة للكلاب خاصة بالأطفال في مصر، حيث يتم التقييم فيها على أداء الطفل وليس الكلب، حيث يكون لها قواعد معينة تعتمد على سيطرة الطفل على الكلب وقدرته على التحكم فيه وإعطائه الأوامر، ما يُكسب الطفل ثقة بنفسه.
أما الأدوات المستخدمة في تنظيف وتطهير الكلاب، فقسمتها شيرين الدميرى، مسؤول لجنة الاهتمام بنظافة الكلب في الجمعية المصرية لتربية وتنقية السلالات، إلى قسمين، أولها منتجات الشامبو المستخدمة في الاستحمام، التي تختلف عن منتجات البشر من حيث نسبة الملوحة، والأخرى الأدوات المستخدمة في تصفيف شعر الكلاب ومقصات وفرش الشعر، والتى يجب أن تكون ذات مواصفات معدنية.
وشددت «الدميرى» على ضرورة الاهتمام بنظافة الكلب بصفة دورية، وأضافت أن حلاقة شعر الكلب من أصعب الأشياء التي من الممكن أن تعرض حياته للخطر إذا أجريت بشكل خاطئ.
من جانبه، قال محمود فادى، مدير أكاديمية لتعليم وتهذيب سلوك الكلاب، إن الأمر يتوقف على شخصية الشخص المربى، فقد يصنع منه كلبا عدوانيا أو ودودا، وذلك عن طريق التدريبات. وأضاف: «أى شخص يفكر في تربية كلب، لابد له من معرفة احتياجاتها وسلوكها، خاصة طاقاتها التي تنقسم إلى 3 درجات منخفضة- متوسطة- عالية»، وأشار إلى أنه يجب اختيار الكلب على حسب طاقة المربى، وحسب ظروفه المعيشية، وأوضح: «لو المربى كبير السن أو سيدة عجوز، لابد لهم من اختيار كلاب ذات طاقة منخفضة، على عكس الشباب الذي يتمتع بالطاقة والنشاط».
مازن: أنتجت أول سيبريان هسكى «مصرى» من أبوين مستوردين
مازن سالم هو أول من استورد كلاباً من سلالة «سيبريان هسكى» وصاحب مزرعة مخصصة لهذا النوع بمدينة العبور. بدأ مازن تربية الكلاب منذ 10 سنوات كهواية، باستيراد أنواع مختلفة من الكلاب، وبدأ في دراسة مواصفات الكلب الذي يعيش في المناطق الباردة ومميزاته وعيوبه، حتى استطاع إنتاج أول كلب من هذه السلالة في مصر.
قال مازن إنه بدأ تربية السيبريان هسكى منذ 10 سنوات، وتعرض لنقد شديد، لعدم تأقلم هذا النوع مع جو مصر، فقرر خوض التجربة، واستورد أول كلبين هسكى، واكتشف أنه يتأقلم مع الجو المصرى خصوصًا في حالة ولادته في مصر.
وأوضح أن خطة إنتاج سيلڤر (اسم الكلب الذي أنتجه في مصر من السلالة) كانت مدروسة قبل استيراد الآباء. وأضاف: «الحمدلله ربنا وفقنى وكانت نتائجها فوق المتوقع، بدأت أشارك بيه من سنة 2016 في كل المسابقات المصرية والدولية المُقامة في مصر عن طريق الجمعية المصرية لتنقية السلالات، وصنّف كأفضل كلب سيبيريان هسكى في مصر، وأفضل كلب إنتاج مصرى لسنة 2016 كما رشح لتمثيل مصر في مسابقة بطولة العالم للكلاب «اليوكانوبا» في كرواتيا عام 2016 واستمر (سيلڤر) في مسابقات بأوروبا طوال ٣ شهور فاز خلالها بعدة بطولات في 5 بلدان أوروبية.
كما فاز «أيس»، وهو الكلب الأب الذي استورده مازن في البداية، بلقب أجمل كلب في مصر عام 2014، في أول مسابقة يشارك فيها. وحصل على لقب «أجمل كلب محلى» في مسابقة دولية أقيمت باستاد القاهرة في العام نفسه، ورشح ليمثل مصر في بطولة العالم لـ«اليوكانوبا». كما رشُح لينافس في بطولة العالم في 2015 في مدينة ميلانو بإيطاليا في يونيو 2015، وتفوق في بطولة العالم بتقدير ممتاز، وتصدر قائمة أفضل 10 سيبريان هسكى على مستوى العالم.
طارق: اتجهت لـ«تربية الكلاب» بعد التقاعد
طارق الشافعى هو أحد أكبر تجار الكلاب في محافظة المنوفية، بعد تقاعده من الخدمة في القوات المسلحة اتجه إلى تربية وتجارة الكلاب. «كنت بشوف الكلاب بتاخد الأوامر وتسمع الكلام، فكنت بستغرب جداً، لحد ماعرفت إن ليها تدريبات تقدر تعلمها كل حاجة».
خصص الشافعى سطح منزله للكلاب، بعد تقسيمه إلى أجزاء، وخصص كل جزء لنوع معين من الكلاب، لكنه يهتم أكثر بالكلاب الألمانى «الجيرمن شيبرد» لأنه الأكثر شعبية في مصر. اشترك في العديد من المسابقات وحصد الكثير من الميداليات، وقال إن أسعار الكلب الألمانى تتروح بين ألف و50 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن عاملى النسب ونقاء السلالة يلعبان دورا مهمًا في السعر.
وتابع أن عملية البيع تصل إلى أعلى معدلاتها في فصل الصيف، حيث الإجازة الدراسية التي يتجه خلالها الأطفال والشباب لشراء الكلاب، على عكس الفصول الأخرى التي تنخفض فيها معدلات البيع.