x

«نبيل خلف».. الكتب جسر للتواصل الحضارى

الخميس 08-04-2010 13:43 | كتب: محمد الكفراوي |
تصوير : other

يواصل الشاعر والكاتب المسرحى نبيل خلف مسيرته الإبداعية التى تجاوزت أفق الانتشار المحلى، وامتدت إلى المستوى العالمى، لتصبح نموذجاً مثالياً لالتقاء الثقافات، والحوار بينها، خاصة بين الثقافتين المصرية والألمانية، ففى الشهر الماضى، احتفى معرض ليبزج للكتاب فى ألمانيا، بأعمال ومسيرة الدكتور نبيل خلف، وبترجمة أحدث كتبه إلى اللغة الألمانية، وهو كتاب «الكون جوايا»، كما احتفى المعرض نفسه بالألبوم الغنائى الأخير الذى صدر للشاعر تحت عنوان «حضرة المحبوب» الذى غناه المطرب وائل جسار.

خلال تلك الاحتفالية، قامت الفنانة منى راجى عنايت بغناء عدد من قصائد ديوان «الكون جوايا» المترجم إلى الألمانية، مستخدمة موسيقى تتناسب مع الذوق الألمانى، وتم عرض هذا الألبوم ضمن قاعة خصصت لأحدث الإصدارات الموسيقية فى جميع أنحاء العالم.

يتنوع إبداع الدكتور نبيل خلف بين الشعر والقصة والأوبريت والكتابة المسرحية والكتب التعليمية وقصص الأطفال، وسبق أن حصلت مسرحيته «آه يا غجر» على المفتاح الذهبى كأفضل مسرحية فى مهرجان الثقافات المتعددة فى ليبزج، وضم هذا المهرجان 20 دولة، وقبل حصوله على هذه الجائزة كان كتاباه «الأم الخشبية» و«سمكة الشمس» يدرسان فى المدارس الألمانية.

يتناول نبيل خلف فى مجمل أعماله، القضايا الواقعية التى تهم المجتمع المعاصر، ويضيف إليها لمسة سحرية، من خلال دراما متواترة تصور الصراع بين الإنسان وقيمه الأخلاقية، ويقفز بسلاسة من عالم الواقع إلى الخيال، حتى إنه، بحسب ما وصفه أحد النقاد «لا يكتب للأطفال فحسب، بل إنه يكتب أيضًا كطفل».

يصفه الكاتب الألمانى فولف ديترش زايفرت العوالم الإبداعية لنبيل خلف قائلاً «قصصه فى المقام الأول أساطير فنية، وكما هو معتاد فى هذا النوع من الكتابات الأدبية، فإن الزمان والمكان والأشخاص يكونون غير محسوسين ولهم أشكال ثابتة، وكما هو الحال لدى الكثير من الأدباء والكتاب السابقين عليه، فإن نبيل خلف يستمد شخصياته من عالم الحيوان».

الكتابة المسرحية جزء أصيل من تجربة الكاتب نبيل خلف، فقد كرمه القنصل المصرى فى فرانكفورت وسلمه درع القنصلية واتحاد المصريين بفرانكفورت أثناء حفلة شهدت عرض أغانى مسرحية «آه يا غجر» بصوت المطرب على الحجار تقديراً من القنصلية المصرية واتحاد المصريين للأفكار والرؤى الفنية والإنسانية التى تضمنتها مسرحية «آه يا غجر» التى تعزز التواصل بين الثقافتين العربية والألمانية، كما مُنح أيضًا العضوية الفخرية لاتحاد المصريين عرفاناً من جميع أعضاء الجالية المصرية بفرانكفورت وتقديراً لكتاباته وأعماله الفنية والمسرحية الراقية باللغة العربية التى تمت ترجمتها إلى اللغة الألمانية.

