x

حسن.. «مراقب المنتحرين» الذى التقط «أرواح» العنصرية من «وشوش» الناس

الجمعة 24-03-2017 23:52 | كتب: ميلاد حنا زكي |
محمد حسن أمام صور المعرض محمد حسن أمام صور المعرض تصوير : اخبار

وجوه تتراصّ بجانب بعضها، يتألم كل منها فى صمت، البعض منها مريض بالسرطان أو التوحُّد أو الإدمان أو الاكتئاب الشديد، الذى جعل أصحابها يُقبلون على الانتحار، تلك هى أعمال الفنان محمد حسن، فى معرض «أرواح»، الذى افتتحه فى جاليرى «بيت الصورة»، ويستمر حتى 5 إبريل المقبل.

«الناس دى محتاجة اننا نعاملها كأى إنسان طبيعى، ولازم نقف جنبهم، ومانضايقهمش بكلامنا الجارح، مش عشان لونهم مختلف أو شكلهم يبقى دى حاجة تدينا الحق اننا نتكلم عليهم بشكل سيئ»، هكذا قال الفنان محمد حسن، لافتا إلى أنه صَوَّر جميع الحالات فى بريطانيا العام الماضى.

وأوضح «حسن» أنه تعرض لكثير من العنصرية، التى جرحته شخصيا فى بريطانيا، وكانت تميزه عن المواطن البريطانى، عقب سفره من مصر عام 2007، فضلا عن دعوة أحد الأساتذة فى الكلية التى كان يدرس بها فنون التصوير إلى أن يصور مشروعا مميزا ومختلفا.

وقال: «اللى خلانى اصور ناس مختلفة وشكلها غريب عن الناس العادية هو إنى لما رُحت هناك اتعرضت لعنصرية كتير، فأثرت علىَّ وعلى شخصيتى، وقررت انى اعمل حاجة إيجابية».

عمل «حسن» فى الشهور الأولى له فى بريطانيا فى وظيفة مراقبة المنتحرين وإبلاغ الحكومة عنهم، فى محاولة للحد من الجريمة، بمدينة ويلز ببريطانيا، وهو ما جعله يُدقِّق فى وجوه الناس.

وقال: «بابا كان مصور محترف، واتوفى 2007، وكان بيحاول يعلمنى وانا مكنتش مهتم، وأول ما توفى ماكنتش عايز اعيش فى مصر، وقررت أسافر بريطانيا، وكان عندى 27 سنة، وكانت الحياة صعبة ومامعييش فلوس، فاضطريت اشتغل أى شغلانة، واشتغلت شغلانة صعبة جدا، هى مراقبة أى حد عايز ينتحر، وكنت باراقب وشوش الناس، وده خلانى أفهم الناس من غير ما يتكلموا من تحركاتهم وأشكالهم».

«(مانويل) مريض توحُّد، وكانت الناس ترفض التعامل معه، فى حين قررت صديقته البقاء معه ومساعدته»، و«(ببا) لديها عيب خلقى فى رجلها، وعند سن معينة قرر الأطباء بتر رجلها، ومنذ ذلك اليوم وهى لديها إحساس بأنها ليست جميلة»، و«(بيتر) رسام، أُصيب بمرض سرطان فى الجلد، وكان يعانى آلام المرض فى مرسمه، ما يجعله يغمض عينيه دقائق لتحمل الوجع»، تلك هى بعض الحالات التى صَوَّرها «حسن» فى بريطانيا.

ويضيف: «صوَّرت حوالى 30 حالة، وده استغرق معايا وقت حوالى سنة، عشان كنت باعيش كل حالة، واعرف بس اتكلم معاه، ونتعرف على بعض، واعرف آخد الصورة اللى عايزها». صور «حسن» استطاعت أن تلفت الانتباه فى بريطانيا، بعدما عرضها فى أكثر من معرض هناك، واختير ضمن أفضل 5 مصورين للسنة الماضية، لكى يعرض صوره لمدة شهر فى المتحف الوطنى ببريطانيا، كما عرض فى مدينة سونزى وفى لندن لمدة أسبوعين، كما عرض صوره فى المغرب.

ويتابع: «ناوى الفترة القادمة أعمل مشروع مثله فى مصر، عشان عندنا بردو فيه ناس بتبص للفلاح والغنى والأسود والأبيض وغيره من أشكال التمييز والعنصرية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية