x

المعارضة السورية فى ندوة «المصرى اليوم»: نترقب مليونية دعم لشعبنا فى ميدان التحرير

تصوير : علي المالكي

لعلوى، الدرزى، الكردى، السنى والمسيحى.. أطياف متباينة تآلفت جميعها على طاولة حوار واحدة استضافتها «المصرى اليوم» لوفد من المعارضين السوريين فى المنفى، يزور القاهرة حالياً، فى إطار حملة مكوكية لحشد الدعم الشعبى المصرى والعربى والدولى لثورة الشعب السورى.


فى حضرة الوطن ذابت العرقيات والمذاهب، وبقيت الوحدة فى وجه آلة القمع، لا وحدة أبناء الشعب السورى فحسب، بل السوريين والمصريين على حد سواء، الذين مثلهم نشطاء سياسيون وقيادات حزبية وصحفيون، فى ندوة تحت عنوان «المطلوب لدعم الثورة السورية».


هكذا أصبح كل المتحدثين من الضيوف «سوريين»، و«بين قوسين: هذا سنى وذاك علوى»، فقط للاستدراك، وسط قفشات الحضور، للسخرية من محاولات الأنظمة الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد، مؤكدين أن إثنية وديانة بعضهم البعض لم ولن تعنيهم أبداً.


هذا ما عبر عنه فهد الأرغا المصرى، المستشار السياسى والإعلامى لـ«تجمع أبناء الجالية السورية»، الجهة الداعية والمنظمة لـ«أسبوع دعم ونصرة الشعب السورى» فى القاهرة. وطالب «الأرغا» المصريين بتشكيل وتفعيل لجنة دعم للشعب السورى، على غرار ما جرى فى دول أخرى مثل لبنان.


وفى وقت يبدو فيه التعويل على المواقف الرسمية، عربية ودولية، غير مجدٍ، قال الناشط السياسى السورى المعارض هيثم المالح، إن القاهرة ركن أساسى للحرية والديمقراطية، معولا على الضغط الشعبى على الحكومة المصرية لسحب سفيرها فى دمشق، وعلى الدعم السورى فى الداخل، كما دعا إلى مظاهرة مليونية فى سفارات سوريا بالدول العربية لمساندة كفاح الشعب السورى.


وقارن معتقل الرأى السابق فى سجون النظام السورى بين الثورتين المصرية والسورية قائلاً: «مشايخ سوريا يحمسون المتظاهرين مثلما يحدث فى مصر تماماً. حلب لايزال بها شبيحة وأصحاب مصالح مرتبطون بنظام بشار الأسد، كما يوجد بها رجال دين يؤكدون أن التاريخ يصنعه الشباب ورغم أن الخوف والقمع كبيران فإن النصر قريب من سوريا».


أما محمد مأمون الحمصى، النائب المستقل السابق فى مجلس الشعب السورى، منسق تجمع أبناء الجالية السورية فى كندا، فقال: «كل الشكر لمصر وإعلامها وصحافتها وإن كان لى بعض العتب على المصريين لعدم وقوفهم إلى جوار إخوانهم السوريين. العرب أسرة واحدة، لكن للأسف هناك دجل وتهويل فى الإعلام بأن الشعب السورى متوحش، وأود أن أوضح أن النظام له مصالحه الخاصة التى تحركها إيران لتحقيق مشروع خبيث فى المنطقة العربية».


وأبدى «الحمصى» تشوقه لرؤية مليونية دعم لسوريا على أرض مصر «لأن هذه العواطف تحرك قلوب كل الأحرار وكل العرب». وبتأثر قال: «يا أهل المروءة، جنازير الدبابات تقطع أجسادنا بينما وسائل الإعلام ممنوعة من الوصول هناك».


بدوره، لخص الشيخ إسماعيل الخالدى، نائب رئيس اتحاد العشائر السورية، كلمته عن شهداء الثورة، قائلاً: «كل ثانية تقريبا يقتل إنسان فى سوريا، الشعب يقتل ويهان وتنتهك حرماته». وأكد «الخالدى» أنه رغم إعلان النائب العام السورى مقتل 420 سورياً فى يوم واحد، فإن عدد القتلى الحقيقى حتى الآن يتجاوز 15 ألف قتيل و600 معتقل، كما أن هناك ما يزيد على 50 ألف عائلة منكوبة بها ما بين قتيل أو معتقل.


ومن «تجمع 15 آذار من أجل الديمقراطية»، قال عبدالرؤوف درويش: «خصصنا أسبوعا للتضامن مع الشعب السورى لأن ما يجرى فى سوريا لا يمكن أن يتخيله عقل، إذ وصل القتل والتنكيل وانتهاك الحرمات إلى شىء ليس له مثيل. المخابرات السورية عندنا تذهب لتقبض على شخص ولا تجده تعتقل أباه أو أمه ولو وجدوه يقتلونه أمام أسرته. الكثير من الأهالى يلجأون إلى الجبال هربا من القتل». وختم: «بشار الأسد لا تعنيه مظاهرات برلين وباريس إنما يهزه أن يسمع الشعب المصرى يعلن دعمه لسوريا».


من جانبه، عتب منذر ماخوس، عضو التجمع نفسه، على الشعوب العربية لتقصيرها فى التضامن مع السوريين بالشكل الكافى، وقال: «لا نحظى بدعم كاف»، الموقف الدولى متواطئ، وبشار لا تثنيه العقوبات الدولية، بشار يحتاج إلى عقوبات غير النفط والمنع من دخول بعض البلدان، الحل فى المقاطعة الاقتصادية الشاملة للضغط عليه».


من جانبه، تطرق صلاح بدرالدين، القيادى الكردى، رئيس جمعية «كاوا» للثقافة الكردية، إلى مسألة العرقية السورية، قائلاً: «مجتمعنا متعدد المذاهب، والنظام الحاكم هو من أساء لنا، العرب قبل الأكراد، والمسيحيين قبل المسلمين، متبعا سياسة فرق تسد، لذا مصلحة السوريين فى الوحدة».


وفى كلمة مقتضبة غلب عليها التأثر، قال الشاب محمد دقورى، الكاتب والناشط وممثل الشباب فى الوفد: «إن السوريين تابعوا الثورة المصرية لحظة بلحظة وبمنتهى الشغف، وبكوا على وقعها تأثرا مع شباب الثورة». وأضاف: «نتوقع منكم أن تهتموا بثورة شعبنا، نترقب مليونية مصرية تهدى لدماء الشهداء». ومضى قائلا: «آلة القمع فى سوريا لا تشبع من الدماء، وأتمنى أن ينهى الشعب المصرى ثورته على خير لأن سوريا تنتظر منه الكثير». قالها وغلبته الدموع فآثر إنهاء كلمته قائلاً: «ننتظر مساعدة الإعلام المصرى لنشر جميع ما يجرى للسوريين من انتهاكات تفضح جرائم النظام الحاكم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية