اعتبرت صحيفة «ذا ستاندارد» الكينية، الأحد، دورة حوض النيل لكرة القدم «هجوما سحريا» من مصر على دول حوض النيل الأخرى كي لا تتدخل في حصة مصر التاريخية من مياه النيل.
وذكرت الصحيفة أن دورة حوض التي انتهت الاثنين الماضي في مصر تبدو على السطح مجرد مسابقة لكرة القدم غير أن إلقاء نظرة متفحصة على البطولة التي جمعت منتخبات سبع دول هي: مصر وأوغندا وبوروندي وتنزانيا والسودان وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية- يكشف عن رغبة مصر في مغازلة دول حوض النيل حول استغلال مياهه، كما أنها تكشف عن قوة الرياضة في تعزيز التعاون وحل النزاعات بين الدول.
وقالت إن مصر تتمتع بحقوق حصرية في الاستفادة من مياه النيل غير أن دول الحوض الأخرى بدأت تطالب في السنوات الأخيرة بحصة جديدة في استعمالها لمياه أطول نهر في إفريقيا. وأشارت إلى أنه في مايو 2010 وقعت خمس من أصل تسع دول في حوض النيل هي: إثيوبيا ورواندا وأوغندا وتنزانيا وكينيا اتفاقية جديدة في العاصمة الأوغندية كمبالا تتيح لهذه الدول استعمال نصيبها من مياه النيل في الري وأعمال التنمية الأخرى.
وأضافت الصحيفة الكينية: كما هو متوقع وصفت مصر التي تعتمد اعتمادا شبه تام على النيل في توفير حاجاتها من المياه، الاتفاقية بأنها غير قانونية، وكان السودان هو الدولة الوحيدة من دول الحوض التي أيدت مصر في موقفها من هذه الاتفاقية. وقالت إن وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد نصر الدين علام حذر من أن مياه النيل قضية أمن قومي متوعدا بأن مصر ستدافع عن حقها التاريخي في استعمال مياه النيل. لكنه سرعان ما وضح أن هذا الدفاع لا يتضمن شن الحرب.
وقالت «ذا ستاندارد»: وبدلا من أن تشكو بصورة مباشرة أو تهاجم اتفاقية كمبالا، فإن مصر شنت هجوما سحريا في محاولة لمغازلة دول حوض النيل الأخرى حتى لا تتداخل في مخصصاتها من المياه.
ووفقا للسفير الكيني في مصر ديف أرونجا، فإن الحكومة المصرية حريصة على طمأنة مواطنيها بأن جميع الأمور بخير فيما يتعلق بمياه النيل وهي تستعين باستراتيجيات شتى لتحقيق هذا الغرض بما في ذلك الرياضة والتجارة والتعليم.
وقال السفير الكيني إن «مصر لم تكن مرتاحة لجزء من الاتفاقية التي وقعت في كمبالا وحريصة على طمأنة المواطنين أن كل شيء على ما يرام. وهذا واضح في جهودها مع الدول المؤثرة في جبهات عديدة», وأضاف أن بعض الدول- مثل كينيا- تستفيد من هذه الجهود نظرا لكون مصر تمثل سوقا استهلاكية كبيرة. وأوضح أن «هذا بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة ويمثل سوقا استهلاكية كبيرة بالنسبة للبضائع الكينية. فالشاي الكيني له سوق جيدة هنا كما أن اللحوم الكينية تصدر إلى مصر», وأضاف أنه «بجانب التجارة، فقد بدأنا أيضا التعاون في قطاع التعليم والرياضة حيث أقيمت دورة حوض النيل»,
وقالت الصحيفة الكينية إن مصر لم تدخر وسعا لإنجاح دورة حوض النيل في نسختها الأولى. فالحكومة المصرية من خلال الاتحاد المصري لكرة القدم الذي نظم الدورة، دفعت تذاكر الطيران وتحملت مصاريف الإعاشة والانتقال والبدلات لكل الفرق المشاركة. وعلاوة على ذلك، حصلت الفرق الثلاثة الأولى في البطولة على جائزة تساوي 30 مليون شلن كيني.
ولفتت إلى أن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سارع إلى فصل الدورة عن التوجهات السياسية خلال مؤتمر صحفي لإعلان الجوائز المالية. وقال: بالنسبة لنا فهي كرة قدم فقط وفرصة كي تتهيأ الفرق المشاركة على نحو جيد لمبارياتها في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية. وأضاف أن وزارة الخارجية المصرية ربما تريد أن تبدو الأمور على نحو مغاير.