وسبق أن وقع اختيار البروفيسيرة بيرجيت شيبله، رئيسة قسم تاريخ الشرق الأوسط، بجامعة إيرفورت الألمانية، على الدكتور نبيل خلف لإلقاء الضوء على إنتاجه الأدبى، فى المؤتمر الخامس عشر لقسم أبحاث الشرق الأوسط بجامعة إيرفورت.

ومن أهم من سلط الضوء على اعمال خلف كل من الفنانة المصرية الدكتورة منى عنايت، والباحثة الألمانية فى شؤون الشرق الأوسط دكتورة كونستانسا بوشهارت، الأدبية والمسرحية، وبخاصة ما ترجم منها إلى اللغة الألمانية، كما أشارتا إلى مدى تأثير هذه الأعمال، فى حركة التقارب بين الثقافات.

وفى الندوة تم فيها عرض فيلم سينمائى عن كتاب الدكتور نبيل خلف، الذى يحمل اسم «رباعيات فى حب الله»، وترنمت بها مجموعة من الأصوات العربية الكبيرة، مثل على الحجار، وهانى شاكر، وحسين الجسمى، ومدحت صالح، وشيرين. وتغنت دكتورة منى عنايت بخمس رباعيات من نفس الكتاب، كانت قد قامت بتلحينها.

«ما هو مستحيل نحلم وبس..» بهذه الكلمات بدأ كتاب «العامية المصرية للمتحدثين باللغة الألمانية» فى دول العالم، الذى خرج إلى النور هذا العام، وهذا الكتاب هو ثمرة التعاون الثقافى بين مدارس «ران ديتريش» من ناحية، مع الكاتب المصرى نبيل خلف، والفنانة التشكيلية الدكتورة منى راجى عنايت ضمن البرامج التى تجسد التقارب الحضارى بين ألمانيا ومصر، وكانت باكورة هذا النشاط بعد معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004 وتعرف الفنانة المصرية على الكاتب المبدع نبيل خلف الذى تحمس جداً لفكرة مد هذه الجسور الثقافية فى مرحلة نحن فى أشد الحاجة فيها لمثل هذه النشاطات وكانت باكورة ذلك النشاط كتاب «الأم الخشبية» عن قصة نبيل خلف، ضمن مجموعة قصص للصغار، أصدرها على مدى السنوات، من بينها أيضًا قصة «سمكة الشمس»، وترجمتها إلى الألمانية الدكتورة منى راجى عنايت.

قامت الدكتورة منى عنايت فى عام 2006 بتنفيذ مسرحية «سمكة الشمس» مع 106 أطفال ألمانيين أمام 500 متفرج فى المدرسة العليا للموسيقى فى ليبزج، ولاقت هذه المسرحية استحساناً وترحيباً من الجمهور الألمانى الذى هو فى أشد الحاجة لمثل هذه النشاطات ليعلم أن العرب لديهم القدرة على إنتاج أعمال فنية وثقافية على مستوى عالمى، وأن أصولنا وتاريخنا تنفر من كل ما له علاقة بالإرهاب بكل أشكاله.

كما تم عرض مسرحية «ثورة الشطرنج» بعد ترجمتها إلى الألمانية فى حضور مؤلفها نبيل خلف، فى مركز ثقافة المرأة فى ليبزج، وشهدت اهتماماً من المتفرج الألمانى واندهاشه المغلف بالإعجاب من موضوع المسرحية وهو المساواة بين الرجل والمرأة فى شكل مسرحى عالى المستوى.

يجدر بالذكر أن هناك أكثر من كتاب لنبيل خلف قامت الدكتورة منى راجى عنايت بترجمتها إلى الألمانية منها «زهرة اللوتس» و«الضفدع الثور» و«النهر الذى يعزف الموسيقى» هذا بخلاف كتاب يجمع أشعاره مع الشاعر الألمانى المعروف رينر بيرندهوف الذى يحتوى على أشعار تضم حكايات وأشعار الحيوانات المختلفة التى سميت بها فصول الأطفال باللغتين العربية والألمانية.
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية